19 ديسمبر، 2024 3:48 ص

المالكي وبرزاني ..دكتاتوريتان في بلد ديمقراطي

المالكي وبرزاني ..دكتاتوريتان في بلد ديمقراطي

لو بحثنا عن أوجه الاختلاف في الحاكمين الذين حكم احدهما اقليم كردستان والاخر كان رئيسا للحكومة العراقية طيلة عقد من الزمن الماضي فربما لانجد إلا أن احدهما عربي شيعي والآخر كردي سني وربما يكون هذين الاختلافين هما الوحيدان لرجلين حكما العراق أحدهما جعل من اقليم كردستان ضيعة له متشبثا برئاسة الاقليم التي اصبحت غير دستورية والاخر تشبث بالسلطة بيده واسنانه لولا الظروف القاهرة والتدخل من مرجعية النجف والضغط الخارجي لما ترك منصبه الذي يعتبر نفسه الاحق به .
ورغم ان العراق بما فيه الاقليم أسس نظاما ديمقراطيا قائما على الانتخابات البرلمانية إلا أن هذين الرجلين جيرا جميع مؤسسات وامكانيات الدولة لصالحهما فلو حدثت عشرات الانتخابات فلا يمكن لاحد ان يغير نتائجها .
فهذا يعتمد على البعد القومي والاخر على البعد الطائفي كما انهما سيطرا على اموال البلد فالبرزاني تمرد على حكومة المركز واخذ يبيع النفط لحسابه الشخصي واضعا مبالغه في ارصدة وهمية لااحد يستطيع الوصول اليها غير مكترث بحصة الاقليم من الحكومة الاتحادية والتي تعتبر المورد الرئيسي لرواتب موظفي الاقليم والمشاريع الاستثمارية تاركا الاقليم ينظر الى يديه متى يعطيه واخذ يساوم الاخرين على اموال النفط من اجل الاحتفاظ بمنصبه.
أما المالكي فالى اليوم لم يكشف عن الحيتان التي ابتلعت ميزانيات هذا البلد التي كانت تسمى انفجارية ولم يرى منها الشعب العراقي سوى المشاريع الوهمية واقاربه والمقربين منه الذين اصبحوا من اصحاب المليارات تاركا شعبا يرزخ تحت خط الفقر في زمن الغنى فكيف يكون حاله في زمن الافلاس وانخفاض اسعار النفط الذي ظل المورد الوحيد لميزانية بلد غني بموارده الطبيعية والبشرية ولكن السياسة البائسة التي ادت الى تدهور الزراعة والصناعة جعلت النفط يكون المورد المالي الوحيد.
ومثلما عرف عن البرزاني علاقته الوطيدة مع متضادين في المنطقة هما تركيا واسرائيل على الرغم من ان تركيا لاتطيق الاكراد كما هو الحال مع اكراد تركيا وسوريا الا انه تجرد من صبغته القومية بل ربما صار ضد قوميته من اجل ان تكون تركيا ممرا آمنا للنفط المهرب الى اسرائيل..
كذلك المالكي تأرجح بين قوتين تحاولان السيطرة على المنطقة ويتصارعان من اجل ذلك خارج حدودهما فبين مبيته في البيت الابيض مرة واستعانته بالجمهورية الاسلامية من اجل الولاية الثانية والثالثة قصة تروي قدرة هذه القوى في التحكم في القرار السيساسي العراقي.
ورغم أن هذان الرجال لطالما حدثت مشاكل بينهما جعلت البلاد تدخل في ازمات أمنية وسياسية إلا إن هذه الازمات المفتعلة سرعان ماتنتهي بصفقات سياسية بينهما كما حدث في اتفاقية اربيل.
لكن أهم شيء اشترك فيه هذين الرجلين هو انهما تركا بلدا غارقا في الفساد الاداري والمالي جعلا فيه المفسدين يسرحون ويمرحون في نهب ثروات البلد تاركين شعبا مدقعا يعاني شظف العيش ودولة غير قادرة على توفير حتى رواتب موظفيها اضافة الى الخصومات السياسية التي افتعلاها مع شراكائهم السياسين تعصف بهذا البلد صباحا ومساء لالشيء الا من اجل الصراع على السلطة والثروة دون التفكير بأي وازع وطني يخدم هذا الوطن وابنائه سواء كانو عربا او كردا شيعة او سنة وكأن هذين الرجلين اتفقا على ان يكون شعارهما:أنا ومن بعدي الطوفان.

أحدث المقالات

أحدث المقالات