المنسبون أنفسهم الى الدولة العلوية وتحقيق غايات وأماني الناس, مبتغاهم حين دخولهم الى أرض العراق, يتهافتون تحت راية أحزابهم, التي تٌنادي بالحرية والعدالة, أخذت من قنديل علي الذي يطفاُ حين أكتمال العمل, و الأبتعاد عن المنسوبية, والمحسوبية.
أين دولة العدل التي وعدتم بها الناس؟ حين كانت خطاباتكم تترنم على رايات العلويين, وتحت ثارات الحسينون, أخذتم من خطابات “يالثارات الحسين” نموذجاً لخطابكم المؤدلج, تحت عبارات تٌسحرون بها المواطنون, تخدعون الناس, وما تخادعون ألا أنفسكم.
دولة العلويين التي تزعمتموها, هل عرفتم عنها, أو هل درستم ماهية أتخاذ القرارات التي جعلت من علياً الهً لبعضهم؟ طبعاً لم تمروا ألا من خلال وريقات نهج البلاغة, التي تقلبونها, لكي تضعوا العبارات, والشعارات على بوسترات أحزابكم.
عقيل بن أبي طالب “عليهما السلام” ألذي مد يده لأخيه, وكان بيده بيت المال أنذاك, طالباً منه بعض الدراهم, وأذ يمد له قضيب من النار يلسع يده, ويقول له (أتقبل أن يحاسبني ربي هكذا يوم القيامة يا عقيل) هكذا كانت دولة العدل التي ترنمتم بها.
مقطع من قصة أعتلى فوق هذا المقطع, كانت فيه الحكمة الكبيرة من أن دولة العلوية لم تتأسس على الفردية, والفئوية, و المنسوبية والمحسوبية, و أنما كانت تختلج من التفويضات الربانية, و أستمداد من حكم أبن عمه النبي “صلوات ربي عليه”.
في العراق حين مسك حزب الدعوة بقيادة المالكي, زمام الأمور, كان له الدور الكبير في تقريب أقربائه أليه, وتناسى أنه وعد الناس بمحاربة المنسوبية والمحسوبية, أعتبر أن هذه الخطوة الأولى لتستر على الأعمال التي سوف تفسد بالمال العام والخاص.
جعل لدولة هدام نموذجاً حياً, وأخذ الدروس التي تمتع بها ذلك الطاغية, حين قرب اليه كل شخص من أقربائه, حتى أصبحت الدولة كتلةً من أقرباء الطاغية, مما يجعل أنسدال قائمة موحدة بين شخصين (المالكي وهدام) تحت عنوان المنسوبية والمحسوبية.
أبو عدي أبو أحمد; كلمتان مترادفتان في المعنى والعمل, أي أن أحمد وعدي في نفس المرتبة ونفس الأتجاه الذي فسدا به في الأرض, الجريمة المنظمة, الأفساد في المال العام, التبختر في أموال الدولة, حيث السيارات الفاخرة, والمنازل الفخمة من قوت المواطن.
النهاية السعيدة لكلاهما أن أحدهم قتلته القوات الأمريكية وهو هارب من قبضة العدالة, والنضير له الأن محتجز في لبنان, بسبب تهريب مبلغ من المال العام والذي يبلغ حوالي 1.5 مليار دولار, النهايات السعيدة للمواطن, والتعيسة لهم.
أسئلة حيرى, تختلج داخلي, في هذه المناظرة بين (أبو حلا وأبو أسراء) أذ أبو حلا تعلق على مشنقة الموت متدلي الى جهنم, بسبب فساده في المال العام وطغيانه, وأنه سرق 35 مليار دولار من خزينة الدولة, أبو أسراء صرف 70 مليار دولار والأن هو في منصب تشريفي.
أذن أن سلطة النزاهة ما تزال تخفي الحقائق, والسلطة القضائية تبعد الحكم عن المفسدين, يجب مراجعة الأوراق ومحاسبة المذنبين, فذاك عقيل حصانته من علي عليه السلام اخاً, ولسع على يده بسبب مطلب صغير.
هذه دولة أموية حكمت البلاد, أمتداد لدولة هدام اللعينة, وللفساد تكملة.