18 نوفمبر، 2024 5:48 ص
Search
Close this search box.

المالكي.. ما ترك لي الحق من صديق

المالكي.. ما ترك لي الحق من صديق

لا احد يعرف كيف يفكر رئيس الوزراء وهو يرى مدنه تغرق من اول زخة مطر وهبتها السماء الى العراقيين المتعطشين لكل شيء ، وحتى شركاؤه وحلفاؤه ينفضون عنه واحدا تلو الاخر ؟! اذا ما قلنا خصومه السياسيين الذين اتهمهم بانهم تسببوا بغرق مدن العراق بإطفائهم مضخات المياه ، اما المواطنين المتضررين الوحيدين من هذا الغرق فانه صب جام غضبه عليهم ، لالقائهم الحجارة في مجاري المياه ،  
حتىبات يردّد مع نفسه مقولة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام: ( ما ترك لي الحق من صديق)؟ او اكتفى بما هو اسهل من ذلك فصم أذنيه ،لكن صم الآذان شيء والاعتقاد بصواب النهج شيء آخر، تجريف الطريق بما فيه ومن فيه شيء، والوصول إلى المقاصد النبيلة شيء يختلف ، الاختلاف  في الرأي شيء وانفضاض الناس عن شخص شيء مختلف  لأن الاختلاف قد ينتهي بلقاء تذوب فيه كرة الثلج الممتلئة بكل ما تحمل معها من عوالق ، لكن الانفضاض يعني إن هنالك تنفير وإصرار على تجاهل الآخر !.
هنا يخطر ببال الناس أن يتساءلوا وفي التساؤل حيرة ودهشة، ماذا يقول دولة رئيس الوزراء وكابينته الوزارية وميزانيته الانفجارية  مع بدء السنة الحادية عشرة من زمن العراق الأميركي الإيراني الديمقراطي ( الجديد ) ومع مراجعة مفتوحة لما جرى ويجري : هل يعرف الساسة ملامح الخريطة الجديدة لعامهم الثاني عشر ؟ وأين نحن الآن ؟. هل يمكن رؤية ملامح مستقبل جميل على مدى البصر ؟.
كان يمكن للعراقيّ أن يبتهج في العام الحادي عشر للتغيير ، وأن تهجم الاحتفالات وترتسم الابتسامات على الوجوه المكفهرّة لو وجد سبباً يدعوه للسعادة . كان يمكن أن تهتف الحناجر وتصدح بالأغاني وتزغرد بالهلاهل .كان من حقه ان يلعن الماضي باعتباره مظلماً لو وجد الحاضر اكثر نوراً ، لكنه وجد نفسه سلعة رخيصة تباع في سوق الحكومة وتشترى في سوق البرلمان .
ان المشهد في عامه الحادي عشر لم يختلف في شيء عن المشهد في العام الأول . فما زال البلد ضائعاً في مهابّ العواصف الترابية التي هيجتها سرف دبابات الاحتلال ، والسياسية التي مزقت جسد أبناء الوطن فتناثرت اشلائه ،اوغارقاً في دوّاماته ، منها الطائفية التي جعلت من ابناءه وقودا لسعيرها ، والخدمية التي سرقت أمواله بفساد الوزراء والامناء والمحافظين الذين فضحتهم السماء التي ليس لاحدهمفيها من شيء .
ويبقى التساؤل مطروحاً ،ما الذي حققناه بعد عقد من السنين التي تخلّلتها كل هذه القوافل من الضحايا والمشردين والجياع والعاطلين والغارقين في مياه الامطار والألوف من مليارات الدولارات التي هدرت ؟ ما الذي حققناه من بنى اقتصادية واجتماعية وسياسية ؟ ما الذي تغيّر ؟ هل وضعنا خطوتنا الأولى في بداية الطريق أم ما زال الطريق بعيداً وطويلاً وربما ضاع علينا الطريق ؟
ويكبر التساؤل في اذهاننا ليجعلنا امام مفترق طرق ،يجعلنا ان نؤمن بوجود عطل كبير وخطير يجب أن يشخص ، وخلل ينبغي ان توضع اليد عليه ، والأمر لا يتعدى احتمالين ، وهما اما أن يكون المالكي على صواب والجميع على خطأ وعلينا ان نقف وراء هذا الرجل إلى آخر المشوار، أو أن يكون هو على خطأ ، ولان العزة أخذته بالإثم فأنه غير مستعد أن يراجع أو يتراجع ، وعلينا هنا أما نجمع على إنه سائر بنا الى التهلكة ،او نستسلم لقدرنا ونقول لا حول ولا قوة إلا بالله ونرضى بما ستضمره لنا الايام!
السلام على العراقيين الذين امتزجت دموعهم ودمائهم الماً وفجعاَ … ولا سلام على الذين سرقوا اموالنا واستباحوا حرماتنا واغرقوا أبنائنا بأنهار الدماء والماء .

أحدث المقالات