لست من مريدي اياد علاوي ولا اتفاعل معه لاسباب عديدة لعل ابرزها انه علماني وبعيد عن المرجعية الدينية وانا اعتز بالمالكي كثيراً لانه اسلامي وداعية ومجاهد وتعرفت عليه اثناء المعارضة مع نظام صدام.
مشاعري وعواطفي مع المالكي وضد علاوي لا تقودني الى التضليل او التقليل من شأن الاثنين وسأقارن بشكل عابر رغم شعوري ان شيعة العراق خسروا علاوي بسبب توجيهات الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق قدس الذي وجه اتباعه في العراق بتسقيط اياد علاوي لشعوره انه عصي على الايرانيين وقريب للمحيط العراقي ويحافظ على علاقات متوازنة مع المجتمع الدولي وصناع القرار الغربي.
شيعة العراق كبقية البشر يتأثرون بالاشاعات والدعاية المضادة وهم ضحية الاعلام المضاد والمغرض الذي حاول تشويه سمعة وصورة الدكتور اياد علاوي لاغراض تعبوية ايرانية ضد حلفاء العرب والغرب ومحاولة اسقاطهم في العراق.
من هنا ان ايران تفكر بمصالحها ومن حقها ذلك ولكن لماذا لا يفكر قادة العراق المحسوبين على ايران بمصالح العراق فاذا كان وجود علاوي مضر لايران ومفيد للعراق فلماذا نقدم مصالح ايران على مصالحنا بينما ايران لا تفكر الا بمصالحها ولعل المشهد الاقرب لذلك هو دعم بشار الاسد في المرحلة الاولى من التغيير للجماعات المسلحة لضرب العراق ولم تحرك ايران ساكناً اتجاه الاسد لاعتقاده ان الارهاب في العراق سيضعف المشروع الامريكي في العراق وهو من اهم اولوياتها.
اذن ايران تفكر بمصالحها ونفوذها في العراق وهذ حق طبيعي ولكنا لماذا لا نفكر بمصالح شعبنا ولماذا نضحي بمصالحنا من اجل مصالح ايران؟
فاياد علاوي كان ضحية مؤامرات ومخططات الجنرال قاسم سليماني وان كان وجود علاوي لصالح الشعب العراق واستقرار البلاد وازدهار العباد فمصلحة العراق ليست مهمة بالنسبة لسليماني بل مصلحة ايران هم الاهم.
واطرح سؤالي على ابناء الشيعة وانا منهم كيف تعامل الدكتور اياد علاوي مع السلطتين التنفيذية والتشريعية اثناء رئاسته للحكومة المؤقتة التي تلت مجلس الحكم العراق لمدة سنة واحدة فهل تمسك بها ولم يعطها للدكتور ابراهيم الجعفري وهل اصر عليها مثلما يصر عليها المالكي وهل زعم انه الاحق بها ولا بديل غيره كما يدعي المالكي هذه الايام وهل قال بعد ما ننطيها كما قال المالكي؟
هل عيب على علاوي ان يكوّن علاقات اقليمية مع المحيط العربي ويبني علاقات قوية مع دول القرار الغربي وهل عيب على علاوي الا يخضع لاطروحات قاسم سليماني؟
وسؤالي الاخر من هو الذي قرّب البعثيين الى مواقع السلطة علاوي ام المالكي ولدينا احصاءات حول البعثيين الكبار الذين قربهم المالكي وهم من اخطر عتاة البعث؟
المالكي اساء للسلطة باداءه المنفعل والمرتجل وحربه ضد الكرد والسنة وبعض القوى الشيعية والمالكي اثبت بجدارة عشقه لنهم السلطة واصراره على البقاء ولو على مستنقع الدماء.
والمالكي حاول خداع الشيعة بانهم مستهدفون من اخوانهم السنة ولعب على الحبل الطائفي من اجل تحشيد الاصوات والمواقف والعواطف وتأييد ايران كذلك بينما هو المستهدف وليس الشيعة ومن الخطأ الفادح اختزال الشيعة بشخصه والايحاء للبسطاء والسذج منا بانه مختار العصر وهو ما يدعو للضحك والسخرية من هذا المختار الذي لا يترك خياراً لاخوانه في الائتلاف لاستبداله او اقرار دورتين لفترة حكمه.
يا شيعة العراق انتبهوا واصحوا من خداع ومكر المالكي والاعيب حزب الدعوة القذرة فهم يرون انفسهم الافضل والامثل ويتلاعبون بمشاعركم وطيبتكم فثوروا لاسقاط المالكي ونصبوا بديلاً من قيادات الشيعة فهل اصبح المالكي لا بديل له فهذه كارثة على الشيعة الذين لا ينجبون شخصية لرئاسة الوزراء وعار كبير علينا اذا كنا نعتقد ذلك الوهم القاتل.
ولا تحسبوني يا شيعة العراق انا من اتباع علاوي بل انا داعية اعتقلت سابقاً في زنزانات النظام الاجرامي السابق بتهمة الانتماء لحزب الدعوة ولي تحفظات وقناعات ضد علاوي لمواقفه المتشنجة ضد المرجعية الدينية ولكنه بالقياس الى المالكي هو الافضل بل هو خير الشرين .