بعد الفشل الذريع في المجالين السياسي والعسكري ،لم يبق أمام رئيس وزراء العراق نوري المالكي ،إلا أن يعلن حالة الطوارئ في العراق،وها هو يرسل كتابا إلى مجلس النواب يعلمه فيه انه ذاهب لإعلان حالة الطوارئ في البلاد أي إعلان الحرب الأهلية الطائفية ،بعد فشله الذريع في توفير الأمن والخدمات وإجراء مصالحة وطنية حقيقية، وتورطه في الحرب على الانبار والمحافظات المنتفضة ضده ،وعدم استطاعته تحقيق أي نصر حتى ولو كان (نصرا وهميا )، يوهم به إدارة اوباما وحكام طهران و حلفاءه في المنطقة الخضراء،بعد الهزائم التي مني بها جيشه في محافظات الانبار ونينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك ،وإزاء هذا الفشل و الخسائر والهزائم على الصعيدين السياسي والعسكري فانه ذاهب إلى إعلان الطوارئ، حتى وان لم يوافق البرلمان على الطلب الذي يلزمه موافقته حصريا، ولكن هو سيذهب بدون موافقة البرلمان حتما ،لأنه ببساطة هو قد صرح قبل ايام بأن البرلمان (فقد شرعيته ولم يعد هناك برلمان عراقي ) حسب قوله، إذن هو من سيتخذ قراره بخرق الدستور كما في كل مرة ،لأنه يحضر لتنفيذ آخر أوراقه ورعونته بالهجوم على الفلوجة، فهو يريد شرعية ولو شكلية من مجلي النواب ليحقق هدفه ويرفع سقفه الانتخابي المرتقب بالهجوم على الفلوجة بحجة الانتصار على داعش هناك ،وليثبت للعالم انه يقاتل داعش ويدحرها في العراق ،كما أشار هو في آخر كلمة أسبوعية له عندما طلب من الأمم المتحدة ومجلس الأمن بأخذ المبادرة ومساعدته في القضاء على داعش في الفلوجة والانبار، وليشرعن عدوانه الطائفية على الانبار التي يصفها بحرب بين أنصار الحسين(ع) وأنصار يزيد،وان بينه وبينهم بحر من الدم ،لهذه الأسباب يأتي إصراره على إعلان الطوارئ لكسب الوقت والولاية الثالثة معا فهل يستطيع تحقيق هذا النصر الوهمي (إلا بخياله ) سنناقش هذا في سياق طلبه من البرلمان إعلان الطوارئ لمواجهة داعش في العراق ،هكذا وبكل وضوح وإصرار يسمي كل من يعارضه ب(داعش) حتى ولو كان الشعب العراقي كله داعشيا ،لذلك هو يفتعل الأزمات مع خصومه ومع الشعب ومع اقرب حلفائه في التحالف الوطني الشيعي،ليبرر دكتاتوريته الطائفية وتفرده في السلطة ،ويجعل من نفسه (الرجل الأوحد ) ،وهاهو يفتعل أزمة قطع نهر الفرات عن أهلنا في الجنوب، ويحمل أهلنا في الانبار وزر هذا العمل الإجرامي، علما أن كل المهندسين الفنيين يؤكدون أن لاصلة بأهل الفلوجة وداعش وغيرها بقطع ماء الفرات،لان ا التحكم بالسد هو من مسؤولية حكومة المالكي، وتحميه قوات سوات هناك، ويبعد عن الفلوجة عشرات الكيلومترات ،فهو يريد بهذا أن يمهد للحرب الطائفية ويؤججها لدى أهلنا في الجنوب ليقول لهم أن أهل الانبار والسنة يريدون قطع المياه عنكم ،وهي لعبة طائفية قذرة الهدف منها إحراق العراق بحرب طائفية لا تبقي ولا تذر ،وهو قد فشل من قبل في تثوير الحرب الطائفية وهاهو الآن يفشل أيضا بفضل وعي أهل الجنوب بالأعيب المالكي وحاشيته ومستشاريه ،وقد عاقبوه على هذا في انتخابات مجالس المحافظات السابق ولم ينتخبوا قائمته هناك وحصل على مقاعد بائسة فاجأت أنصاره ،وهاهم اليوم يكررون العقاب ويلوحون بأنهم لن ينتخبوا قائمة دولة القانون ، اذن الورقة الاخيرة له قبل الانتخابات هي اعلان الطوارىء والذهاب الى الحرب لضمان الولاية الثالثة كما اسلفنا ،فعلى ماذا يستند المالكي من قوة ودعم لكي يعلن الطوارىء وهو يعلم انه خسر كل شركائه وحلفائه في العملية السياسية ،يقينا ان زيارة وزير العدل الايراني وقبله اجتماعه مع قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني ببغداد وتصريحات قادة طهران السياسييين منهم ورجال الدين والعسكريين هم وراء حالة الطوارىء واصرارهم على معاقبة الفلوجة والانبار لضمان طريقهم نحو دمشق وتسهيل ارسال الاسلحة والمعدات وغيرها ،لاسيما وان نظام الاسد يواجه مأزقا حقيقيا على الارض بعد دعم الكونغرس وادارة امريكا للمعارضة في السلاح الحديث والصواريخ والدعم الاعلامي واللوجستي الاخر ،ناهيك عن دعم المالكي من قبل ادرة اوباما العسكري ضد الفلوجة التي اذلت الجيش الامريكي ومرغت انفه بالتراب ،فلهذا يصر المالكي على تنفيذ رغبة اسياده بالهجوم على الفلوجة قبل الانتخابات ،ولكن هل يتحقق حلمه في دخول الفلوجة وتركيع اهلها ،كل المؤشرات تؤكد ،فشل جيش المالكي في دخول الفلوجة لاسباب منها، ان جيش المالكي مضى على وجوده على اعتاب الفلوجة اكثر من ثلاثة اشهر ولم يستطع التقدم ولو شبر واحد باتجاهها نوثانيا ان جيش المالكي لايمتلك القدرة والكفاءة العسكرية لحرب الشوارع واثبت فشله الذريه بها ،لان اغلب عناصره وضباطه من ما يسمى ب(الدمج) اي عناصر الميليشيات المدمجة معه ،ثم انهيار معنويات جيشه النفسية في اكثر من قاطع وترك الياتهم ودباباتهم واسلحتهم هناك يغنمها الثوار واظهرتها الفضائيات ولامجال لتكذيبها ،وناتي الى السبب الاخر الاكثر خطورة والذي ارتكبه المالكي وجعل من الميليشيات تقاتل مع الجيش بطائفية علنية شاهدها العالم كله 0هتافاتهم الطائفية وكتاباتهم الطائفية على الصواريخ المنطلقة الى اهلنا في الفلوجة والانباروغيرها جعل من الحرب على داعش الحرب على (السنة كلهم ) وهذا ما حصل في بهرز ومجزرتها ،كل هذه الهزائم والانتكاسات على الصعيدين السياسي( حروبه مع التحالف الكردستاني حول الموازنة والنفط والغاز وحربه مع مقتدى الصدر ووصفه له بالطاغوت والدكتاتور المتعطش للدم والمال ومع العراقية ومتحدون وغيرهم ) فلم يبق أمامه إلا أن يعلن الطوارئ لإنقاذ حالته السياسية والعسكرية وضمان تزوير واسع في الانتخابات لضمان الولاية الثالثة في السلطة بدعم إيران وأمريكا لاستكمال أجنداتها في المنطقة كل حسب السيناريو الذي يتبناه ويعمل عليه في المنطقة ،إذن المالكي ذاهب إلى إعلان الطوارئ بكل ثقة، لضعف مجلس النواب ودوره الهزيل في مواجهة الخروقات الدستورية وتطلعات المالكي الدكتاتورية والتفرد بالسلطة واراقة دماء العراقيين التي تسفح في شوارع العراق بلا مبرر الا شهوة السلطة والمال والتعطش لهما كما اشار مقتدى الصدر ابرز حلفائه ،اعلان المالكي حالة الطوارىء هو اعلان الحرب على الشعب العراقي بكل وضوح وهذا ما نريده ادارة اوباما وايران في العراق الان بعد ان شعرت برفض شركاء المالكي له وانتفاضة الشعب العراقي ضده انها الورقة الاخيرة قبل المشهد العراقي الاخير