آخر النكات المضحكة التي تفتّقت بها عبقرية الأوساط الموتورة والحانقة على الفوز الساحق الذي حققه نوري المالكي في الانتخابات البرلمانية الحالية , هو ما تتداوله هذه الأوساط بأنّ المالكي سيسحب ترشيحه الذ كلّف به وبالإجماع من قبل ائتلافه الذي يقوده , استجابة للضغوط الأمريكية والإيرانية التي تعارض ولايته الثالثة بحسب ما تدّعي به هذه الأوساط الموتورة , أي أنّه سيتنازل عن هذا الترشيح رغم أنفه , والحقيقة إنّ هذه الأوساط تريد من خلال نشر هذه الإشاعات المضحكة أن تحدث فجوة في تركيبة ائتلاف دولة القانون المتماسكة من أجل تفكيكه , فبالأمس ادّعت هذه الأوساط أنّ انشقاقا في ائتلاف دولة القانون تقوده منظمة بدر من أجل عدم ترشيح نوري المالكي للولاية الثالثة , لكنّ سرعان ما تبيّن زيف هذه الإشاعات الكاذبة والساذجة من خلال بيان التكذيب الذي اصدرته منظمة بدر , وإعلانها أنّ نوري المالكي هو مرشحها الوحيد لرئاسة الوزراء .
واليوم تحاول هذه الأوساط أن ترّوج لفكرة مفادها أنّ ترشيح ائتلاف دولة القانون لنوري المالكي سيعقبه إعلان سحب ترشيحه بنفسه , نزولا عند رغبة الكتل السياسية الرافضة لولايته الثالثة وتحقيقا للرغبة الأمريكية والإيرانية , والأوساط التي ترّوج لهذه الإشاعات تتحرك من خلال اجندات مرتبطة ارتباطا وثيقا برغبة بعض دول الجوار التي لا تريد عودة المالكي لرئاسة الحكومة القادمة , ومن لا يعرف نوري المالكي أقول له , أنّ المالكي ليس بذلك الجبان الذي يخذل ناخبيه وأبناء شعبه الذين وضعوا ثقتهم به , وليس بذلك الرعديد الذي ينسحب من المواجهة , ولن يموت إلا وهو واقفا , ومن يراهن على انحناء نوري المالكي لخصومه , فعليه بمراجعة أقرب معالج للأمراض النفسية .
فالشعب الذي قال كلمته الفصل وصوّت لصالح نوري المالكي , ماض خلف قيادته للوقوف بوجه كل المتآمرين على الوطن العراقي والمتخاذلين معهم , فليس هنالك من يقف بوجه مسعود وطموحاته في سرقة نفط الشعب العراقي غير نوري المالكي , فها هي حكومة مسعود الخارجة عن القانون تعلن وبصلف عن بيع أول شحنة من نفط إقليم كردستان إلى ايطاليا والمانيا بالتواطئ مع الحكومة التركية المعادية للعراق وشعبه , فالذي يقف مع سارق نفط الشعب العراقي مسعود بارزاني ضد ابن الشعب العراقي وخياره نوري المالكي , هو شريك له ومتآمر معه .
وأتحدى كل من أياد علاوي وأسامه النجيفي وعمار الحكيم ومقتدى الصدر , أن يقولوا كلمة واحدة خجولة أمام جريمة مسعود ببيع نفط الشعب العراقي بعيدا عن اشراف وموافقة الحكومة الاتحادية في بغداد , فالمواقف الشجاعة هي سمة الرجال الوطنيون الشجعان , ومن يقول انا مع الوطن فليرفع رأسه ويتصدى بحزم لهذه الجريمة .
وليعلم الجميع أنّ المالكي هو خيار شعب يتطلّع إلى إعادة بناء العملية السياسية على أسس وطنية جديدة , وإنهاء حكومات التوافق والمحاصصات الطائفية والقومية البغيضة , وشعار حكومة الأغلبية السياسية الذي رفعه نوري المالكي , لم يكن شعار تكتيكيا انتخاببيا عابرا , بل هو خيار ستراتيجي قائم على تجربة عشرة أعوام من حكومات التوافق والمحاصصة الفاشلة , وبالرغم من صعوبة معركة تشكيل الحكومة القادمة , إلا أنّ نوري المالكي قادم إنشاء الله تعالى بحكومة الأغلبية السياسية التي يتطلّع إليها الشعب العراقي .