23 ديسمبر، 2024 4:24 م

المال الخاص والمال العام ايهما يذهب بسارقه الى النار؟

المال الخاص والمال العام ايهما يذهب بسارقه الى النار؟

اتصلت بصديق قديم كنت اشك بانه كان يرفع عليَّ تقارير وشاية في العهد البائد وصار بحمد الله مسؤولا بالعهد السائد وطلبت منه الاتصال بوزارة المالية للسؤال
حول طريقة اخلاء ذمتي من مبلغ المنحة المالية التي كانت الدولة تخصصها لطلبة الجامعات ويفترض ان تستقطع منهم بعد التوظيف حسبما كنت اعتقد وقد كان الجواب متوقعا في ظل طول المدة وتبدل الاحوال (هاي صدك انت تحجي) قلت نعم اتكلم صدقا ولست معنيا بكون المال العام ينهب فالامر اخطر مما تعتقد.
يعود سبب خوفي من المال العام صغر او كبر الى ان سارقه يتسبب بخراب قطاع الصحة والتعليم والدفاع والزراعة  والطرق لملايين السنين وبما يمس حياة ملايين البشر اي ان السرقة لايمكن اصلاح فسادها اذا كانت من المال العام عكس المال الخاص فالسارق هنا يتسبب بخسارة شخص واحد او اشخاص محدودين لزمن محدود.
سارق المال العام اينما وجد امراة تبيع رحمها او طفلا يشحذ وهو بدون مدرسة ممزق الملابس واينما وجد انسانا مريضا لايجد علاجا واينما راى انفجارا يروح ضحيته عشرات الناس واينما راى مشفى فقيرا او مدرسة متضعضعة البنيان واينما راى شارعا خربا او بيتا متداعيا فهو له شرك بكل هذا وازيد.
شدد القران على حرمة المال العام في ايات تنذر بالويل والثبور للذين ياكلون اموال الناس بالباطل او الذين ياكلون اموال اليتامى لكن الفقه الاسلامي ارتكب اخطاء تسببت باستمراء المال العام دون المال الخاص ففي الراي الفقهي ان القطع يشترط فيه السرقة من محرز  اي مادارت عليه الحيطان او اشتملت عليه الاقفال ولا خلاف بان المسلمين قاطبة يعدون المال العام مالا مجهول المالك وفي حقيقة الامر لايوجد شيء اسمه مجهول المالك انما يتم تجاهل المالك.
لايمكن وقف سرقة المال العام الا عبر اعادة النظر بالفقه ثم اعادة بناء المنظومة الفكرية للسكان.
ان السرقة من المال الخاص حاجة اما السرقة من المال العام فهي فساد في الارض وقطع السبيل وحرب على الله ورسوله.
بسبب الخلل الفكري هناك من يعتقد بان المال العام هو الفلوس فاذا تجنبها لم يعد من السراق بينما المال العام يدخل فيه وقت العمل كان يكون المرء جنديا او شرطيا او معلما او صاحب صنعة من الوظائف العامة.
ان الذي يسرق المال العام اسوء من الذي يسرق رداء الكعبة فهو لايدري كم من المفاسد تترتب على فعلته.
المشكلة مع المال العام انه لايمكن اخلاء الذمة منه باعادته لانه يصبح فسادا مدورا بمفاصل الحياة فور سرقته.
يعد العراقيون من اكثر الشعوب جرأة على المال العام وهم يسرقون حتى تراب الشوارع ان تسنى لهم ذلك وانك ترى السرقة ظاهرة ومفضوحة بطريقة رصف البيوت فهي بين متقدم ومتاخر حسب مقدار السرقة من الطريق.
اذا قدر لك رؤية المانيا المحروسة من الطائرة سترى حدودا مرسومة بحد الموسى بين الاراضي الزراعية وبين البيوت وارصفة الشوارع وبين الطرق العامة والمزارع الخاصة وبين بين.
من السهل معرفة الشعب الذي يسرق من الشعب الذي لايسرق.
الشعب الذي لايسرق مثل الشعب الالماني تجد في مؤخرة الناس طمغة حذاء العمل على بدلة العمل اما الشعب الذي يسرق مثل الشعب المصري فتجد طمغة الباذنجان على… بقية القصة معروفة.