18 ديسمبر، 2024 10:11 م

كثيراً ما نسمع عن المبدأ، وكثيراً ما يتداوله الناس في حديثهم، وربما نجد تقاطعات بينهم بسببه، ولكن ماهو المبدأ ؟، وما هي العقيدة ؟، فمن خلال بحثي وجدت معنى المبدأ على انه (المَبْدَأ : مبدأ الشيءِ : أوّله ومادّته التي يتكوَّن منها ، كالنَّواة مبدأ النَّخل ؛ أو يتركَّب منها ، كالحروف مَبْدأ الكلام ، ومبادئ العلمِ أو الفن أو الخُلَقِ أو الدستور أو القانون : قواعدُهُ الأساسيّة التي يقُوم عليها ولا يخرج عنها) . والعقيدة هي (الحُكْمُ الذي لا يُقْبَلُ الشكُّ فيه لدى معتقِدِه) وكما تُعرف ايضاً (هي ما عقد عليه القلب واطمأن إليه).

الانسان حر فيما يعتقد وما يتخذ من مبدأ، وله الحرية ايضاً، في تغيير هذا المعتقد او المبداً، بمحض ارادته ودون فرض القوة عليه، ويغير اعتقاده بأعتقاده، كي يكون انسان ناضجاً حراً، لا عبداً يُفرض عليه ويملى، وتقبل عقيدة الاخر ومبدئه، هو ايضاً اعتقاد ومبدأ، ( اعتقاد بأن كل انسان حر في اختيار مبدئه)، الذي يفتقر اليه البعض، معتقداً ان فرض عقيدته بالقوة هو الحل، وهنا تبداً الدكتاتورية، والتطرف، والظلم، ومثال على ذلك، قمع الكثير من الشباب على يد حزب البعث، لانهم لا يعتقدون بما يعتقد به هذا الحزب.

البقاء على المبدأ او العقيدة، ليس بالامر السهل، وخصوصاً في العراق، والسبب هو الفهم الخاطئ للحرية وخصوصاً حرية التعبير، وحرية الانتقاد، فهنا اعتقادك معرض للنقد الاذع، والاستهزاء والاستخفاف، وربما تصل الى مرحلة التجاوز، والاهانة، وربما القتل، وهذه ضاهرة خطرة جداً في مجتمعنا، يجب ان تُعالج، فأحترام راي وعقيدة الاخر ومبدئه من الاخلاق، وقال رسول الله (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا).

فالحل هو البقاء على المبدأ مع الانفتاح واحترام معتقدات الاخرين، فأنا اعتقد ان المسجد هو مكان مقدس، ويجب ايضاً ان احترم الكنيسة واعاملها معاملة المسجد، وهذا يذكرني بما قاله السيد عمار الحكيم في احدى لقائاته، بعد ان سأله المُقدم : ( هل من مصلحة العراق كدولة عربية ان تُصبغ بصبغة شيعية؟) فأجاب سماحته ( من المعروف اننا نعتز بكل الانتمائات، فنحن معتزون بعروبتنا ومعتزون بأنتمائنا لاهل البيت، وشركائنا في الوطن معتزون بعروبتهم وانتمائهم المذهبي الاخر، والمسيحي يتعز بعروبته وانتمائه الديني الخاص، هذه الخصوصيات ليس من المصلحة ان نتجاوزها، الوطنية ليست بأن اخلع عمامتي، واكون بهيئة اخرى لاكون وطنياً واحافض على خصوصياتي، والعراق اليوم لا يصبغ بلون واحد ) .

وكتيار الحكمة الوطني، نحن اصحاب مشروع اسلامي، نعتز بهويتنا وجذورنا الاسلامية، نحن نحترم كل الحريات المعتقدات، كما نحب ان يحترم الناس حريتنا واعتقادنا، ومنفتحون على جميع اطياف الشعب العراقي العزيز، فنحن نريد بناء دولة تضمن للجميع حقهم، ونقف بوجه كل من يحارب حريات الاخرين ومعتقداتهم، او يحاول ان يفرض اعتقاده ومبدئه، ولن يكون الا النقد البناء والنقاش الحضاري، بيننا وبين من خلال من يختلف معنا، فنحن خير من يُطبق قوله تعالى( وادعُ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين).