الانتصارات المتتالية التي حققتها القوات الامنية والحشد الشعبي والعشائر في اكثر من جبهة وماتزال مستمرة في تحقيقها ، والتقدم السريع وتحرير المدن من عصابات داعش الارهابية اثارت شهية المتصيدين والمتربصين من السياسيين ، فكما كانوا ايام الانتخابات يتراكضون هنا وهناك كسبا للاصوات وضحكا على ذقون البسطاء من الناس ، جاءوا اليوم متخفين بلباس جديد الا وهو لباس الحشد .
لباس الحشد الشعبي الابيض الذي اراد البعض ان يلطخه لكنه فشل ومعه الاجندات التي ارادت ان تطمس انتصاراته بلتفيق الاتهامات له ، جاء السياسيون اليوم ليتنافسوا على من سيكون صاحب اليد الطولى في التربع على عرشه ، فلابد ان ياتي اليوم الذي يقضى فيه على داعش وتجنى فيه الثمار ، وحينها سيتصارع المتصارعون ان لم نقل ان صراعاتهم قد بدأت، املا منهم ومنذ الان في زيادة رصيدهم للانتخابات البرلمانية القادمة .
نوري المالكي الذي اوصلت سياساته البلاد الى مفترق طرق وكادت ان تعصف به ، لا يمكن بأي حال من الاحوال ان ينأى بنفسه عما جرى ويجري نتيجة تلك السياسات كونه كان القائد العام للقوات المسلحة ورئيسا للوزراء وبيديه كل مقدرات العراق ، واليوم حيث يتولى منصب نائب رئيس الجمهورية لابد ان يظهر سطوته من جديد فكان المنفذ هو الحشد الشعبي ، حيث انبرى وكانه هو قائد هذا الحشد ، ونسى ان الحشد لا يقوده الا العراق والوطنية التي تسري في عروق ابناءه الذين لبوا نداء المرجعية والوطن .
لا يمكن ان يلدغ العراقيون من جحر مرتين ، ولن تنطلي عليهم الوعود الرنانة التي ملّوا منها ولن يكونوا بعد اليوم جسرا لساسة اساءوا ادارة البلاد في وقت كان العراق بأمس الحاجة لمن يرسي بسفينته الى بر الامان ، وعلى المالكي بدلا من ان يصنع لنفسه هالة اعلامية وكأنه قائد الحشد ، ان يقاتل في الخطوط الامامية للجبهات فيما تخلى عن تدارك تداعيات سقوط الموصل واحتلال ثلث مساحة البلاد قبل اشهر ، او ان يؤدي مهامه في هيئة الرئاسة ومثله بقية السياسيين كل من موقعه بعيدا عن المزايدات على دماء الشهداء التي اضحت لا تغني ولا تسمن من جوع ، واتركوا ابناء الحشد الشعبي بكل اطيافهم من سنة وشيعة وتركمان عربا واكرادا ومسيحيين وايزيدين وصابئة يحرروا البلاد ويعيدوا اللحمة الوطنية التي دمرتها السياسات الخاطئة لسياسيي الصدفة .