18 ديسمبر، 2024 11:18 م

“العقل والمصلحة بعيدا عن المبادئ, قد تنشأ عنهما الكثير من الكوارث” — نجيب محفوظ روائي، وكاتب مصري.

قد يمتلك بعض المفكرين والساسة, عقلاً ومصلحة ما يفكرون بالوصول لها, ولكن ذلك العقل والهدف المُبتغى, لا يمكن أن يكون صالحاً, مالم يعمل به دون مبادئ صالحة, كي يكون العمل ثابت الجناب, مقبولاً عقلاً ووجداناً.

عبر التأريخ نرى أن الثوار ضد الظالمين, يجب أن يكون لهم مبادئ سامية, تهدي تلك المبادئ, للسلوك الواضح, الذي يوصل إلى شخصية محددة المعالم, ولتوارد الحكام الظالمين على العراق, فقد ظهر شخصيات ثورية عقائدية, كان من أبرزهم, السيد الشهيد محمد باقر الحكيم, ابن زعيم الأمة, السيد محسن الحكيم قدس سره, الذي كان المرجع الأعلى للحوزة العلمية, عام 1945-1970م.

عمل السيد محمد باقر الحكيم, على التجديد في الفكر الإسلامي الجهادي, وجعل مفهوم المواطنة, معبراً عن روح الرسالة المحمـدية, ومقاصدها من الناحية الإنسانية, ومن جانب آخر مخاطبة المجتمع الجماهيري والإنسانية؛ فكان بذلك شهيد المحراب, من أوائل من طرح مفهوم المواطنة, كما أنه أدخل مفهوم الأمة, في فكره كانتماء لأمة معينة, واستناداً لما ذٌكِرَ في القرآن الكريم, وتعتبر البعد المعنوي لجماعة.

تُوَلِدُ المبادئ الثابتة, سلوكاً واضحاً وينتج شخصية محددة العوالم, وقد كان السيد شهيد المحراب, من الوضوح في الشخصية, بحيث دخل قلوب المؤمنين, وأغلب مكونات الشعب العراقي, وتأريخه في العلم والسياسة والجهاد, يعرفه العدو والصديق, بل أنَّ الطاغية صدام, لم يذكر أحداً من رجال المعارضة بالإسم؛ غير السيد محمد باقر الحكيم.

رحل السيد شهيد المحراب جسداً طاهراً, عليه الرحمة والرضوان, ليبقى سمو مبادئه شاخصاً, في عقول الواعين من شعب العراق, كون تلك المبادئ حيةٌ, يسكن في كيان من فهم الهَدف, دون أن يدري لسلاسة أسلوبه, ذلك الأسلوب الذي لم يفهمه, الساسة أرباب المناصب.

” نَمْ أيها المجاهد العظيم قرير العين, فإنّ إخوانك العراقيين, سيعملون على تحقيق المبادئ السياسية, ألتي نَذَرْتَ حياتك من اجلها” الكاردينال عند البابا عمانويل دلي
منطقة المرفقات