شاهدنا المباراة التي اقيمت في محافظة البصرة , بين نجوم العالم , ونجوم العراق , واستمتع الجمهور الرياضي المتعطش لعودة كرة القدم العراقية لعهدها الذهبي , ولسمعتها التي دونها التاريخ في سجلاته وظلت حاضرة في ذاكرة متابعي كرة القدم في كل ارجاء المعمورة . واليوم , يحضر مشاهير كرة القدم الى العراق , يذكرون الاتحاد الدولي والاسرة الدولية باهمية العراق , وبالامن المستتب فيه وضرورة التحاقه بقافلة الفرق الرياضية , وعودة فرقه الكروية , لتساهم قاريا ودوليا , وتكسر الحصار الذي ادى الى تراجع كرة القدم العراقية , لعدم اختلاطها بالفرق الكبيرة , والاستفادة من المباراة الخارجية التي عادة ما تكتسب الفرق منها , التجربة والاطلاع على ما هو جديد في الكرة , وتطبيق النظريات الرياضية في فنون الكرة , عمليا . لكن الغريب , والذي شاهده الجميع في تلك المباراة , هو : عدم وجود منظومة امنية متكاملة تسيطر على الساحة , وتؤمن عدم الاختراق الذي شوهد مرتين او ثلاث مرات , حيث دخل بعض المتفرجين الى الملعب وتكرر المشهد وتوقفت المباراة ولم نرى اي اثر لامن الملعب ولا
اي تواجد , مما اضطر المصور الذي ينقل المباراة , الى تحويل عدسته , من الملعب , الى الجماهير الغفيرة , واخذت العدسة تنتقل بنا من مكان لاخر , لتضييع الوقت حتى تنتهي المشكلة , [ وكأن شيئا لم يكن ] وهذا ما يعطي انبطاعا , عكس ما كان متوقعا , خاصة وان العراق اراد ان يبعث برسالة
امنية , اكثر من كونها رياضية , تعطي صورة ايجابية واضحة, عن سلامة ملاعبه , ورسالة
مؤداها : انه مستقر والامن مستتب في الشارع والملعب والمدينة وان كل شيء على ما يرام
وتحت السيطرة , وان ما يشاع عن حالة الفوضى في الملاعب العراقية وغياب الامن , ليس له
اي اساس في الواقع . ان دخول الاشخاص الى الملاعب , نادرا ما يحدث , لصعوبة نزول الجمهور الى الساحة , فكيف دخلوا هؤلاء الى داخل الساحة ؟ الامر لا يحتاج الى لبيب , فهؤلاء اصدقاء اللاعبين والاداريين واعضاء الاتحاد , وعليهم ان يتواجدوا في اي مكان في الساحة , على حساب امن وامان العراق , ليقدموا صورة تعكس الفوضى والاهمال , وعدم المسؤلية التي يعيشها البلاد اليوم
ورب سائل يسال , ويقول : ان دخول بعض الاخوة الى الملعب , لمجرد التقاط بعض الصور مع اللاعبين او منحهم باقات ورود تعبيرا وتقديرا لحضورهم . ونحن نقول : ماذا لو دخل مخرب [ ارهابي ] واهداهم قنبلة , وفجر البعض منهم في الملعب ؟ وكلنا نسمع بالتفجيرات المتوالية في محافظة البصرة والتي حصدت الاف الشهداء . المتتبع لاحداث المبارة .. يرى هشاشة الجهاز الامني وخلو الساحة من كل عسكري يفترض تواجده داخل الساحة , بلباسه العسكري وسلاحه ليعطي المزيد من الارتياح للاعبين وللجمهور وللمشاهدين , الذي يتابعون المباراة وهم على ثقة بسلامة الجميع . ان الشرطة تتواجد في جميع الملاعب العالمية بلباسها العسكري واسلحتها, وهي صورة ردع , لكل من تسول له نفسه العبث داخل الملاعب ,وهذا ما نشاهده عبر مشاهدتنا لجميع المباراة الدولية , وهناك اجهزة لمراقبة الوضع والحيلولة دون وقوع الحوادث المؤسفة . المهم في الامر , ان الدخول المتكرر الى الملعب , في مبارة ..المفروض ان الاجهزة المختصة درست كل صغيرة وكبيرة , واستعدت لها كما يجب , واستنفر العراق كل الاجهزة الامنية , ليطمئن على ان رسالته ستصل الى العالم , كاملة واضحة , جلية , تعكس الامن والامان حقيقة , لان هذه المناسبة , هي : الفرصة الكبيرة للتاثير على اصحاب القرار الدولي , والذين سيشاهدون المبارة بكل ما
فيها من ايجابيات وسلبيات , لتغيير وجهة نظرهم ..
فهل نجح العراق بارسال الر سالة المطلوبة؟