23 ديسمبر، 2024 1:13 ص

المتامرون من الداخل

المتامرون من الداخل

في نظرية المؤامرة ..نركز على الاخر دائما وننسب اليه كل مشاكلنا ، والاخر عندنا الغرب ولااحد سواه.
انها قناعة متوارثة عن اباؤنا واجدادنا الذين اعتادوا ان يعزو حتى سبب انقلاب سيارة في الطريق العام الى (ابو ناجي) عندما كان العراق الملكي حليفا لبريطانيا .
*
في كل حين الاخر نصور الاخر ثعلبا يمكر بنا ويريد ان ياخذنا الى هاوية سحيقة .. بينما نحن في نظر انفسنا مجرد حملان وديعة ظلمها الزمن فجعلها العوبة بيد الاشرار .
*
هذه القناعة ترسخها في النفوس بعض الثعالب الوطنية حاليا .
الثعالب التي تجيد حياكة المؤامرات بمهارة عالية ضد البلد من اجل ان تواصل كسب مغانمها منه في كل ازمة تخلقها .
والمؤلم في الامر ..
ان اغلب الناس لاتريد الاقتناع بوجود هكذا متامرين .. بل انهم يسفهون رأي كهذا تشبثا منهم بالنظرية المزمنة التي امنوا بها وصدقوها .
*
لااحد ينكر تامر الدول الكبرى على الصغرى بل حتى على بعضها البعض .. فهذه حالة تاريخية قديمة ترتبط بنشأة الامم الكبرى في الازمنة الماضية ، وباستراتيجيتها للحفاظ على وجودها وديمومة هيمنتها وحماية مصالحها .
لكن وجود المتامرين على اوطانهم من الداخل امر لايجب انكاره هو الاخر لانه ، وببساطة، سيسهل لهؤلاء تحقيق غاياتهم مستفيدين من انصراف النظر نحو سواهم .
*
ان للتامر اشكال متعددة من بينها نهب ثروات البلد وخلق الازمات المستمرة له والايقاع بين ابنائه والمحاربة المستمرة للدولة والحكومة .
ولذلك فانه ليس شرطا ان يكون المتامر اداة بيد الاجنبي تحركه متى ماتريد حسب ما نجزم في ذلك دائما بسبب قناعتنا المطلقة بنظرية التامر الخارجي علينا .