17 أبريل، 2024 6:15 ص
Search
Close this search box.

المتأيرنون!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

مصطلح يشير إلى الذين ربطوا مصيرهم بالحالة الإيرانية وإنتموا إليها بطاقاتهم وعواطفهم الأجاجة.

ولا يعني القول بالمصطلح أنه ضد إيران أو معها , وإنما لتوضيح ظاهرة وحقائق سلوكية مُبتلى بها العرب , وخصوصا بعض الذين تم برمجة عقولهم على النمطية الإيرانية , المعممة بالأضاليل والمتقنعة باللحى وغيرها من مظاهر الدين , حتى صاروا أشد إيرانية من المواطن الإيراني.

وتتعجب من نشاطاتهم الحميمة للتعبير عن رأيها ومنطلقاتها , فهم يجمعون التبرعات ويحشدون العرب للتظاهر وفقا لمناهج إيرانية ذات غايات خفية وعلنية , فتقف متحيرا أمام الذين بسلوكهم أكثر غيرة على إيران ونظامها من الإيرانيين أنفسهم.

فمع الإيراني يمكنك أن تنتقد النظام وتتدارس الواقع في بلاده , ويأتيك بوقائع وحقائق وأدلة معقولة ضد ومع الحالة القائمة , لكنك لا تستطيع أن تقول عنها شيئا أمام العرب المتأيرنين , فسيحسبونك عدوا لهم وسينطلقون بنمطيات التوصيف ضدك , وفقا لما تم حشوه في رؤوسهم ومؤازرته بعواطف سلبية ومشاعر سيئة ذات دلالات إنتقامية حاقدة.

لا تكفي كلمة عجب ولا إستغراب ولا دهشة أمام مواقفهم وكيف يتصرفون ولا يشعرون , وكأنهم خط دفاعها الأول  في كل مكان , وهم المسخرون بإرادتهم المصادرة لحماية مصالحها والذود عن مواقفها , ومعاداة مَن تعاديه ومساندة مَن تسانده , وهي لا يعنيها سوى مصالحها كأية دولة أخرى في العالم  , والإيراني لا يعنيه إلا مصالحه وحسب , فهو ليس مع النظام أو ضده وإنما مع مصالحه , والكثير من الأخوة الإيرانيين الذين تركوا البلاد بسبب النظام يتحدثون بسلبية وإيجابية , وعندما يأتي الموضوع للوطن تجدهم جميعا على قلب رجل واحد , ولا يمكن لإيراني أن يدافع عن مصالح دولة عربية أو يعطي رأيا إيجابيا بشأنها إلا إذا تعلق الأمر بمصلحته.

والعلاقة ما بين دول المنطقة  وإيران معروفة وآلياتها واضحة , فلماذا يبدو بعض العرب  بموقف التابع الخانع لها والمعادي للدول العربية أمام الدول الأجنبية؟!

هل هذه شجاعة وسياسة وتعبير عن موقف سليم , أم أن الأجنبي سينظر للسلوك على أنه إيراني بحت والقائمين به من ذوي الإرتباطات بها , حتى وإن لم يكن ذلك صحيحا , لكن السلوك يؤكده ويشير إليه ويقنع الآخر به.

فلماذا يقدم العرب أدلة ضدهم , ولماذا لا يعتبرون ويتعقلون ويتصرفون بحلم وأناة , وقدرة على إتخاذ المواقف الوطنية الجديرة بتحقيق مصالحهم أجمعين؟!

فالموضوع ليس مع هذا أو ذاك , وإنما علينا أن نكون واضحين صادقين وغيورين على مصالحنا الوطنية , مثلما يغار المواطنون في دول العالم عن مصالحهم الوطنية , فلماذا نشذ عنهم ونستلطف دور الدمى؟!!

ولابد من القول بأن إيران قد نجحت بجعل بعض العرب أشد غيرة على إيران من الإيرانيين أنفسهم , وهذا إنجاز وطني يُنظر إليه بإعجاب , ويُحسب لها لا عليها , فهي دولة تفكر بمصالحها الوطنية!!

فهل لنا أن نستفيق من سذاجتنا البلهاء؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب