اشعر بالاسى والالم عندما اتناول موضوع الثروات والمال العام في العراق فهو موضوع مثير للشجن ولو قدر للعراقيين وجود ايادٍ امينة على اموالهم وكيفية التصرف بها لكانوا اليوم في غير هذه الاوضاع بالتأكيد ولكانت احوالهم ومستوياتهم المعيشية جيدة جدأ في جميع مناحي الحياة وعلى كافة الصعد، لا ان يتحسر اليوم احدهم على مسكنٍ يأويه او وظيفة وراتب تغنيه عن السؤال وخدمات مثل خلق الله والعالمين.
وفوق كل ذلك يهدد الوزير علي علاوي العراقيين بعدم الحصول على رواتبهم في السنين القادمة (( وانت شكو مدوخ راسك عسى ما العراق كله يتوظف قطاع حكومي وياخذون رواتب نفطهم وهم احرار بيه وين يروحون لعد يجدون لو يبوكون المال العام مثل الحزبية لو يرتكبون الجريمة ؟؟؟ )).
عندما تكتب عن ثروات العراق والمال العام العراقي سيتبادر الى ذهنك ثلاث فترات زمنية مر بها هذا المال الا وهي فترة العهد الملكي والعسكر والبعث الاصيل وفترة البعثي الصدامي واخيرا فترة ما بعد الاحتلال. الاميركي للعراق ٢٠٠٣، ولا غبار على نزاهة الفترة الاولى في حرص الملكية والعسكر والبعث الاصيل على المال العام وان حدثت خروقات وهي نادرة فليست مقصودة ومما كانت لا تؤثر على نزاهة واخلاص ونظافة يد رجال هذه الفترة رحمهم الله جميعًا واسكنهم فسيح جناته ومنحزاتهم حاضرة وشاهدة للعيان ووقائع تصرفهم وحرصهم على المال العام كثيرة وتضرب بها الامثال.
فترة البعث الصدامي هي بداية هتك حرمة المال العام (( مع وجود رجال مخلصين كثر وايديهم نظيفة ولم تتجاوز على المال العام فنحن لا نريد ان نبخس حقوق الناس وجهود الخيرين منهم )) واخص بالذكر هنا تسلط صدام وابناءه وعائلته وعشيرته على ثروات ومقدرات البلد وضاعت مليارات الدولارات في حروب عبثية واستثمارات مخفية وايداعات مالية سرية منهوبة من المال العام العراقي وصفقات اسلحة عقدت مع تجار السلاح في السوق العالمي غابت اسعارها الحقيقية ناهيك عن كوبونات النفط مقابل الغذاء والدواء وحجم الفساد وكثرة الشخصيات المتورطة فيها. كان صدام يتصرف بحرية في المال العام فاغدق على اناس اموال واراض وسيارات وحرم اخرين فكان اول من صنع الطبقية في العراق واصبح العراقي يستعرض على الاخرين من ابناء جلدته جراء عطايا وهدايا القائد، وقد يقول قائل ان صدام هو من عائلة فلاحية قروية فقيرة وما شاف وشاف وهنا اقول لكم وهل ان الفاروق عمر رض كان غنيًا عندما تسلم الخلافة حيث لم يدفعه فقره على التجاوز على اموال المسلمين وكان رضي الله عنه كثير الملامة لنفسه ويهددها بالويل والثبور يوم الحساب جراء شعوره بالتقصير في خدمة الناس انذاك.
فترة ما بعد الاحتلال الامريكي للعراق عام ٢٠٠٣ وهذه الفترة كانت وبالاً على المال العام العراقي حيث شهد البلد سرقات وخروقات وتعدٍ على المال العام لا يصدقها عقل ولا يحتملها خيال ومما يندى له الجبين جعلت من العراقيين يطلقون الحسرات والاهات على العهود السابقة فرجال هذه الفترة ضربوا كل القيم والاعراف والاصول في كيفية التعامل مع المال العام عرض الحائط وتبين انهم اناس كذابون دجالون اساءوا الى الموروث العلوي الشريف في كيفية المحافظة على اموال المسلمين ذلك الموروث الذي سطر اروع الامثلة في كيفية الحفاظ على مقدرات بيت المال وما حادثة امير المؤمنين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه الشريف مع اخيه عقيل رض الشهيرة الا غيض من فيض نزاهة وعلو شأن هذا الموروث العظيم. مليارات وملايين غابت وتوزعت بين اللصوص وازكمت روائح الفساد انوف العالمين من داخل وخارج العراق، اموال مهربة في طيارات وسيارات وعبر الحوالات البنكية تحولت في ليلة وضحاها الى قصور وفلل وبيوت ومزارع وسيارات فاخرة ومصانع وهؤلاء حديثي النعمة ورثوا تلك. الاموال من الخلفوهم في ليلة وضحاها كما يدعون اولاد الحرام.
ان هؤلاء السراق والمتعدين على المال العام ومن داهنهم وسكت عن سرقاتهم سوف تطول وقفتهم امام الله عزوجل وهو احكم الحاكمين وسوف تكوى جباههم وجنوبهم جراء المال المسروق الحرام الذي سرقوه بغير وجه حق وسوف يلقون في قعر جهنم خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم يرحمون باذن الله.
وقفوهم انهم مسؤولون !