من لا يستطيع تغيير نفسه لا يستطيع تغيير الأخرين , ومن لا ينتهج المنهج الصحيح لا يمكن ان يرسم منهج للخدمة , ومن لا يملك برنامج للعمل يسعى بالأساليب الملتوية والمخداعة واستخدام الرموز والتسقيط وتحويل الانتخابات المحلية الى صراعات سياسية , ومن اعتبر المنصب تشريف ومغنماّ يكون على استعداد لمخالفة القانون واستخدام الوسائل الغير مشروعة من مخالفات قانونية واستخدام للمال العام وربط مصلحة المواطن بوصلوله للكرسي , فرصة كبيرة للجماهير للتعبير عن ارادتها والشعور بأنها صاحبة القرار , والانتخابات محور اثبات الديمقراطية وتمسك للمواطن بأنتمائه ومواطنته وشعوره بالمسؤولية , ودور للمجتمع بصورة عامة في تحديد مسار العمل السياسية والخدمي بالاختيارات الايجابية وترسيخ للمفاهيم السلمية واستشراق للمستقبل واستخدام مبدأ الثواب والعقاب مع المسؤول , الاختيار يكون من خلال قراءة للتاريخ الشخصي والحزبي والمشاريع والرؤية وطبيعة الشعارات ومقارنتها مع الانجازات , وهنا يكون دور الناخب في صناعة الرأي الخاص و تحريك الرأي العام لألزام تنفيذ الوعود والشعارات . ارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات دليل على ايمان الاغلبية الشعبية بالدولة المدنية والسلم الأهلي وان الدولة باقية والحكام زائلون ومعاقبة للمقصرين والفاسدين ومنع التسلق على الاكتاف وسد الطريق امام من يشتري الاصوات مرة اخرى وجعل الوطن شاخص في الابصار , اعتراض الشارع اليوم على الكثير من الأداء الحكومي عامة والخدمي خاصة دافع كبير لجميع الشرائح للشعور بمسؤوليتها والتعمق في نوعية الخيارات والنجاح في الاختبار والاستفادة من الكبوات السابقة , بالحتم ستكون هنالك اساليب غير مشروعة للشد الطائفي والتسقيط قبيل الانتخابات واستخدام اساليب السباب وأعتلاء منابر الأعلام للظهور بصورة المدافع عن الحقوق وأساليب بعيد عن اللياقة والتنافس الشريف للخدمة , وهذا ما يدل ان الاطراف التي تتبع تلك الطرق تحاول اعطاء الانطباع في عقلية المواطن وتريد تغيير اتجاهاته وترسخ العمى الوقتي لحين وصول الناخب للصندوق , فالتجريح والسباب ينم عن عقلية انتهازية تتصيد في الماء العكر وتخلط الاوراق لتكون هي البارزة , واخرى تحاول استغلال وجودها في السلطة لتربط التعينات والانجازات بها بل الأدهى تأخير لأفتتاح المشاريع المنجزة لحين قرب الانتخابات لتسجل بذلك نوع من الاهداف , غياب الرؤية وتغليب المصالح الشخصية والحزبية يجعل البعض يسعى بطرق طائفية او عشائرية وسياسية وزج الشارع وتوجيه الرأي العام عن مضمون هذه الانتخابات وهي انتخابات للمحافظات ومجالس خدمتها المحلية واستخدام رموز سياسية حكومية وبرلمانية بعيدة عن المشاركة في تلك الانتخابات ويستمر ذلك النهج للتعامل مع المجالس المحلية وتعطى الطابع السياسية الحزبي ليكون مؤثر على اصحاب الاختصاصات وابعاد للكفاءات في انجاز المشاريع , ومن خلال ملاحظتنا الاولى لأغلب الاعلانات لم تعتمد على البرنامج الانتخابي والاغلب تمسك بالحزبية دون البرنامج للمحافظة والاغلب قال (ان حزبي اولاّ )ولم يقل (محافظتي اولاّ) بتقديم الحزب على المحافظة والشخصية على الخدمة والشعار دون الشعور , ولذلك فأن انتخابات مجالس المحافظات انتخابات لأشخاص للخدمة يمتلكون الرؤية وليست انتخاب لرؤساء الاحزاب والطوائف والعشائر وان من يريد الخدمة والتغيير وتحسين الواقع لابد ان يبدأ بنفسه بأساليب تدل على نبل الغايات واول من يحترم القانون ,وان المالكي والحكيم والصدر لن يشتركا في الانتخابات فلا يخدع المواطن مرة اخرى بالرموز والشعارات الانشائية , وانما اختيار من اثبت حقيقة مساعية للخدمة وتقديم المشاريع والابتعاد عن المساجلات والازمات السياسية بأتباع الوسطية والاعتدال وطرح الرؤية الوطنية من المشتركات .