22 ديسمبر، 2024 11:24 م

المالكي . . ودكتاتورية الاغلبية

المالكي . . ودكتاتورية الاغلبية

لنتكلم بالقلم العريض ونسمي الاشياء بمسمياتها ، فنحن نعلم جميعا ان الشيعة يمثلون اغلبية السكان في العراق . . وان اية انتخابات نزيهة سيفوز بها الشيعة بكل تاكيد .  هذه مسلمات لا يمكن مناقشتها . . ولكن ان يقدم المالكي نفسه كقائد للشيعة في العراق ، فهذا مصادرة على المطلوب . حيث ان المالكي وعلى الرغم من تزويره للانتخابات ، فانه لم يكن يوما ناطقا باسم الشيعة . فهناك المجلس الاعلى والصدريون واحزاب اخرى ، اضافة الى المستقلين . وهم الاغلبية الصامتة . وهذه الفئات لم تندرج في كتلة المالكي التي سماها دولة القانون . وهو البعيد كل البعد عن مفهوم الدولة وروح القانون . ولكنه بالمال الذي استحوذ عليه من ضلع الفقراء استطاع ان يوظف وسائل اعلام وفضائيات وصحفيين ، ومواقع الكترونية مشبوهة ونواب انتهازيين ،  لتحقيق حلمه في الولاية الثالثة . . ومن حلمه المستحيل هذا يخرج علينا يوميا بتصريحات ما انزل الله بها من سلطان . واخر ماجادت به قريحته هذه المرة مقولة حكم الاغلبية وتوفير اغلبية مريحة في مجلس النواب ، ليقود العراق مجددا على وفق مزاجه غير السوي . وقد نسي او تناسى انه الان يملك مثل هذه الاغلبية ولكنه لا يستطيع ان يقفز الى الحكم ثانية رغم مؤامراته العديدة بهذا الصدد .
ان حكم الاغلبية لاغبار عليه ، رغم ان الاغلبية بالمفهوم الديموقراطي هي اغلبية الاحزاب وليست اغلبية الطوائف . ومع ذلك من خول المالكي للتحدث باسم الاغلبية . ان من يعمل على عودة المالكي المستحيلة الى الحكم ليس الشيعة باغلبيتهم ، وانما بعض الرؤوس الشيعية والسنيةالتي اشتراها المالكي من اموال الشعب المنهوبة لتقديمه على انه القائد الضرورة ، مشبهينه بقائد الضرورة السابق الذي عانى العراق ماعاناه من دكتاتوريته . والان يريد المالكي ان يكون الدكتاتور الجديد ، ليطرح نفسه كقائد للاغلبية ، التي سحقها خلال فترة حكمه العجاف . وهو حتى يفتقد الى الكاريزما التي تؤهله ليكون قائدا سياسيا او شعبيا . . وهو اشبه مايكون بالقصخون الذي يحكي الروايات الخرافية في المقاهي ليشد انتباه الناس اليه . واذا كان المالكي قد صدق قدرته على العودة الى الحكم ، وشجع المتسولين على بابه للترويج لها ، فانه واهم . لان الناس قد جربوه مرة واخرى ، ولم يجنوا منه سوى الخيبة والفقر وخراب البيوت . مع دولة فاشلة ، وميزانية خاوية  .  ولا زال يطلق التصريحات بكل وقاحة ، بعدما امن العقاب عن جرائمه بحق الشعب ، وخيانته العظمى للوطن اننا نؤمن حقا بمبدأ حكم الاغلبية . ولكننا نريد انتخابات نزيهة ، تضمن لنا وصول قيادات امينة ونزيهة تعتمد الاسس الديموقراطية ، والحكم المدني الذي يحترم الاقليات والقوميات ، وتستند على مشاركة الجميع في بناء الدولة والمساواة في فرص العمل وحرية التعبير