23 ديسمبر، 2024 3:51 م

المالكي وكرسي بوتفليقه

المالكي وكرسي بوتفليقه

جميع ارجاء المعمورة شاهدوا الرئيس الحالي والمرشح ومن ثم الفائز بسباق الرئاسة في الجزائر وهو يدلي بصوته وهو على كرسي متحرك،عند التمعن في هذه الظاهرة وأقصد بها ظاهرة التمسك بالكرسي، أجد نفسي أمام سيناريو فلم سينمائي من الخيال العلمي الذي يحكي قصة السفر الى المستقبل،فاشاهد في هذا الفلم الاب القائد والزعيم القوي وهو على كرسي متحرك يدلي بصوته للولاية الثالثة عشر،يدفع كرسيه نائب الرئيس ,قائد القوات المسلحة،رئيس جهاز المخابرات،وزير الدفاع والداخلية……الخ….وكالة….حمودي ادام الله ظلهما الوارث.

انها ليست شماته بحالته الصحية كونه على كرسي متحرك بسبب المرض أو كبر العمر أو كلاهما، وليست انتقادا أو رفضا لشخصه، أنما مشكلة التشبث بالكرسي،ومقارنتها باصرار المالكي على الولاية الثالثة لشخص فاشل يرأس “لا حكومة فاشلة” ويأخذها نحو الدمار وبفترة قياسية،بواقع ثلث الفترة التي أحتاجها صدام ونظامه المقبور لتدمير العراق.

لكن نتائج الأنتخابات أفرزت ظاهرة فوز صاحب الكرسي المتحرك بواقع واحد وثمانون بالمئة،هنا،لابد لنا من وقفة تأمل لمحاولة فهم خيار الشعب بحال سلمنا بنتائج الإنتخابات بالرغم من ادعاءات المعارضة بتزويرها،فنتوصل الى حقيقة أن شعب الجزائر لاتزال في ذاكرته سنوات الذبح والقتل التي عصفت بالجزائر في تسعينات القرن الماضي وأزهقت فيها أكثر من 200 الف ضحية خلال فترة 10 سنوات، مقارنتا بالمليون شهيد على يد فرنسا خلال استعمار 213 سنة. فشعب الجزائر كان أمام خيارين أما عودة حكم الاسلاميين (مصطلح يطلق للأسف على من يطيل لحيته ويتزوج أربع نساء ويذهب يصلي وبعدها يذبح الذي يختلف معه بالرأي)، أوخيار تجديد العهد لصاحب الكرسي لخمس سنوات قادمة ليتم عشرون عاما في حكم الجزائر أو الخوف من المجهول، فأختاروا أهون الشريين.

وضعنا يختلف في وطننا فنحن لدينا البديل ,فشعبنا العراقي المقبل على انتخابات مصيرية- بوجهة نظري- لاتقل أهمية عن أول ملحمة انتخابية كتبها ابناء الرافدين في 2005 بعد عهود مظلمة عاشها وطننا الحبيب وشعبنا المظلوم،وأهميتها تأتي لأنها تصحيحية لمسار صحيح حرف على يد رجل واحد متسلط على الجميع ودستور سرق مثلما سرق المال العام بصفقات لعائلته وحزبه ووزراءه ومستشاريه ومن وافق على هذا الظلم ووقف معه،فلابد لنا ان نتشارك جميعا لازاحت هذا الرجل وعائلته ومستشاريه وحزبه (الذين شاركوا بالتعسف والتسلط والظلم والفساد والسرقة) ،فهي مسؤولية كبيرة لأختيار الأصلح وتصحيح مسار هذه التضحيات التي قدمها شعبنا المظلوم من أجل الحرية والديمقراطية والأمان والأمل، وكل هذه سنفقدها الى أجل غير مسمى أذ استطاع هذا الرجل ومستشاريه وحزبه و من خلال سيطرته على كل مقدرات الشعب وبالكذب والتزوير وتعطيل الدستور وبطشه بالأحزاب والقوى الأخرى من البقاء في السلطة.

ولأبناءنا وأخواننا في القوات المسلحة،لا يغرنكم هذا الرجل في أن يسلطكم على أبناء الشعب،فمهما كانت قوتكم وسلاحكم وعددكم فأن الشعب هو المنتصر فلاتنصروا الظالم على المظلوم، ولاتكونوا اليد الضاربه له لقتل أبناء الشعب،كما فعل في البصرة ومدينة الصدر قبل ذلك، وكما يفعل اليوم في الرمادي والفلوجه،فهذا كذب وظلم لأنه ينشر الطائفية ويعزز موقع التكفيريين من داعش وقاعده،الذين هزموا قبلا على يد أبناء الرمادي والفلوجة وطردوهم،فلا تجعلوا أخوتنا في ديالى والأنبار وصلاح الدين بين خيار رصاص قائد القوات المسلحة وسكاكين داعش.

ولاتصدقوا فتنة الدم بالدم،التي أطلقت عقب استشهاد الأستاذ البديوي، فلأكراد أخوتنا وجزء من كياننا العراقي بتعدده وتعايشه،فمثلما حرم الأمام محسن الحكيم قتال الأكراد قبل اكثر من 60 سنة،فحرام علينا اليوم هدم بناء أخوة الوطن التي بناها الحكيم من أجل الدم بالدم فهي كلمة حق يراد بها باطل،مثلما يكتب وزيره الشهرستاني والعضو في قائمته في دعاية انتخابية رخيصة وهي جملة (أنتخبوا حامي ثروة العراق)،أي يريد أن يقول أنتخبوني لكي أحمي ثروة العراق من السراق الأكراد،فهذا عيب كبير،ليس العيب عليه لأنها أخلاقه،أنما العيب على الذي ينتخبه بفتنة وكذب وأدعاء، فالبينة على من أدعى….ولاأتذكر أن هذا الوزير أو سيده وقفا أمام الشعب العراقي في مجلس النواب ليقولا له بأن الأكراد يسرقوا ثروات العراق،ولكن الذي سرق حقا هي ثمان سنوات من عمر شعبنا،عن طريق رجل فاشل يقود العراق بحكومة فاشلة،ثمان سنوات من احتكار السلطة خلف أسوار الخضراء التي لايدخلها الى من قدم فرض الطاعة للأب والأبن….وروح العراق المخنوقة، ولكنها أخلاق -فرق تسد- من ضمن سياسة خلق الأزمات التي تمارس منذ ثمان سنوات.

يجب علينا تصحيح هذا المسار لننقذ ماتبقى من تجربتنا الديمقراطية ونزيح هذا الظلم عن عراقنا ونحاسبهم مثلما حاسبنا الذين من قبلهم،عن طريق القضاء النزيه وليس قضاء محمود السلطان، فهذا النظام ضرب السنة قولا وفعلا وفرق الشيعة وخان الأمانة،وأضر بعلاقة تأريخية مع الأكراد وخونهم، ورفض المرجعية الرشيدة ونصائحها، علينا اليوم كمواطنين عراقيين لاتزال عندنا كرامتنا، مسوولية أمام ألله وأمام الشعب وأمام المرجعية أن نحدث التغيير ونأخذ زمام المبادرة وأن لانكون الحلقة الضعيفة التي كسرها المالكي ونظامه الظالم.