23 ديسمبر، 2024 5:19 م

المالكي رئيس حكومة مؤسساتها منخورة ؟

المالكي رئيس حكومة مؤسساتها منخورة ؟

مؤسسات الحكومة موجودة، هياكل قائمة، لكنها منخورة. هكذا وصفها رئيسها ، السيد المالكي في لقائه مع مجموعة من المهتمين بالشأن العراقي ،على احدى الفضائيات .
اذن ، لدينا  شيء منخور اسمه الحكومة ، ولدينا رئيس حكومة هو السيد المالكي ،اذا اردنا ان نجمع الجملتين في جملة مفيدة ، تصف حال السلطة التنفيذية اليوم ، ستكون كالتالي : السيد المالكي رئيس حكومة لكنها منخورة ،  وبما ان الحال هكذا، ما الذي تريدون منا قوله لكم .. أكان الله في عونكم ! ام  كان في عون العراقيين ؟ هي الفضيحة التي ما بعدها فضيحة  .هذا ما يفهم من الوصف، وانا اضم صوتي لرأيكم وبقوة انها منخورة ، يقينا هي منخورة ،.
هذه المنخورة ، اقصد الحكومة، هي مسؤولة مسؤولية كاملة ، من خلال تطبيق سياستها على صعيد القطاعات كافة ، عن توفير الامن والغذاء والسكن والتعليم والصحة والرفاهية ، لما يقارب الـ 30 مليون عراقي.
واذا ما علمنا ان مجموع الايرادات  المتحققة من بيع نفط  الشعب العراقي ، خلال الثمان سنوات الماضية ، قد بلغ قرابة 500 مليار دولار ، نصف ترليون دولار ، رقم مرعب ،ونحن نعرف ما هو وضع الامن و الخدمات في العراق, فهو فاشل فشلا ذريعا ، فجميع دول الجوار هي افضل منا ، بالرغم ان البعض منها لا يمتلك النفط، لكن يمتلك مسؤولين وسياسيين غيورين على بلدهم وشعبهم؟
فمع  تخصيصات لموازنات ،السنوات الثمان الماضية  ، لقطاع الامن والدفاع والتي بلغت قرابة الـ 70 مليار دولار، وعديد منتسبي هذين القطاعين بلغ اكثر من ملـــيون فرد بين جندي وضابط ومنتسب. ولا يوجد هناك امن ،  ولا هم يحزنون ، بل هناك تفنن بقتل العراقيين بابشع صور القتل وعلى مدى سنوات ولغاية اليوم . صدقت ، والله انها منخورة . قولي معي : انها منخورة  منخورة.
حينما يتم صرف اكثر من 37 مليار دولار على الكهرباء ، وتبين حسب ما ذكرتم ان هناك محطات غاز لتوليد الكهرباء تم استيرادها بمليارات الدولارات، واتضح انها لا تصلح لعدم توفر الغاز بكميات مناسبة لتشغيلها، وذهبت المليارات هباء منثورا ،مثلها مثل غيرها من عشرات المليارات  التي ذهبت لجيوب المناضلين والمجاهدين السابقين ، الذين اكتشفنا ان نضالهم كان لجيوبهم ، وليس من اجل مبدأ او قضية اسمها وطن ينزف دما ودمعا, وشعب يستحق الحياة بافضل مما كان يعيشها ابان حكم النظام السابق. انها اموال الشعب العراقي الملكوم ( الملجوم ), ومن بيده السلطة والحكم  يفترض ان  يكون اول المؤتمنين عليها .  قولوا معي : انها منخورة منخورة !
حينما تصرف امانة بغداد ودوائر الماء والصرف الصحي عشرات المليارات من الدولارات ، والمياه شحيحة وغير صحية  والمجاري تطفح واذا رحمنا الله بزخة مطر تحولت الى نقمة تغرق بغداد كلها . ورائحة بغداد غير طيبة ، بسب الاوساخ والازبال  واللصوص، وتم اختيارها، عالميا ، من اكثر المدن التي تفتقر للنظافة، اي من اوسخ مدن العالم. والنظافة تصنع الحضارة ، وترى الاوساخ والازبال ماذا تصنع ؟ قولوا معي انها منخورة منخورة .
حينما كل حزب يحمي لصوصه العتاة وهم مؤتمنين ، اما على وزارة او مؤسسة ، ويتم تهريبهم مع المليارات الجميلة المسروقة، وكيف ان هذه القطط السمان والحيتان الكبار والقروش  تمرح وتسرح باموال الشعب العراقي وهي اما بعنوان وزير او عضو برلمان او مسؤول او قيادي في هذا الحزب وذاك التيار، لذا لا نستغرب او نتفاجأ كيف ان بلد مثل العراق  تم صرف مئات المليارت من الدولارات ، من اموال الشعب، والاخير يذبح ويقتل يوميا ومحروم من ابسط مقومات الحياة الاساسية لاي شعب ، فهو محروم من الامان والكهرباء ومياه الشرب الصحية والسكن اللائق للبشر والمدارس والجامعات الرصينة والمتطورة من ناحية الشكل والمضمون ، محروم من الشوارع المعبدة ومن المستشفيات النظيفة حقا ذات الكفاءات الطبية العالية  وتتوفر فيها الاجهزة والمعدات الحديثة ، شعب صرف من دمه ومن ماله الكثير الكثير لم تتوفر له اية بنية، لا تحتية ولا فوقية. قولوا معي : والله انها منخورة منخورة! حينما يتم السكوت عن هروب عتاة القتلة والارهابيين من سجن البصرة ، لا نستغرب من هروب اكثر من الف سجين من سجون بغداد ، تحت انظار الالاف من عناصر الجيش والامن والشرطة المدججين بالسلاح والهمرات ، معقوله ؟ نعم معقوله  ” تره كلش” معقوله ، اذن قولوا معي : انها منخورة منخورة!
حينما تصبح لنا طبق رابعة، بعد الطبقة الفقيرة والمتوسطة ، لتقفز حتى على الطبقة الثرية ، الا وهي طبقة موظفي الرئاسات  الثلاث ” برواتبهم ومخصصاتهم  المرعبة “، حيث ميزانيتها لعام( 2013 فقط ) بلغت اكثر من “ملياري ونصف مليار دولار” اي مايعادل  اقل من نصف ميزانة الدولة اللبنانية تقريبا ، تخيلوا ؟ قولوا معي :  منخورة منخورة  .
سؤال جد منطقي .. اذا كانت هي منخورة، لماذا يقبل معاليكم ان تكونوا انتم رئيسها؟