ما يشهده العراق من احداث في الساحة السياسية ليست غريبة وليست احداث وليدة لحظة أو احداث فجائية انما هي تداعيات ونتائج لأعمال مر بها العراق ولقرابة ثلاثين عاما من الظلم والاضطهاد والحرمان والطاغوتية والدكتاتورية وغيرها من المآسي التي كان الشعب العراقي يرزح تحتها لا لشيء فقط لأنه مهد الحضارات ولأنه بلد الخيرات وبلد الانبياء والاوصياء ومقر لدولة العدل الالهية في اخر الزمان لذلك كان الطواغيت يتسلطون على شعبه من زمان لآخر وبتخطيط وتمكين من قوى الاستكبار العالمي وكان اخر هؤلاء الطواغيت الهدام الملعون الذي عمل آناء الليل وأطراف النهار على فعل كل ما يمكن لطاغوت منحرف عقائديا واخلاقيا ان يفعله فانتشر الجهل والانحراف والبعد عن الانسانية فضلا عن البعد عن تعاليم السماء المقدسة ونتيجة لذلك رسخت الكثير من المفاهيم الدخيلة على الشعب العراقي العريق ومن هذه المفاهيم التي لها علاقة بموضوع مقالنا هذا هو الاستبداد والدكتاتورية والاستئثار بكل شيء في الدولة مع العلم ان الكثير من العادات الدخيلة على الشعب العراقي التي رسخها النظام المقبور قد لفظها الشعب وذهبت مع ايام الطاغوت السوداء ولم يبق منها الا القليل والسنوات القلائل كفيلة بإزالتها إن شاء الله هذا من جهة العادات التي ارغم الشعب المظلوم على اتباعها والتعامل بها واما ما هو متعلق بإدارة الدولة والسياسة فمع شديد الاسف لم يحصل هناك تغيير ملحوظ في هذا الجانب فالسلطة الحاكمة او رأس الهرم في السلطة والمتمثلة بدولة رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي وبعض اعضاء دولة القانون لا يريدون ان يقتنعوا بالتغيير بل لا يستطيعون تصور ان ما هم فيه من منصب وجاه هو مؤقت لا يزيد على اربع سنوات وقد لا يلامون في ذلك لأنه كما يقال الملك عقيم وخصوصا اذا كان ذلك الملك صدفة ولم يكن بالحسبان ومع شديد الاسف واقولها بمرارة ان رئيس الوزراء قام بفعل الكثير من الامور التي كان يفعلها الطاغية المقبور ظنا منه انها الاسلوب الامثل لقيادة الشعب ولإدارة دفة الحكم خصوصا اذا كان هناك من المستشارين والمقربين من يزينون له الافعال ويحثونه عليها محاولين خداعة وانها الاسلوب الناجع للإدارة متوهمين في نقطة مهمة جدا وهي ان هناك فرقا شاسعا بين شخصية المالكي والهدام من ناحية العقيدة والاخلاق والمنبت الطيب من جهة ومن جهة اخرى ان الشعب في الفترة التي حكم فيها الطاغية المقبور غير الشعب الذي يحكم فيه الاستاذ نوري المالكي والوضع الاقليمي يختلف جملة وتفصيلا لذلك فانه من الخطأ الفادح ان تتبع نفس السياسة في الادارة لسبب بسيط وواضح جدا وهو ان الادارة الاصلية التي استنسخت منها هذه التجربة قد فشلت فشلا ذريعا والحقت بالشعب العراقي المظلوم خسائر فادحة في الاموال والانفس والثمرات وكانت نهاية راس السلطة فيها حفرة لا يسكنها الا الجرذان ثم اودت بها الى حبل المشنقة ثم الى جنهم وبئس المصير فهل يرضى العقلاء من المستشارين او المقربين او المالكي نفسه ان تكون نهايتهم هذه النهاية وقديما قالوا ان الاذكياء هم الذين يستفادون من اخطائهم والحكماء هم الذين يستفادون من اخطاء غيرهم ومازلنا قريبين جدا من الاحداث فهي طرية كما يقولون والامثلة حية .