لعل الشخص الأكثر حديثاً عن الدستور و ضرورة تفعيلة و الاحتكام إليه ، و أنه الفيصل الوحيد لحل الخلافات و النزاعات كافة بين الجميع و لن يسمح بتجاوزه أو العمل بسواه هو وزير العراق الأول . و الكلام عن تطبيق الدستور و القوانين أمر لا مراء فيه و لا جدال ، بل شيء حسن ، (( يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ))
و المنطق يقول : ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم ، أو من فمك أدينك .
و الشاعر يقول أيضاً :
لا تنه عن خلقٍ و تأتي بمثله *** عارٌ عليك إن فعلت جسيمُ
و عليه كم من مخالفة دستورية و قانونية ، ارتكبتها ومن معك ، في إدارة الدولة و الحكم ،أو تهاونتم في تفعيلها ؟
و سأذكر نموذج من ذلك :
1ـ ألم تستخدم المال العام في تمويل حملتك الانتخابية ، عبر استخدام طائرات و آليات الدولة و أنت تجوب المحافظات ، و القانون يَعِد استخدام الوظيفة و المال العام لغرض الكسب الشخصي جريمة يعاقب عليها ؟ .
2ـ الدستور يوجب اسقاط الجنسية غير العراقية للقيادات العليا في الدولة و المسؤولين الأمنيين الكبار ، فكم جنسية اسقطت لمن يعمل في هذه المواقع و هم يحملون غير الجنسية العراقية ( مزدوجو الجنسية ) ، و القانون يعرف الجنسية بأنها : رابطة قانونية سياسية تربط شخص بدولة ، فكيف يكون في قيادة الدولة و مراكز ضع القرار ممن له انتماء وولاء لطرف أجنبي ؟ و إليك نص المادة :
جاء في المادة ( 18 ) الفقرة ( 4 ) : يجوز تعدد الجنسية للعراقي و على مَن يتولى منصباً سياسياً أو أمنياً رفيعاً التخلي عن أية جنسية أخرى مكتسبة و ينظم ذلك بقانون .
4ـ الدستور ينص في المادة ( 6 ) الفقرة ( 7 ) يُحضر كل كيان أو نهج يتبنى العنصرية أو الارهاب أو التكفير أو التطهير الطائفي أو يُمجد أو يروج أو يُبرر له و بخاصة البعث الصدامي في العراق تحت أي مسمى كان و لا يجوز أن يكون ضمن التعدية السياسية في العراق ، و ينضم ذلك بقانون .
و الآن أسألك سؤالاً واحداً : هل فَعَلت الدستور و القانون مع مشعان الجبوري ، الذي بث الارهاب و التكفير عبر فضائيته الزوراء ، و مقولته : صدام قتل محمد باقر الصدر ، و أنتم قتلتم صدام ، تعادلنا ، واحد كل ؟ .
بالمقابل تأتي قواتك الأمنية لتهين الحوزة العلمية و رجالها بذريعة الاقامة و المركز القانوني للأجانب و غيرها من الأعذار الهزيلة ، مما دعا المرجعية العليا تصدر بياناً تدين و تشجب هكذا أفعال ، فلو كانت النوايا سليمة و الممارسات صحيحة هل تستنكره المرجعية العليا أو تدعم الأمن و الاستقرار ؟ و تؤيد من يسعى إليه ؟ .
5ـ لِمَن يعمل مع السيد المالكي أقول ستطالكم سياسة ( نزعة ) تصفية الخصوم ، فمملكته القادمة لا تسع الغرباء ، بل الأبناء و الأصهار بها أولى .
و اذا كانت القطط تأكل أبناءها حينما تجوع فأن المملكة تأكل رجالها حينما تشبع .
و أقول للسيد المالكي ما هكذا تدار الأمور :
أوردها سعدٌ و هو مشتملٌ *** يا سعدٌ ما هكذا توردُ الأبلُ .