23 ديسمبر، 2024 7:05 م

المالكي وحلم الرياسة

المالكي وحلم الرياسة

ولايتين متتاليتين لثمانية أعوام تولاها المالكي, تسنم خلالها منصب رئاسة مجلس ألوزراء، وهو الأمين العام لحزب الدعوة الاسلامي, فقد حصل إئتلافه بالإنتخابات ألماضية, على 89 مقعد،وفي ظل أجواء أزمة سياسية إستعصى بموجبها تشكيل الحكومة، وبعد ثمانية أشهر من المماحكات السياسية, إستطاع المالكي أن يقنع الكتل السياسية بترشحه للمنصب، في ظل وعود قدمها,مع تنازلات للبعض، وغيرها من صفقات سياسية عقدت مع بعض الكتل خلف الكواليس, عند إجتماعه المشؤم في أربيل…, لم يلتزم المالكي بها! مماأدى لخلافات وأزمات سياسية كثيرة, مع تفاقم الوضع الأمني والخدمي، التي ربما ستلقي بظلالها على المشهد السياسي القادم.
بعدما قال الشعب العراقي كلمته, التي سيتحمل تبعاتها في الثلاثين من نيسان، بثورة بنفسجية راسماً لوحة تشكيلية رائعة، أنتظر الناخبون تسعة عشر يوما بفارغ الصبر، أُعلِنَتْ النتائج النهائية الرسمية، بتصدر إئتلاف دولة القانون بـ95 فقط, برغم دخوله الانتخابات متحالفا مع عدة كتل للحصول على الأغلبيه.
تواجه المالكي تحديات صعبة, في ظل ضعف حزب الدعوة داخل ائتلاف دولة القانون؛ بما حصل عليه من مقاعد, لا تؤهله لفرض سطوته, داخل ائتلافه وسيطرته ألتامة، فضلا عن ذلك أن أغلب قيادات حزب الدعوة, لم تفز في هذه الدورة، مع ظهور شخصيات طامعة بمناصب مهمة وحساسة, أو على أدنى التقديرات,
انهم يريدون أن يضمنوا حصة الأسد من الفريسة, ذلك لو تغافلنا, عما يحدث داخل هذا الإتلاف المتداعي على أساساته؛ لنطرح تساؤلا ما هي خيارات المالكي المطروحة على طاولته التفاوضية ؟
تكمن الإجابة في خيارات متعددة، كشعار حكومة الأغلبية السياسية، يطمح المالكي الى تشكيلها, بالنصف زائد واحد, من خلال تحالفه مع كتل اخرى، مثل إئتلاف القوى الكردستانية تيار الاصلاح، حزب الفضيلة، العربية، وكتل صغيرة, لهذا الخيار تطرح تحديات صعبة! لفقدان ثقة الاكورد بالمالكي, بسبب عدم إلتزامه بإتفاقية أربيل, هذا التحدي الاول.
أما الثاني, فإن إئتلاف العربية يريد أن يرجع إلى حلفائه الأصليين, بعد تشكيلهم لإئتلاف القوى الوطنية, الخيار الثالث, تشكيل الأغليية مع ألمواطن, الأحرار, تيار الاصلاح الوطني, الفضيلة وكتل صغيرة, معتمدا على الضغط الإقليمي، وهذا لايتم كون الكتلتان المواطن مع الأحرار, ترفضان ترشيح المالكي لولاية ثالثة, لسوء ادارته ألبلد مع ما تراه من فشل متصاعد.
الخيار الثالث, حكومة الشراكة الوطنية، وهذا الخيار يرفضه ألمالكي، لما يعتقده من فشلها لدورتين متتاليتين، ولو تراجع واقتنع بهذا الخيار، فموقف متحدون الاصلاح, بالضد حسبما نشاهد في وسائل الإعلام، أن ائتلاف متحدون قد وضع على المالكي خط أحمر، أيضا إئتلاف الوطنية الذي يرفض ترشحه جملة وتفصيلا، فضلا عما ذكرناه بالخيارات السابقة, تعتبر السياسة فن الممكن، وكل الاتفاقيات تنعقد خلف ستارة المسرح، ربما يستطيع المالكي أن يُقنِع الساسة, بما يمتلكه من دهاء سياسي، لا أحد يستطيع أن يتوقع أو يقدر ما يفعله هذا الرجل.
إن على الساسة برغم إختلافاتهم, أن يتحلوا بالعقلانية وأن يتفاهموا ليشكلوا حكومة الأقوياء, التي من شأنها إصلاح الوضع الراهن, يا ساستنا توحدوا لأجل العراق.