18 ديسمبر، 2024 10:55 م

المالكي … وهزيمة المطر … ومريم الريس

المالكي … وهزيمة المطر … ومريم الريس

في سبعينيات القرن الماضي  ومع يسار العصر الممتد مع “الزلفين والجارلس” اقتادني صديق لي الى المركز الثقافي الكوري الشمالي  في بغداد ، و كان مكتظا بأطنان من الكتب توزع مجانا ، خرجنا انا وصاحبي نحمل حزما منها ، وعلى كل أجلدتها  وباجمعها صور الزعيم الرفيق كميل سونغ ،عندما قلبت هذه الكتب فيما بعد ، لم اجد فيها غير عبارات مكررة مملة للرفيق سونغ ، لايفرق كتاب عن آخر سوى بتقديم او تأخير هذه العبارات ،وكأن الرفيق داعية ديني مقدس ، لاتقبل احاديثة سوى التصديق، عندها بدا نقدي الأول لليسار ، وقلت في نفسي الم يكن من الاصوب توجيه الأموال التي صرفت على طبع هذه الكتب ، لأمور معاشيه للشعب الكوري ونعرف انه شعب فقير بدلا من تبديدها في طبع كتب لافائدة من قراءتها .
خجلت من نفسي ، وانأ أتابع أخونا أبو إسراء ، وهو واقف على طفح مياه الإمطار في الغدير ، وهي من مناطق بغداد الجميلة ، واقسم ان وجهه قد تهجم  وطغت عليه الكآبة ، وهو ينظر انجازاته بعد سبع سنوات من توليه السلطة التنفيذية ، وتحت تصرفه ميزانية تحلم دول الشرق الأوسط بالحصول على ربعها .
هذه اللقطة  لابو إسراء ستدخل التاريخ ، وستكون شهادة  للعالم اجمع ، فحتما ان البي بي سي ستعرضها وكذلك السي ان ان ، وسيشاهدها اليابانيون ،الذين سيندهشون فبرغم الكوارث التي تعرضوا لها في السنوات السابقة لم يبقى طفح المياه في شوارعهم سوى ساعات ،وسيشاهدها الأمريكيون الذين سيتعجبون لان ماحدث في بغداد ،فقط مطر ولم يكن إعصارا من الأعاصير التي مرت بهم خلال هذا العام  ، ففي بغداد فقط مطر … واترك لكم ماسيقوله المعلقون في وسائل الإعلام التي ذكرتها … وحتما لن ينسوا ربطها  بأزمة المالكي مع كردستان ولا صراعه الأخير مع العيساوي .
عودة لابو إسراء ، اقر لكم بان الرجل خطيب بارع فصيح وجزل اللسان ، لذلك لاعجب ان يطل علينا بين اليوم والآخر ، وهو يعتلي منصة الخطابة ، مرة بجمع من العشائر وتارة في الشباب واخرى في محفل لعيد الصحافة ” قبل غناء مادلين “، وثالثة  في  مؤتمر الأسرى الفلسطينيين ” وليس العراقيين ” ، ورابعة في مؤتمر دولي لحقوق المراة والطفل ” اليونسيف 5 ملايين طفل عراقي ضائعة حقوقهم ” ،وخامسة مع المغتربين وسادسة لا اعرف مع من  غير إني أكيد انهم عرب وإنهم في النهاية سيصفقون لابو إسراء .
لكني سأطالب ، وكمواطن عراقي ” لابعثي سابق ولا قاعدة ” مستقل ، سأطالب أبو إسراء بجمع خطبه جميعها في كتب ” ربما تكون قد جمعت ” ووضعها كخطط إستراتيجية للسنوات العشر القادمة ، وحتما اني لن أطالبه بتنفيذ كل ماجاء في خطبه تلك ، فذلك يحتاج الى معجزات … لكنني وبتواضع تام وبتعاطفي معه لما يمر به من منغصات من خصومه السياسيين ، سأطالب أخي وعزيزي أبو إسراء بتنفيذ فقط 1% مما ورد في خطبه من تاريخ توليه السلطة التنفيذية ، بل وربما وأتواضع أكثر وأطالبه بتنفيذ 2% فقط بما ورد في خطبه في السنتين الأخيرتين ،وبدون شك وهو العراقي الأصيل يعرف معنى المثل الذي يقول ” اللسان مابيه عظم “،لكن معدن الرجال يكون وايضا وفق المثل ” قول وفعل “.
فتشت بين الواقفين مع أخونا أبو إسراء إمام طفح الشوارع ، فلم أجد لامريم الريس ولاحنان الفتلاوي ،ولان الأخيرة نائبة ولها حصانة ، فالأولى ، لاحصانة لها ، لكنها مستشارة ، وعرفي بان المستشار يكون حليما، والحلم ” سيد الأخلاق ” ،وصفات الحليم قبول الآخرين لا مهاجمتهم ،  أردت إيجاد صلة بين اتجاه مريم الريس في التنكيل والقذف على الغرماء السياسيين للمالكي ، وبين ماسمعناه من الادب العالمي ” ابحث عن المرأة “، استعدت تصريحات مريم الريس الأخيرة ، بدا من إعلانها ان القادة الكرد لايحق لهم مغادرة  البلاد الا بموافقة المالكي ،ثم اتهامها للعيساوي “وزير المالية ” بارتباطه بالإرهاب ، وهذا يعد تدخلا سافرا في شؤون القضاء وتجاوزا لصلاحيات كل من يحمل صفة مستشار ،ثم ربطت ذلك بإحدى مناظرتها في الفضائيات مع طارق حرب ، وهي تعلن إمامه بان من الاستحالة ، سحب الثقة
     عن المالكي ، اجتهدت مريم وحسبتها كالتالي ” سحب الثقة يحتاج الى النصف +واحد ، وبما ان نصف عدد النواب =  162+ نصف النائب، كون عدد النواب 325 ، وانه لايوجد واقعيا نصف نائب  في اي تصويت فانه وحسب فتواها اي مسعى لسحب الثقة عن المالكي لايمكن ان ينجح ” ،ستقولون لي ، ما شان ما تتحدث عنه بغيابها عن الحضور مع المالكي في تظاهرة طفح ماء المطر ،سأقول لكم  وفقا لاجتهادي الشخصي المستند على استشراف المستقبل ، بأنها إي السيدة او الآنسة مريم الريس ،تعد العدة للرد إعلاميا في الفضائيات  على ميلودراما ” طفح المجاري “،وستعلن عن قريب بيانا عن ذلك ينص على…
” ان نعمة المطر قد تحولت هذا العام الى نقمة ،وهو غضب الهي ، انزله القادر  عزوجل على العراقيين ، بسبب فساد ذمة السياسيين من شركاء المالكي في العملية السياسية ، وستضيف ايضا بان هؤلا ، الشركاء، الخصوم ، المحاصصين ، وبالتعاون مع جهات عربية مغرضة وجهات أجنبية متآمرة قاموا بتمويل  عصابات من البعث المنهار وإرهابي فلول القاعدة ، بسد وإغلاق وتخريب كافة مجاري الإمطار في بغداد وبقية محافظات الجنوب التي تتولى إدارتها وترأس مجالسها عناصر من دولة القانون ، وبالتالي فان ابو إسراء بريء من طفح المجاري براءة الذئب من دم يوسف”.
سادتي … طالما ابتسمت عندما اسمع القول ” وراء كل عظيم امراة ” …واذا سألني البعض عن سبب ابتسامتي ، اعتذر عن الإجابة ، لكني أتسأل مع نفسي كم عدد الرجال غير العظماء في التاريخ فهؤلاء بغالبتهم ورائهم نساء ، تعليق للخاتمة ، أنا من اشد المناصرين للمساواة بين المرأة والرجل او مايعرف عالميا بـ “الجندرة “.