23 ديسمبر، 2024 1:27 ص

المالكي وحزام الأمان: لضمان تمزيقه الجغرافيا واستنزافه الثروات

المالكي وحزام الأمان: لضمان تمزيقه الجغرافيا واستنزافه الثروات

فريق داخلي إقليمي دولي يدافع عن بقائه..؟!
 
تؤكد تقارير دبلوماسية غربية مصدرها جنيف وبروكسيل أن ما يجهله الباحثون وبعض المسؤولين عن الملف العراقي هو أن نوري المالكي ليس فرداً ليحمل أغراضه ويغادر ويترك رئاسة الحكومة لغيره من أبناء الطائفة أو لمعارضيه. إنه مجموعات نظام تتوزع ما بين أجهزة الدولة بدءاً من الأمن إلى الخارجية إلى الاقتصاد إلى المرجعية الدينية، ومن فريق ممسك بالطائفة ومخاوفها إلى شركاء في كل أجهزة الدولة ومفاصلها. كل هؤلاء يخشون أن يلقوا مصيرهم وهم يتمسكون بالمالكي دفاعاً عن مصالحهم ويصعب أن يتخلى عنهم ويتخلون عنه. إنهم حزب المالكي الخفي الممسك بكل مفاصل القوة والعلاقة مع مصالح الناس. من هنا فإن التعامل مع المالكي ليس تعاملاً مع مجرد فرد. إنه نظام اختُزِلَ بصلاحيات رئيس حكومة متماسك خائف ومخيف. نظام يضم الأمن، والاقتصاد، ويخشى كل فريقه من أن يرحل لأنه سيرحل معه ليس إلى البيت بل إلى المشانق والزنازين والملاحقات القضائية داخل وخارج العراق. هذا يعني أن الثورة أو الثورات العراقية المضادة لنظام المالكي لا تتعامل مع حالة فردية اسمها نوري المالكي، بل مع نظام يبدأ من الرأس وينتهي بقاعدة عريضة من المصالح والجماعات بضمنها وزارة الخارجية التي ملأت فراغ كافة وزارات حكومة المالكي بخاصةً التجارة والأمن تحديداً الدفاع في توقيع اتفاقيات خارجية مع دول الجوار والإقليم والقوى العظمى خارج إطار صلاحياتها لكونها ذات طابع “أمني- عسكري- تكنلوجي- حدود- وعقود تسليح”، وهو ما يجعل الصراع ضارياً.
يحيط بنظام المالكي حزام أمان يحميه ويمده بدءاً من إيران وحزبها في لبنان وفريقها الشيعي بشكل عام، مروراً بالأُردن الهاشمي، وقليلاً تركيا، وصولاً إلى حزامه الدولي في روسيا والصين. إنه حزام أمان وفريق مواجهة يدافع عن مصالحه.
إذن، تؤكد التقارير أن الحرب في العراق ليست مجرد صراع داخلي مع المالكي، إنها حرب أهلية- إقليمية- دولية صامتة ينخرط فيها الكل في صراع مصالح أو صراع حياة قريباً ستصبح حرباً معلنة ناطقة على غرار سورية.
على الطرف الآخر من الصراع- تشخص التقارير الأوروبية- أن الجميع في ورطة. المقاومة “المعارضة” والمالكي ولا ينقذ العراق سوى تدخل دولي فاعل يحمي الفريقين مما بعد سقوط نظام المالكي.
يعتقد كثير من المراقبين أن المالكي يستدرج في عنفه التدخل لإنقاذ نفسه وما يمكن إنقاذه من أهل النظام. غير ذلك فهو مضطر للقتال حتى الجندي الأخير من قواته أو ممن سيبقى معه.
يدرك الكثير أيضاً أن المقاتلين الثوار وبخاصةً العناصر الإسلامية والقبلية منهم ليس عندهم ما يخسرونه. أما نظام المالكي بجماعاته فهنالك الكثير مما يمكن أن يخسروه وهم يقاتلون بأمل التدخل الدولي وحماية ما تبقى أو ما هو مخزون وموزع بين الداخل والخارج.