23 ديسمبر، 2024 7:32 ص

المالكي …فخر العراق

المالكي …فخر العراق

على مر التاريخ الانساني تتحدث الانجازات العملاقه عن صانعيها وتؤشر على حُقبه من الزمن مر بها رِجال عِظام سطروا للبشريه ماده يتحدثون الناس بها من بِعدهم لانهم صُناع الحدث والتاريخ…

فعلى سبيل المثال لا الحصر..جوزيف تيتو..العملاق اليوغسلافي ..فالتاريخ يذكر له انه موئسس حركه المقاومه اليوغسلافيه ضد الاحتلال النازي..ويُحسب له انه من موئسيسين حركه عدم الانحياز وهو من وحد يوغسلافيا بكل اطيافها من الاقليات ونحن نرى الان كيف انفرط عِقد البلد الى دويلات من بعده…ولكم في مؤسس الجمهوريه الخامسه في خمسينيات القرن الماضي الجنرال الخالد ديغول خير مثال.. ذلك القائد العسكري المبدع والحازم والذي اصدر حكما بالاعدام على من اساء استخدام سلطاتهِ المخولةُ له من قبل الدوله الفرنسيه لمجرد انه وضع اشخاصا غير مناسبين في مناصب قياديه غير مناسبه لهم بقصد تخريب اداء الجمهوريه الفرنسيه المتطلعه للاندفاع نحو الامام بكل الطاقات الموجوده لديها..وهو من اوجد سياسه التوازن في الشرق الاوسط وهو صاحب مبداء التعامل مع الولايات المتحده كحليف .. ند .. وليس تابع ولا مأمور..

والتاريخ يحسب لجواهر لال نهرو ذلك الاشتراكي المبدع انه اول من ادخل الطاقه النوويه الى الهند ومن شجع وبنى الصناعات الثقيله لبلاده وجعل لها اساسا لترقى من بعده وتدخل النادي النووي الدولي..

وغيرهم من عمالقه قاده العالم الكثير…فيا عجبي عن ماذا تتحدث انجازات مالك الحكومه العراقيه وهو بصريح القول وبشكل مباشر نقول انه قد ارسى عوامل ومقومات فشل الدوله العراقيه..فالمشكله ان مالك الحكومه يسعى وبشكل علني على تهديم الدوله العراقيه وسيذكره التاريخ بابشع واتعس النعوت والصفات…ولن اذكر كيف يسعى لذلك فغيري قد اسهب كثيرا في عوامل فشل قيادة مالك الحكومه لكن عوامل نجاح الدول معروفه ..فمن التشريعات التي تُسن لخدمه الدوله والناس سويا الى تنظيم طاقات الموارد البشريه التي تمتلكها الدوله الى توحيد الصف الداخلي وخلق توازن عرقي واحتواء كل الاطياف في بوتقه (( خدمه الوطن والمصلحه العليا للبلد )) الى ضبط الموازنه والانفاق العام في البُنى التحتيه لتأسيس لمرحله حكومه الخدمات الى استقلال القضاء ليكون سيفا فوق كل معتدي على المال العام وحرمه الدم والا مشى عليه المثل القائل ..من أمن العقوبه أساء الادب .. الى استقلال الرقابه الماليه للسيطره على من تسول له نفسه سرقه المال العام الى الانفتاح على العالم الخارجي وخلق توازن اقليمي ودولي في العلاقات الدوليه الى اشراك الجميع في تحمل مسؤوليه دفع البلد الى بر الامان الى الايفاء بالوعود التي يتم قُطعها للناس للمحافظه على مصداقيه الدوله وهيبتها الى كثير من الامور التي يعرفها القاصي والداني ولن ازيد عليها..

فأي عوامل النجاح تلك التي سلكها مالك الحكومه؟؟ وانما سعى بكل ما اوتي من قوة وصلاحيات لعمل عكس ما ذكر اعلاه..اذن اليس هذا وبشكل واضح تهديم للدوله عن قصد وعمد ؟؟ لذلك نقول انه اسس لهدم الدوله العراقيه …ويكفيه عاراٌ وجرماٌ انه وضع الشخص المناسب في المكان الغير مناسب وهذه عقوبتها كما فعل الجنرال الخالد ديغول..الاعدام.

لكن السؤال مع كل هذا.. فقد حصل مالك الحكومه على ما يزيد عن ال90 مقعدا في البرلمان القادم فكيف ذلك ؟ ولماذا ؟ ومن صوت له ؟ ومالذي دفعهم للتصويت له ؟ وماذا رأو من انجازات لمالك الحكومه المبهرة ؟

الصنف الاول استفاد من قطع الاراضي التي وزعت لهم..300000 قطعه ارض حسب ما تناولته وسائل الاعلام وما الضيرُ في ذلك فهو بلا شك استحقاق لكل عراقي بأمتلاك ارض وسكن ولكن التوقيت والطريقه التي وزعت لهم .من المفروض .. ان تجعل مستليميها يتسائلون عن التوقيت والغرض من وراء ذلك..لكن ليس هناك بُعد نظر عند بعض الناخبين والمصلحه الشخصيه تتعدى مصلحه البلد وليس المهم من يأتي وانما المهم قطعه الارض فيا لبؤس التفكير والمنطق..الصنف الثاني القوات المسلحه والاجهزة الامنيه والتي قسم كبير منهم زود ببطاقتين الاولى للتصويت العام والثانيه للخاص…وكما العالم كله رأى سيارات الشرطه المحليه توزع وتثبت صور لمرشحين دوله القانون مستخدمين وقود الدوله وسيارات الدوله وراتب من الدوله والمفروض ذلك يحدث من اجل حمايه البلد وليس لنشر الصور الانتخابيه والمعروف انه هذه الاجهزة الامنيه طائفيه بأمتياز ولمن يريد ان يتأكد عليه الرجوع الى المواقع الالكترونيه ويشاهد جيش مالك الحكومه وهو يقاتل عدوه المزعوم في الانبار والفلوجه وهو ينادي ياحسين وكأنما هي حرب بين ذاك وذاك..وهذا الصنف مأمور بقيادته ومن يجرؤ على مخالفه القائد أو الآمر..وصنف ثالث خارج العراق ونحن نلمسه يوميا في بلاد الغربه طائفي مقيت الى حد النخاع ليس فقط ضد مذهب ثاني وانما ضمن المذهب الواحد..فالكل عالم ويعلم خلاف الصدريين مع الدعوة والدعوة مع الحكيم الى درجه كل له حسينته الخاصه به..فمن توجه لانتخاب الدعوة من المحتمل جدا لانه يكره الصدريين والحكيم والعكس صحيح ولن ازيد واقول انه طائفي.. لان خصوم مالك الحكومه من نفس المذهب..وصنف رابع داخل العراق وهنا الطامه الكبرى فالغالبيه لاتؤمن بمشروع الوطن والشرف والنزاهه وانما مرتاحه للفوضى العارمه والفساد المستشري في البلد وهم يسترزقون على ذلك او هم مشتركين في سرقه المال العام ولا يريدون للوضع ان يتغير فتتغير بذلك مصادر ارزاقهم وهولاء هم مؤيدي ومنتخبي (( الا من رحم ربي )) مالك الحكومه..والا كيف تفسرون اعادة انتخاب من كان السبب في 8 سنوات عجاف مر بها البلد دون السعي للتغيير ؟ وكيف تفسرون عزل سنان الشبيبي عن منصبه وتثبيت عبد الباسط تركي محله وبذلك تم ضمان ديوان الرقابه الماليه والبنك المركزي تحت سلطه رجل واحد!!! فكيف ستتم المراقبه ؟؟!! وكنت اتمنى سؤال رجل من الشارع عادي انتخب مالك الحكومه لماذا انتخبت المالكي الا يكفيه عارا انه تحالف مع قيس الخزعلي الملطخه اياديه بدماء اهل السنه ومخالفيه من الشيعه بالكواتم والمؤتمر بأمر قاسم سليماني ؟ والمضحك المبكي انه فاز بثلاثه مقاعد في البرلمان الجديد تحت مسمى (( صادقون ))!!!! لنر اجابته ما هي؟ الصنف الخامس مسكين لاحول له ولا قوة جلس في بيته ولم يعطي صوته لآحد كي لا يتحمل اثم من يجيىْ ثم يصبح كسابقه..ان العراق لن يتغير لا بالاغلبيه السياسيه ولا بالشراكه وأنما بصحوة الضمير ومحاسبه النفس الجشعه وتحكيم العقل والمنطق واقرار الحق بسلطه القضاء المستقل وفرض احترام القانون بكل قوة دون تمييز وابعاد المليشيات المسلحه البغيضه وسحب الاسلحه منهم وحصرها بيد الدوله فقط ورفض التبعيه والزام رجال الدين مساجدهم وتنصيب ذووي الخبره والكفاءة وتقديم التنازلات من كل الاطراف ومعرفه قول الله حقا (( انك ميت وانهم ميتون ))..

رحم الله العراق في الوقت الحاضر والى ان تدب فيه الروح من جديد ..سننساه!!

وحمى الله الناس الطيبين في الداخل ورحم الله شهداء العراق كلهم..