ليس غريبا إقالة مدير عام شبكة الإعلام العراقي الدكتور عبد الكريم السوداني بهذه الطريقة التي اعتاد عليها ما يسمى بمجلس الأمناء في الشبكة، ومن المتوقع أيضا تنصيب عضو هذا المجلس محمد عبد الجبار الشبوط مديرا عاما للشبكة.
التوقع في محله، فبعد الاتصالات الهاتفية بين رئيس الوزراء نوري المالكي ونظيره الكويتي ناصر الصباح ورغبة الطرفين في تخفيف حدة الخلافات بين العراق والكويت وفتح صحفة جديدة من العلاقات، كل ذلك يتطلب قنوات إعلامية تروج لهذا التوجه الجديد، وبطبيعة الحال ليس هناك أفضل من شبكة الإعلام العراقي قناة لهذا الترويج، وهو ما يستدعي بالضرورة تصحيح (الأخطاء الكارثية) التي ارتكبتها جريدة الصباح التابعة لشبكة الإعلام بحق الكويت ومشروع ميناء مبارك الكبير، وهنا يأتي اختيار الشبوط موفقا لتمرير هذا المشروع والتوجه الجديد، فالشبوط وهو المراسل لجريدة الوطن الكويتية الالكترونية والذي كتب ضد العراق ما لا يكتبه إلا الأعداء، وبالرغم من أنه كان رئيس تحرير أكبر جريدة في العراق (الصباح)، ومن ثم عضو مجلس الامناء في شبكة الاعلام العراقي المؤسسة الاعلامية الاكبر والتي تعد جريدة الصباح من ضمن مؤسساتها، إلا انه لم يجد حرجا في ان يكون مراسلا لصحيفة الكترونية ليست ذات شأن، وهذا تواضع يحمد عليه شبوطنا.
المهم، جاء اختيار المالكي للشبوط بعد اقل من اسبوع على آخر اتصال مع نظيره الكويتي، لذا كان الامر متوقعا لتمرير التوجه الجديد وصفحة العلاقات الجديدة مع الكويت، طبعا الجديد هنا يقتصر فقط على المبادرات العراقية اما الجانب الكويتي فهو في حل من أية مبادرات وهو كذلك في غنى عن أية محاولة لوقف العمل في انشاء ميناء اللا مبارك، وما نخشاه ان تكون الصفحة الجديدة التي من المفترض ان تكون بيضاء نخشى أن يسوّد بياضها بمبادرات وحاتميات عراقية لا يباركها الكويتيين بحبرهم المقدس، كما نتوقع ايضا ان يكون لاختيار المالكي ثمن تدفعه جريدة الصباح.
سيحلو للبعض القول انني لم اكتب هذا العمود وما سينشر من بعده الا بعد اقالتي من جريدة الصباح، وأود التوضيح أن هذا العمود وعدد آخر كتبتها منذ أشهر ولم أنشرها استجابة لرغبة بل بوصف أدق (رجاء) من أسمين مهمين في عالم الأدب والصحافة، طلبا مني ذلك للحيلولة دون تأجيج الأوضاع التي هدأت شكليا في حينها بيننا وبين محمد عبد الجبار الشبوط عضو مجلس الأمناء في شبكة الإعلام العراقي سابقا ومدير عام الشبكة حاليا، وبما أنني والزميلين تمت إقالتنا من جريدة الصباح فأنا في حل من وعد عدم النشر.
[email protected]