23 ديسمبر، 2024 8:50 م

المالكي …وخطابه في البصرة…

المالكي …وخطابه في البصرة…

اجتماع أخونا أبو إسراء في البصرة …كان مفاجئا فلم يجري التمهيد له إعلاميا ولم تعلن أهدافه …ومفاجئته جاءت لاعتقاد الجميع بان أخونا مشغول بأم الأزمات ” وهي  التظاهرات في المحافظات الغربية … والتي وبعد مرور شهرين لايبدو أنها ستصل لمخرج ناجع ، أسوة بمعظم الأزمات التي تعصف بين الحين والأخر في البلاد .
اجتماع المالكي مع محافظي الوسط والجنوب …جاء لحصد التأييد له باعتبار ان هؤلاء كلهم من مكون معين …وسياسيا معظمهم محسوبين على دولة القانون …وبالتالي فهي إشارة للمتظاهرين …بأنهم لايواجهون المالكي فقط بل الأغلبية من الشعب العراقي ، ومحاولة اعلامية لإظهار ان هؤلاء المحافظين يمثلون الرأي العام في محافظاتهم ، بينما هذا الايحاء يجانب الحقيقة فهؤلاء المحافظين هم جهات تنفيذية وليست سياسية وان من يمثلون الراي العام السياسي في المحافظات هم نوابها في البرلمان .
في نفس الاتجاه لكسب التاييد ، اجتمع المالكي مع من يطلق عليهم شيوخ العشائر في البصرة ،وقد صدحت اهازيج البعض منهم كعادتهم في الهتاف للسلاطين بــ” ماننطيه” ،وهؤلاء معظمهم يتم تحشديهم تحت مصطلح ” مجالس الإسناد” بموجب رواتب او مكافئات جارية ،ولو اعدنا افلام من ارشيف الطاغية المقبور لرأينا العديد منهم يرقصون امامه ببنادق فارغه ، ويحلفون بالدين وشرف العشيرة بانهم مبايعوه مدي الحياة .
السؤال لماذا …لم يجتمع اخونا ابو إسراء في البصرة مع نخب وممثلي المجتمع المدني والمجلس السياسي ورجال الإعمال والاكاديمين والتكنوقراط ، ومن يمثلون حقيقة واجهة البصرة السياسية والاقتصادية والثقافية ، والجواب سيكون ان من ذكرت لن يسمعوه اهزوجة “ماننطيه “…وقد يكشفون له اذا كان لم يطلع بعد …عن حقيقة  الحياة في البصرة وصورها المتخلفة والبائسة ،تحت همينة مجلس محافظة ومحافظ ينتمون لكتلته السياسية ، وبعد الفشل الذريع لمحافظها السابق شلتاغ ، والذي كان حاضرا في الصف الاول من الحاضرين للاستماع لخطابه ، وربما سيذكره باعلان وزارة التخطيط بان محافظة البصرة لم تتصرف سوى ب24% من ميزانيتها الاستثمارية وهي مع الموصل من احتلت المركزيين الأخريين في تقييم انجاز المحافظات ، وان جل انجازاتها تنمية الأرصفة والكلاب السائبة …. بالمقابل فان شركة شل النفطية أجرت مسوحات سكانية لـ20  من قرى
منطقة النشوى المحيطة بحقل مجنون ، وقد ظهرت  النتائج بان هذه القرى يعيش أهلها في فقر وحرمان وبطالة وتردي الواقع الصحي والتربوي وافتقاد الكهرباء …ليس هذا فقط بل ان واحدة من اقوى مؤشرات الفساد في البصرة ،هو استغلال موقع القصور الرئاسية  للإغراض الشخصية بأوامر مباشرة من المحافظ ،مع ان مجمعا كهذا لو استغل استثماريا لرفد ميزانية البصرة بالمليارات من الدنانير، كمدينة ترفيهية سياحية …له دلالات حضارية ومدنية ، ينمي الاستثمار ويوفر الآلاف من فرص العمل .
الملفت للنظر ان المالكي في خطابه الموجه للمحافظين …أوصاهم بان تتجه خططهم للتربية والتعليم وحل أزمة السكن والاستثمار لغرض امتصاص البطالة ، وكان بودنا لو ان اخونا  ابو اسراء …ترك الإنشاء والكلام العام وطالب هؤلاء المحافظين بارقام ونسب تبين انجازاتهم في القطاعات التي اشار اليها…خاصة وان هؤلاء المحافظين لم يبقى على ولايتهم الا شهر واحد … فانتخابات مجالس المحافظات قادمة … وقد يكون هناك تغيرا دراماتيكيا في خارطة الإدارات الجديدة  ليس لصالح دولة القانون…كما الوضع الحالي …
الخلاصة ، وكالعادة خطاب المالكي في البصرة ، كان اجترارا لخطاباته التي داب عليها ، ومع تكرارها المستمر لم تاتي بجديد ولم تفتح الباب لحل اي ازمة او مشكلة …لا على المستوى السياسي ولا على مستوى الخدمي …