23 ديسمبر، 2024 2:27 م

المالكي : عذر اقبح من فعل

المالكي : عذر اقبح من فعل

عرف الصغير والكبير بالحرج الهائل الذي اصاب المالكي جراء عرض الفيديو الخاص بتوقيع عقد مصفاة ميسان مع شركة ساتارم، فبعد ان اثتى الرجل على الشركة وتمنى عليها ان تسرع في اتمام المشروع امال جسمه قليلا وسأل بنوع من البلاهة ممثل الشركة المسمى شفيق بالقول لم نعرف اسم شركتكم بعد. وشفيق هذا اعلامي لبناني يدير محطة فضائية وليس له صلة لامن قريب ولا من بعيد بالنفط ومصافيه. علق الكثيرون وشمت غيرهم وصارت التعليقات بالالاف على الفيس بوك ولا احد يلوم الناس في تندرها على رئيس الوزراء فليس من المعقول ان راس الدولة يشرف على توقيع عقد بستة مليارات دولار ونصف ولايعرف عنه اي شيئ ولا عن الشركة التي تريد تنفيذه.

هذا فعل قبيح بكل المقاييس ولكن بعد ان ادرك المالكي عمق الهوة التي رمى نفسه فيها جاء بالعذر الاقبح. عذره جاء في حديثه اثتاء زيارته لكربلاء فقد قال الرجل انه كان يتغابى. ومعنى كلامه او عذره انه كان يعرف بالموضوع لكنه تغابى. السؤال الاول هو لماذا يتغابى في صفقة قيمتها تعادل ميزانية دولة بحجم الاردن.ثم استشهد ببيت لابي تمام (وقرأه خطأ طبعا) فقال: ليس الغبي بسيد في قومه… لكن سيد قومه المتغابي. من قال ان سيد القوم يتغابى. النبي محمد كان سيد قومه فهل تغابى يوما في حياته، الامام علي كان سيد قومه فهل تغابى وكذلك كل سادة العرب ورؤساء الدول من منهم كان متغابيا قي قومه. واقول لكم ان كلمة المتغابي تعني بالعراقي قشمر، اي ان رئيس الوزراء كان قشمرا لمدة عام او ربما طيلة فترة حكمه ولا ندري لم افاق الان من تغابيه.

عندما تكون الاعذار اقبح من الافعال تنكشف كل الامور. ليس له اي عذر بالسماح للفاسدين والمفسدين بالسيطرة على البلاد ولاستبداد واللعب باموال الشهب العراقي . لقد تدمر البلد ونهب بسبب السياسات الخاطئة والتبعية العمياء لبلد مجاور لا لشيئ الا للبقاء في السلطة. المالكي مستعد كليا ان يبيع العراق واهله في سبيل تحقيق مصالحه والبقاء مستهترا وحده بالسلطة. في زيارته الاخيرة لايران قال لهم انه يريد اعادة الحياة لاتفاقية الجزائر عام 1975. فهل استشار البرلمان، هل استشار الحكومة؟ طبعا لا. ثم ان اي احد من المسؤولين لم ينبس بعدها بكلمة واحدة عن هذا الموقف. يريد المالكي ان يهب العراق لاي كان اذا سمح له بالبقاء حاكما مستبدا في دولة هو رئيس وزرائها ورئيس مخابراتها واستخباراتها ووزير دفاعها ووزير داخليتها ووزير ماليتها والمشرف العام المطلق على بنكها المركزي والقاضي الاعلى للمحكمة الاتحادية وغيرها.

هذا الرجل المتغابي باعترافه يتهيئ بشتى الوسائل كي (ماينطيها) ليظل سيفا جائرا على رقاب العراقيين. فهو اذا افترضنا انه لن يفتعل الاعذار لتاجيل الانتخابات فسوف يطعن بنتائج الانتخابات كما فعلها سابقا، وبالتاكيد لن تكون نتائج الطعن لصالحه عندها سوف يشغل القوة العسكرية الخاصة التي اعدها لهذا الغرض وكلنا يتذكر عندما قام قبل شهر بتخريج دفعة كبيرة من العسكريين وهو الذي طلب منهم ان يرددوا القسم بعده ، وهذا شيئ يقوم به عادة عميد الكلية فلماذا قام هو بذلك الدور؟ بالتاكيد حتى يجعلنا نفهم ان لديه القوة ولديه وحده تلك القوة التي تحميه وتؤمن له مايريد. ثالثا اذا لم تنفع لاتلك ولا هذه فعنده الميلشيات التي يدعمها واهمها عصائب اهل الحق التي ستقتل بالكواتم كل من يعترض.

هذا هو حالنا ونحتاج اما الى معجزة لتخلصنا من هذا الكابوس او نحتاج الى شعب ابي كالشعب المصري يصرخ بصوت يصل السماء: لا للظلم، لا للتخلف، لا للفساد ولا للمفسدين.
[email protected]