تؤكد المصادر المطلعة من داخل ائتلاف دولة القانون بأن المالكي يحرص في كل اجتماعات ائتلافه ان يتحدث عن المؤامرات التي تُحاك ضد حكمه في محاولة لرص الصفوف بأن الشيعة هم المستهدفون مستفيداً من وضع محلي غير منسجم مع الشركاء السياسيين هو الذي استحدث الجزء الاكبر منه وتسبب في حدوث هوة واسعة مع السنة ومع الكورد وحتى مع فصائل شيعية مهمة، وكذلك من الوضع السوري الذي يطغى عليه الصراع الطائفي لتعزيز الصورة النمطية بأنه هو الذي يحمي الشيعة وحكمهم في العراق مما يعزل الشيعة في دويلة محاصرة يرتاب منها المحيط الإقليمي العربي.
وتؤكد هذه المصادر بأن الخلاف المتزايد ومسلسل خلق الأعداء المفترضين كان يمكن بحنكةٍٍ سياسية مفترضة في من يستلم الحكم ان يُطوّع الظروف والعلاقات لتقليل مساحة العداء فيه للحدود الدنيا، دون أن يعدمه أو يُوصله للصفر مثلا، ومنذ مجيء المالكي للسلطة وهو مهووس بنظرية المؤامرة عليه وعلى حكمه والذي يقول انها مؤامرة ضد الشيعة وهي بلا شك انها ضد الشيعة لان قياداتهم والمالكي خصوصا بدأ خصومة واضحة ومبكرة مع السعودية وملكها عبد الله بن عبد العزيز ولم يستطع من أول مقابلة ان يُرسي دعائم علاقة شخصية معه ومع الكثير من القادة الذين قابلهم والذي يمكن من خلالها تجاوز الكثير من الصعوبات وسوء الفهم والعقبات والتجاوزات المحتملة في العلاقات في بلدان لا تزال تحكمها بصمة الرئيس او الملك او الأمير الذي يحب ويكره وتتبعه كل الدولة في حبه وكرهه.
والمالكي نموذج واضح في عدم تمكنه من نسج علاقات ود وصداقة مع محيطه الإقليمي مما تسبب بأزمات للعراق والشيعة خصوصاً وأحدث ضرراً بالغاً لهما نتيجة تشنجه في العلاقة مع تركيا ومع قطر ومع السعودية ومع الامارات. وحتى ايران فالعلاقة معها مبنية على مصلحة ابتزاز إيراني قوي للنفوذ في العراق وليس بعلاقة تبادل مصالح مما جعل من دول حريصة على النظام الجديد في العراق مثل امريكا او دول الاتحاد الأوربي ان تصنف العراق والحكم فيه بأنه ظل لإيران حيث فشل المالكي في تفكيك هذه النظرة الضيقة عبر خطوات محسوبة مع ايران حتى لو كانت رمزية مثل موضوع تفتيش الطائرات الإيرانية العابرة لسوريا.
هذا السلوك الواضح في صناعة الأعداء يطغى الآن على السياسة العراقية التي يحاول وزير الخارجية هوشيار زيباري جاهداً في ترميمها سواءاً في العلاقة مع المعارضة السورية التي ستستلم الحكم في سوريا وعلى العراق ان ينشأ علاقة معها او في علاقات العراق الاقليمية او حتى الدولية فليس بالضرورة ان يكون امير قطر او أورد غان حليفا او صديقا لكن ليس بالضرورة ان يكون عدواً وهناك خلافات كبيرة بين زيباري والمالكي والذي استحدث لجنة العلاقات الخارجية لتقليم أظافر زيباري فيها.
يبدو ان المالكي لا يستطيع ان يكمل مشواره في الحكم دون ان يستحدث او يستولد عداوات وخصومات لصرف النظر عن الفشل الذريع في قطاعات خدمية مهمة وعد بحلها مثل الكهرباء التي قال بانها ستحل قبل عامين ووعد بعده نائبه الشهرستاني في خطوة مضحكة بان العراق سيُصدر الكهرباء عام ٢٠١٣ او تحقيق الأمن او البطاقة التموينية التي يحاول الإغارة عليها او قطاع الصحة الذي يجول فيه حزبه بفساد ملحوظ وصل حتى للسمسرة على حبة الدواء فيه.