23 ديسمبر، 2024 3:23 م

المالكي وتعويض النقص بالطغيان

المالكي وتعويض النقص بالطغيان

كثيرة هي الشخصيات التي سجلت حضورا في التاريخ الانساني من جهة كونها شخصيات طاغوتية دكتاتورية ومنذ اقدم الازمنة ولعل في النمرود وفرعون والحجاج والطاغية الملعون الهدام خير امثلة لهذا النوع من البشر والذي لا يمكن تسميته بالبشر الا تسامحا لان الانسان وبطبيعة خلقته وفطرته من المفروض ان يكون مصداقا ” ولقد كرمنا بني ادم” او ” لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ” ولكن النفس الشيطانية وتغولها وتحكمها عندهم هي التي قادة الى هكذا نوع من الانحطاط الانساني عند هؤلاء ولعل المتتبع لأغلب الشخصيات التي مارست العنف والطغيان والجبروت يجد ان هناك قاسما مشتركا بينها وهو سوء المنبت وعقدة النقص التي كان يعيشها هؤلاء في بدايات حياتهم ومن ثم بمجرد وجود فسحة للتسلط على رقاب الناس نجد انهم يبدعون في هذا المجال ويحاولون منافسة ابليس في خدعه واسرافه وهذا القاسم المشترك والذي اسميناه عقد النقص نراه راي العين في شخصية رئيس الوزراء المنتهية ولايته السيد المالكي فبالرغم من انه ينتسب لعشيرة عريقة في العراق الا انه قد تعرض في بداية حياته الى التشريد والفقر والعيش خارج بلده الام وبقائه لسنوات طويلة يتنقل بين عواصم الدول بحثا عن المأوى ولقمة العيش مما ولد لديه كبتا وعقدة نقص بقي يعاني منها الى وقتنا الحاضر وهذا واضح جدا في سلوكياته خلال فترة حكمه التي زادت على الثماني سنوات وعليه فان كل ما يصدر من السيد المالكي يمكن ارجاعه وبسهوله الى ما كان يعانيه من الحرمان ومحاولته تعويض ما فاته في حياته السابقة وبكل ما أؤتي من قوة ولعلنا ما نعيشه هذه الايام من تشبثه بالمنصب وعدم تفكيره بما يجري على الشعب العراقي المظلوم من ويلات في حال بقائه خير دليل ذلك وكان اخر ما صدر عنه البيان الذي القاه في ساعة متأخرة من الليلة الماضية حيث ظهر المالكي بمنظر المنكسر المتهستر تلمح في عينيه رغبة الانتقام من كل شيء وترى في تلفظه للكلمات نبرة الحقد الدفين فكأنه عندما يقلب صفحات البيان التي امامه يشعل نارا من شمال العراق الى جنوبه ومن شرقه الى غربه وكأنه يقول انا ربكم الاعلى ولئن لم تتخذوني الها لأجعلكم من المسجونين او تسمع منه ليت اشياخي ببدر شهدوا ….. نعم فالمتابع لكل كلمة قال المالكي في بيانه الاخير يتألم لما يمر به هذا الرجل من مصيبة فهو يمر بأصعب حال يمر بها في حياته حيث انه يعيش بين ناريين بين نار الالم والحسرة والعوز التي عاشاها خلال عمره عندما كان متسولا وبين النار الاكثر حرقة وهو يرى ما عمله لنفسه من جاه وسلطان يذهب منه بلا رجعة لان الرجل قد تيقن انه ليست هناك فرصة للبقاء ولا يمكن في اي حال من

الاحوال ان يتم اعادة الليالي الملاح التي قضاها حاكما لأغنى بلد في عالم ولأطهر شعب عرفه التاريخ وعليه فعلى كل المسؤولين الشيعة سواء السياسيين او المرجعية الدينية ان يفكروا في الرجل فهو الان اشبه ما يكون بثور جامح قد طعن برمح قاتل فهو قد يقتل كل من يقف امامه يخرب كل ما يقف بطريقه وان يفكروا بطريقة ما يريحوه بها قبل ان يدمر ما لا يمكن اصلاحه الا بعد حين .