23 ديسمبر، 2024 7:16 ص

المالكي والبارزاني … لعبة الشد محكومة بالوقت !

المالكي والبارزاني … لعبة الشد محكومة بالوقت !

منذ سنة تقريبا بدأت لعبة الشد بين نوري المالكي ومسعود البارزاني حين طرح الاخير مشروع سحب الثقة وحشد عددا من السياسيين معه وقد دافع المالكي للبقاء في موقعه الى ان تمكن من افشال المشروع في وقت مازال التحالف بين التحالف الكوردي والتحالف الشيعى يمثل حجر الاساس المتصدع في العملية السياسية الهشة منذ عام 2003 والى يومنا. وقد كان الكورد قد حققوا تقدما ملحوظا على كافة المستويات مستفيدين من الدستور تارة ومن علاقاتهم وتحالفهم مع الشيعة تارة اخرى,فهل ستكون لعبة الشد بين الطرفين هي محاولة لتعديل المكاسب الحزبية والفئوية بين الطرفين ام انها محاولة للخروج من التحالف الذي استمر  مايقارب 9 سنوات ؟  طبعا يرى بعض المراقبين السياسيين ان ظهور مشروع ودور كبير جديد للسعودية وقطر في المنطقة وانظمام تركيا الى هذا المشروع ومساندها بكل قوة قد يغيير من خارطة المنطقة بشكل عام والعراق على وجه الخصوص. ان هذا التغيير الذي بدت ملامحه تظهر في الافق السياسي للمنطقة من شانها ان تدفع بعض السياسيين ومن بينهم الكورد على تغيير قواعد اللعبة السياسية في العراق ومنها تغيير وظهور تحالفات جديدة في المشهد السياسي العراقي.ان من الطبيعي جدا لكل القوى السياسية ان تفكر بمستقبلها ووجودها ومن ظمنهم الكورد وتحديدا مسعود البارزاني الذي قد تبدو الصورة التي امامه تختلف عن الاخرين فهو مازال يخير نفسه بين تحالف اوردوكان السعودية وقطر وبين البقاء تحت المظلة العراقية الشيعية.
ومما يجدر بالذكر ان شيئا مهما على مستوى تغيير الاسترااتيجية لم يحدث بين الطرفين لحد الان وهذا يعني انهما يعرفان خطورة تبديل الموقف من التحالف الاستراتيجي بينهما.ان كل التوترات التي حصلت بين الطرفين كانت اغلبها اعلامية ويمثلها البعض على انها استفزازية فمن زيارة وزير الخارجية التركي اوغلو الى زيارة البارزاني الى تركيا ومشاركته في مؤتمر حزب اوردوكان ومن ثم مشكلة انبوب نفط كركوك وبدها التصريحات الاعلامية التصعيدية من قبل مسعود البارزاني وجملة الردود التي  صدرت من نوري المالكي او بعض القياديين في حزبه او قائمته لم تكن سوى تصيرحات اعلامية استفزازية لاتشير الى وجود اية خطوة عملية باتجاه فك التحالف او تغيير قواعد اللعبة فالى الان نرى الطرفين يتمسكان بالتحالف لكن هنالك عمل خلف الكوليس وبعيدا عن وسائل  الاعلام يقوم بها الطرفان لدراسة وتقييم النتائج المترتبة على فك التحالف بين الطرفين وماهية الفوائد السيسية والانتخابية التي يجنيها كل طرف في الانتخابات المقبلة.
وهنا بيت القصيد هو طالما ان الانتخابات المقبلة سوف لن تكون ابعد من سنة واحدة بالتمام فان لعبة الشد بين نوري المالكي ومسعود البارزاني سوف لن تستمر اكثر من شهر او شهرين بغية الاستعداد للانتخابات وتحديد البوصلة الانتخابية للناخب.نوري المالكي ملزما لان يقف قبل عدة اشهر من الانتخابات ويحدد موقفه هل سيكون موحدا للسنة والشيعة العرب في العراق في كتلة عربية شيعية سنية  مستخدما قضية كركوك هدفا وقدس الاقداس العربية ,ام ان قايدة عمليات دجلة  سترحل الى مكان ساخن اخر غير كركوك.وهل سيستطيع البارزاني ان يخرج من التحالف مع الشيعة ليلاقي مستقبلا مجهولا وماهو البديل هل سيكون يماتبقى من الحزاب السنية بديلا قويا للتحلف معه .ام ان تراجع مسعود البارزاني عن خططه واهدافه ستدفع نوري المالكي  للتراجع عن لعبة الشد والبقاء على التحالف الكوردي الشيعي ويبقى كل واحد في موقعه بمجرد تعديلات بسيطة على القسمة والتقاسم الحزبي بين الطرفين.
ان اية تغيير على قواعد اللعبة بين الطرفين سيجر الى بزوغ تحالفات جديدة وكتل اخرى تستطيع ان تسحب البساط من الطرفين ومن خلال صناديق الاقتراع والسبب الرئيس في ذلك هو ان المواطن الناخب ينظر ويراقب بحذر ماذا يحصل اليوم من خلال ضياع حقوقه على يد تلك الاحزاب والكتل المتحاربة على تقاسم الغنائم والسلطة تاركة الناخب ورائها يعاني الامرين في حياته اليومية.كما ان بقاء التحالفات على حالها اليوم يؤدي الى انشاء تحالفات اخرى اصبحت في حكم الواقع بالتواصل مع الناخبين الذين يقولون ان المشهد السياسي العراقي اليوم على كفي عفريت من خلال تردي الاوضاع الخدمية وانتشار البطالة والحرمان والظلم الاجتماعي  بين العراقيين.
لم يبقى من الوقت كثيرا امام نوري المالكي ومسعود البارزاني للاستمرار بهذه اللعبة  وليس لديهما اية طريق اخر للذهاب غير العودة الى بعضهما امام انظار المواطن الناخب الذي يمتلك قوة الصوت بعد ان اكتشف حقيقية زيف الوعود وفساد المسؤولين.