23 ديسمبر، 2024 4:36 م

المالكي .. وقراءة الفنجان!!

المالكي .. وقراءة الفنجان!!

من المفارقات في بلد العجائب المرة, أن يكون رئيس وزراء العراق, لديه خلوة أو فسحة لقراءة الخيرة بالقرأن الكريم أو من خلال فنجان قهوة, على الرغم من تزاحم الاحداث المؤلمة التي تعصف بهذا البلد المفجوع بعد تحريره من براثن الدكتاتورية , والتحضير لتفصال وخياطة بدلة الولاية الثالثة في زمن العفونة وتلال الزبالة التي باتت أحدى معالم بغداد عاصمة الجعير.. فكان المالكي لا يخطو ولا يهم لعمل ما , ما لم يصل صلاة الاستخارة قربة, ثم يفتح كتاب الله , وعند أول أية من أي سورة,يكون عند جهينة الخبر اليقين.. وهذه عادة  توارثها أب عن جد, وزادها علم  بفنونها وأساليبها من خلال علاقاته مع بعض المعممين في أيران .. ومن المضحك المبكي للعراقيين , أن المالكي عرف طالعه, قبل تسلقه منصب رئيس الوزراء, بأن يكون له شأن في الحياة المقبلة..
وقبل يومين أنتزعت أعترافات من أمراءة عجوز تقيم في بلد عربي ما, كان المالكي قد شارك في مؤتمر أسلامي فيها , أنها رأت في فنجانه أمورا كثيرة ستحقق له السعادة في جزء منها والتعاسة في أجزاء أخرى..وأن تلك العجوز لا تعرف من يكون نوري المالكي , سوى أن أحدا ما  قدم لها فنجان القهوة العائد لرئيس الوزراء العراقي ..فنظرت في الفنجان وكأنها تستشعر مأساة هذا الانسان صاحب الفنجان ..
قالت العجوز..أمام هذا الرجل ثلاثة تحديات في مسيرة حياته..ينجح في أثنين ويخسر حياته في الثالث..أقرب الناس ممن حوله يسببون له الازمات المفتعلة..يشارك خصومه ويتنازل للكثيرين من أجل أنجاح مهمته في التحدي الاول..مراوغ ويلعب على الحبلين في بعض الاحيان ,ودبلوماسي في أحيان كثيرة للوصول الى هدفه في التحدي الثاني..يحبه الكثير, ويكره طريقته وأسلوبه القليل من الناس..لذلك سيفوز وسيكون الاقوى والاحسن ..لديه حب مساعدة الاخرين , ألا أنه يصطدم بأخرين لا يحبذون الخير.. يقتل في حادث مؤلم داخل بلده.. ويصبح رمزا للفقراء والمحتاجين في التحدي الثالث..
وعند سماع تلك العجوز,ذهبت لاحضار جهاز لتسجيل حديثها, ألا أنها غابت عن المكان,وكأن أحدا ما سحبها دون أن يترك لي خيار أسئلة ظلت دون أجابات..بس تريدون الصدك..ما أجه رئيس وزراء للعراق وبقى حي يرزق, ما لم يساق للنحر كما تساق البهيمة للذبح ..بس عبد الرحمن عارف, وتوفي العام الماضي طبيعيا..
وما خفي كان أعظم