محزن حال العراق اليوم والذي كنا نقول عنه بالإمس أنه عظيم ، فصار اليوم بواقع مكسور الجناح أليم ، وقد كان من الممكن أن نصبر على ظلم الغريب ونحن ننتظر الفرج وقد كان البلد تحت براثن الإحتلال الأميركي أما وقد طرد المحتل الغادر بفضل الله وهمّة الغيارى من رجال المقاومة الأبطال من أبناء الشعب العراقي الذين لم تتلوث أياديهم بدماء إخوانهم العراقيين الأبرياء ، فمن الصعب علينا أن نصبر على ظلم من ثرنا معه ضد نظام دكتاتوري غابت عنه موازين العدل والإنصاف .
ومضى الإحتلال وترك لنا الحكومات العميلة التي ما فتأت تهمش المشاركين معها في الوطن والدين والنسب لا لشيء إلا لنزعة طائفية بغيضة ومشروع أصفر زاحف تسلل إلينا من خلف الحدود وتبناه قليلوا الوفاء لهذا الوطن ممن تم شرائهم من قبل حين ، فاسقطت تلك الحكومات الكثير من الشركاء السياسيين وأورثوا العراقيين يأسا وقنوطا من عملية سياسية عقيمة لا يكسب المشارك فيها إلا الهم والحزن والوعود الكاذبة .
وتطورت سياسة هذه الحكومات العميلة نحو شركائهم من التهميش نحو الإستئصال في خطوة خطرة فكانت الإفتراءات الباطلة والتهم الجاهزة ، فغيبوا جمعا آخر ممن دخلوا المعترك السياسي وهم يظنون أنهم يُحسنون صنعا .
ثم ها نحن اليوم نعيش المرحلة الثالثة لهذه الحكومات العميلة تجاه شركائهم في العملية السياسية إلا وهي صناعة الشركاء على المزاج ، شركاء لا يجيدون الحصول على حقوق جماهيرهم بقدر ما يجيدون الحصول على ثقة الحاكم ، وما ذلك بغريب على من تدرب على يد أمهر الخلق مكرا وخبثا ، وليس غريبا أيضا أن نرى الطوابير من عشرات الرخيصين ( سرا وعلانية ) من الذين باعوا القضية وهم يقفون على أبواب المالكي اليوم من أجل الحصول على فتات الموائد بديلا عن شرفهم وكرامتهم وإن كان الثمن زخات من النعال على الرأس مثلما كان مع طالح المطلك ( وتبديل الصاد بالطاء ليس خطأ بل أمر مقصود ) أو من باقي الذيول معه ، أو ممن يسمون ظلما وبهتانا بالشيوخ بعدما انخرطوا مع أشباه رجال الصحوات المُخذلة في الأنبار الطاهرة .
واليوم يطل علينا نكرة أخرى هو الصجري الذي يرأس ما يسمى بتيار الشعب الذي يفوق عدد أعضائه أصابع اليد الواحدة بقليل ، ليتهجم مأجورا على النجيفي الذي لن يغفر له المالكي وقد أعلن عزمه على إقالته ، وهذا ليس غريبا فهو نهج المالكي في التعريض بخصومه ولكن الغريب ما قاله الصجري بعدها من أن: أياد السامرائي هو خير من يمثل قائمة متحدون !؟ لما يتمتع به من حكمة وحنكة سياسية !؟ وحتى هذه الغرابة زالت عندما أعرب الصجري عن استياءه من مساندة النجيفي لحقوق المعتصمين في سوح العز والكرامة والمطالبة بتحقيقها وحرصه على تكذيب الإفتراءات بحقهم وعدم تجريمهم بما قد يفعله مدسوس أو مأجور في داخل صفوفهم وقد اشترتهم الحكومة لإحداث الفتنة وشق الصف وإيجاد الذريعة لتجريمهم .
بينما المتتبع لأياد السامرائي وفي لقاءه الأخير على قناة البغدادية وعندما طلب منه مقدم البرنامج توجيه رسالة إلى المتظاهرين ، ووقف حينها الأبطال المعتصمون المشاهدون للقاء بانتظار كلمات الدعم والإنصاف والنصرة ممن يدعي أنه يمثلهم ليقول السيد أياد : إن المتظاهرين بحاجة إلى إعتدال الخطاب !! وعدم السماح للأصوات الشاذة باعتلاء المنصات !! وأن توضح مطالبهم !! وأن يندمجوا مع جميع الشعب !! وأن لا ينحصروا في بيئتهم الضيقة !! كلام ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب .
أقول لك يا أياد هنيئا فقد وصلت رسالتك إلى المالكي وأبشرك بانه لن يتوان عن الإيقاع بك إذا ما رفعت رأسك ، ولكن المعتصمين لن يسامحوك يا أياد بعد اليوم ، فهل تشكك أيها السيد بالخطاب المعتدل للمعتصمين ؟؟ وهل تروج لوجود الأصوات الشاذة على المنصات ؟؟ وهل تطعن بالإعتصام الذي ألهب مشاعر كل شريف ؟؟ وهل تتهمه بانه لم يندمج مع الشعب ؟؟ ولا أدري هل تقصد بانك أنت الشعب يا أياد !! فعندما رفضت سوح العز والكرامة وأبناء الشعب الأصلاء استقبالك فطلبت منهم حينها ان يندمجوا مع الشعب !! وما هي البيئة الضيقة التي تطلب منهم أن يخرجوا منها ؟؟ ثم بأي حظن أصفر تريدهم أن يرتموا يا أياد ، وهنيئا للمالكي والله في عون العراقيين .