23 ديسمبر، 2024 9:28 م

المالكي وسياسة المعدان

المالكي وسياسة المعدان

يتداول العراقيون في حياتهم اليومية الكثير من المصطلحات التي لايعرفها الا هم فقط بل في بعض الاحيان تصل الى ان كل منطقة لها الفاظها  ومصطلحاتها وهي حالة طبيعية جدا في كل دول العالم الا ان في العراقيون يكون استخدامها اكثر من غيرهم  ويبنون عليها الكثير من التصرفات ومن هذه الالفاظ  مصطلح (المعدان) الذي يستخدم بكثرة وله عدة معاني ينطبق عليها فمثلا في الجنوب يعني الاهالي الذين يقومون بتربية الجاموس وفي محافظات الوسط يعني الاهالي الذين يسكنون خارج مركز المدينة ولايشمل غيرهم من سكنة المحافظات اذا سكنوا في المدينة واما النجف الاشرف  فيطلق على كل من سكن خارج المدينة المسورة كائنا من كان اي ان هذا المصطلح يطلق على جميع العراقيون في نظر النجفيين واما في محافظات الشمال فيطلق على سكنة البوادي الذي يمتهنون تربية المواشي كالأغنام والجمال وغيرها وهم الذي يطلق عليهم ايضا (البدو) وفي محافظة بغداد يطلق على غير سكنة بغداد العاصمة وخلاصة الكلام انهذه اللفظة تعني كل من يخرج عن آداب اللياقة والآداب العامة واما الاسراف في تطبيقها على الجميع فهو يرجع الى عقدة النقص التي يعيشها الكثير من الناس وهذا لايعني ان كل من يستخدم هذا المصطلح يريد به هذه الفئة من الناس بل على العكس فإننا نجد ان استخدام مصطلح (المعدان) في اغلب الاحيان تكون الغاية منه استنقاص من قيمة الفرد خصوصا اذا كان ذلك الفرد قد بلغ رتبة معينة او منصبا وبدافع الحسد والحقد يتم اطلاق هذه الصفة عليه واما مايتعلق بعنوان مقالنا فإننا نجد الكثير من تصرفات دولة رئيس الوزراء تندرج تحت عنوان المعدان وبكل المفاهيم والاغراض التي يستخدم من اجلها هذا العنوان والادلة على ذلك كثيرة  ومنها :
1. حرص السيد المالكي على تولي جميع المناصب السيادية في الدولة(رئاسة الوزراء, وزارة الدفاع، وزارة الداخلية، جهاز المخابرات ،….) ولعلها من تصرفات المعدان فهو يريد ان يمتلك كل شيء امامه وذلك لأنه مرة بظروف حرمان انتجت هذه الحالة فيه .
2. طريقة الكلام التي ينتهجها دولة رئيس الوزراء في كل تصريحاته والتي يشم منها عدم استيعابه لما فيه من الحال والمناصب التي يشغلها وكأنه ينطبق عليه المثل السائد (شاف  ما شاف  شاف …… وتسودن).
3. رغبة دولة رئيس الوزراء في ان يكون هو الصحيح دائما والكل على خطأ ويجب على الجميع ان يسمعوا كلامه وان يقتدوا بأفعاله .
4. تعامل دولة رئيس الوزراء مع كل مايصدر من الجهات السياسية في العملية السياسية على انه استهداف له واستعداء وبذلك فهو يرفض كل مايصدر من تلك الجهات بل ويبحث ان اي سلبية معينة تصدر من هذه الجهة او تلك ليشهر بها على رؤوس الاشهاد .
5. اصرار دولة رئيس الوزراء على احتضان الفاسدين في الدولة العراقية فبمجرد ان يثبت فساد مسؤول معين وتقوم جهة معينة بفضح ذلك المسؤول نرى معالي دولة رئيس الوزراء يسارع الى تكريمه وترقيته الى منصب اعلى كماهو الحال مع الوكيل البلدي لأمانة بغداد نعيم عبعوب .
6. اتباع طريقة الخداع والتمويه وبالعراقي(الملاوت) في تسيير الدولة العراقية وكأننا نجلس في مقهى او نتسابق على صيد سمكة في احد اهوار العراق .
7. تعامل دولة رئيس الوزراء مع المعلومة التي يتم تزويدها بها فبمجرد ورود معلومة معينة من جهة او شخص يثق به فانه يتعامل معها على انها صك الغفران ويقوم بالتشهير بها وبمن تخص من الاشخاص او الجهات السياسية وبدون تمحيص او تدقيق .
8. نقلدولة رئيس الوزراء لبعض المعلومات التي ترد اليه وعلى وسائل الاعلام على الرغم منعدم قدرة العقل  البشري على تصديقها كما هو الحال عند قوله بان وحدات الجيش قد صادرت في يوم واحد (2000) سيارة مفخخة او قوله بان هناك من الجهات المخاصمة له(على حد قوله) قامت بوضع صخرة وزنها (150) كيلو غرام في مجاري بغداد وهي التي سببت الفيضان في المحافظة .
9. تدخل دولة رئيس الوزراء في كل صغيرة وكبيرة في الدولة حيث اننا كثيرا مانلاحظ ان هناك مواقف المفروض ان يتدخل بها الوزير المعني او المسؤول الفلاني او هناك صفقة معينة تقوم بها الجهة المختصة وغيرها من الامور التي  لا يليق برئيس الحكومة التدخل بها .
10. ردود الافعال التي تصدر من دولة رئيس الوزراء اتجاه بعض المواقف او الاحداث كالذي حدث مع المظاهرات التي انطلقت في المنطقة الغربية ووصفها بانها فقاعة وغيرها من الاوصاف وعدم اتباعه لأسلوب الحكمةوالموعظة الحسنة وهو الذي نراه عند بعض الناس فبمجرد ان يكون لك معه موقف معين تراه ينهال عليك بالشتائم والسباب وبدون سابق انذار .