19 ديسمبر، 2024 3:18 ص

مصطلح يشير إلى الذين ربطوا مصيرهم بالحالة الإيرانية وإنتموا إليها بطاقاتهم وعواطفهم الأجاجة.

ولا يعني القول بالمصطلح أنه ضد إيران أو معها , وإنما لتوضيح ظاهرة وحقائق سلوكية مُبتلى بها العرب , وخصوصا بعض الذين تم برمجة عقولهم على النمطية الإيرانية , المعممة بالأضاليل والمتقنعة باللحى وغيرها من مظاهر الدين , حتى صاروا أشد إيرانية من المواطن الإيراني.

وتتعجب من نشاطاتهم الحميمة للتعبير عن رأيها ومنطلقاتها , فهم يجمعون التبرعات ويحشدون العرب للتظاهر وفقا لمناهج إيرانية ذات غايات خفية وعلنية , فتقف متحيرا أمام الذين بسلوكهم أكثر غيرة على إيران ونظامها من الإيرانيين أنفسهم.

فمع الإيراني يمكنك أن تنتقد النظام وتتدارس الواقع في بلاده , ويأتيك بوقائع وحقائق وأدلة معقولة ضد ومع الحالة القائمة , لكنك لا تستطيع أن تقول عنها شيئا أمام العرب المتأيرنين , فسيحسبونك عدوا لهم وسينطلقون بنمطيات التوصيف ضدك , وفقا لما تم حشوه في رؤوسهم ومؤازرته بعواطف سلبية ومشاعر سيئة ذات دلالات إنتقامية حاقدة.

لا تكفي كلمة عجب ولا إستغراب ولا دهشة أمام مواقفهم وكيف يتصرفون ولا يشعرون , وكأنهم خط دفاعها الأول  في كل مكان , وهم المسخرون بإرادتهم المصادرة لحماية مصالحها والذود عن مواقفها , ومعاداة مَن تعاديه ومساندة مَن تسانده , وهي لا يعنيها سوى مصالحها كأية دولة أخرى في العالم  , والإيراني لا يعنيه إلا مصالحه وحسب , فهو ليس مع النظام أو ضده وإنما مع مصالحه , والكثير من الأخوة الإيرانيين الذين تركوا البلاد بسبب النظام يتحدثون بسلبية وإيجابية , وعندما يأتي الموضوع للوطن تجدهم جميعا على قلب رجل واحد , ولا يمكن لإيراني أن يدافع عن مصالح دولة عربية أو يعطي رأيا إيجابيا بشأنها إلا إذا تعلق الأمر بمصلحته.

والعلاقة ما بين دول المنطقة  وإيران معروفة وآلياتها واضحة , فلماذا يبدو بعض العرب  بموقف التابع الخانع لها والمعادي للدول العربية أمام الدول الأجنبية؟!

هل هذه شجاعة وسياسة وتعبير عن موقف سليم , أم أن الأجنبي سينظر للسلوك على أنه إيراني بحت والقائمين به من ذوي الإرتباطات بها , حتى وإن لم يكن ذلك صحيحا , لكن السلوك يؤكده ويشير إليه ويقنع الآخر به.

فلماذا يقدم العرب أدلة ضدهم , ولماذا لا يعتبرون ويتعقلون ويتصرفون بحلم وأناة , وقدرة على إتخاذ المواقف الوطنية الجديرة بتحقيق مصالحهم أجمعين؟!

فالموضوع ليس مع هذا أو ذاك , وإنما علينا أن نكون واضحين صادقين وغيورين على مصالحنا الوطنية , مثلما يغار المواطنون في دول العالم عن مصالحهم الوطنية , فلماذا نشذ عنهم ونستلطف دور الدمى؟!!

ولابد من القول بأن إيران قد نجحت بجعل بعض العرب أشد غيرة على إيران من الإيرانيين أنفسهم , وهذا إنجاز وطني يُنظر إليه بإعجاب , ويُحسب لها لا عليها , فهي دولة تفكر بمصالحها الوطنية!!

فهل لنا أن نستفيق من سذاجتنا البلهاء؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات