من الجيد ان يعقد الاجتماع الوطني في وقت تتداخل القضايا الأقليمية والداخلية, وتشرع القوى السياسية بتجميد الأزمات الداخلية, الوقت غير كافي لتصفيرها في الحاضر لحين الإنتخابات التشريعية, وكي لا تستخدم القضايا المصيرية إوراق إنتخابية ضاغطة, الواقع بالمجمل لا يتحمل أكثر من هذه الدماء, وعزائنا الى عزائين وثلاثة ومئات في اًن واحد, وتكون سياستنا الخارجية منعكس للسياسة الداخلية وتجميد الخلافات الإقليمية والحوار, لصد ثقافة القلوب القاسية التي لا تتحرك عواطفها ولا يرف جفنها ولا تحزن وأفعال الجلادين يراد لها ان تفرض علينا ويطلب أن لا نقيم العزاء, ونتراجع عن عوطفنا ولا نذرف الدموع لا أرادي بفقد عزيز, وثيقة الشرف أعداء وأصدقاء أنتقدت قبل ان توقع وشكك بالتواقيع قبل ان يجف حبرها, وجماهير عريضة حملت الأمال عليها, من وقع عراقيون ومن خالفها ايضاً عراقيون.
نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك قاطع المؤتمر رغم إنه من شخصيات القائمة الأكثر قرباً من رئيس مجلس الوزراء, لم يحضر والتقصير واضح في ملف الخدمات الموازي لملف الأمن, ولكن ملفه المالكي أيضاً شائك , منع فيه من الإنتخابات بعد الإعتراض من دولة القانون وشمل بالإجتثاث, وتم دعوة الجماهير لإضفاء الشرعية على منعه مع ظافر العاني , وبذريعة المصلحة والمصالحة الوطنية بين ليلة وضحاها إعيد نائب رئيس وزراء والعاني مستشار رئيس لرئيس الجمهورية, وشارك تحت شعار التوازن الطائفي ويجعل من نفسه رمزاً, تحرك بصورة غير مباشرة لسحب الثقة عن رئيس مجلس الوزراء, تفرد بالعودة للحكومة بعد مقاطعة قائمته, وطرد بعدها من مجلس الوزراء بعد إتهام المالكي بالقول( دكتاتور ونص), وعاد مرة أخرى للظهور في ساحات الإعتصام وجوبه بمعارضة قوية كاد يفقد حياته, المالكي حاول ان يعزز شعبيته بالتحالف معه في مجالس المحافظات بعد النتائج, وفشل تحالفهم في تشكيل حكومات محلية في البصرة والناصرية وبغداد وصلاح الدين, وأعطِي الصلاحية المطلقة في قانون المسائلة والعدالة وعلى أثرها أعاد ألاف البعثيين, ولكن تصدر قائمة متحدون المشهد بأكثر مقاعد ومواقع سيادية جعله يفكر مرة أخرى بالتحالف مع المالكي. النجيفي خلال هذه الفترة تعرض الى إنتقادات لاذعة من نواب دولة القانون ومحاولات سحب الثقة عنه, ولكنه إستطاع ان يجسر بعض العلاقات مع تركيا وايران ومن المحتمل زيارة السعودية وقطر, وتفتح أفاق جديدة من العلاقات الأقليمية, خاصة بعد ذوبان الجليد بعد لقائهم الأول من قطيعة طويلة في بيت الحكيم, وكان اول الحاضرين للتوقيع على وثيقة الشرف, وقاطع ا المطلك, في وقت تبني نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء هذه الوثيقة وهما الحليف المستقبلي. يبدوا إن السياسة العراقية لا تحالف دائم ولا مصلحة ستراتيجة ورمالها متحركة, وهذا الإجتماع كان أقل حضور من الاجتماع الرمزي الذي عقد في بيت الحكيم, في وقت كان الأول لم يسبقة إجتماع والقوى السياسية كان في درجة القطيعة, واستقر الوضع الامني لمدة لشهر وتم اداء مراسيم الزيارة بسلاسة, ويبدو ان هنالك دكتاتوريات ولوبيات تتحرك داخل بعض القوى فرضت شروط مسبقة مما أدى الى غياب بعض الاطراف المهمة ومنها رئيس القائمة العراقية والتيار الصدري والجلبي والأقليات مثل الشبك, وأن الدكتاتوريات تأسس على عشوائية إدارة العلاقات الداخلية ونوع الحاشية , وإنها لا تأتي بالإنقلابات والدبابات فقط, وأعتى دكتاتورية نازية جاءت من الإنقلابات على صندوق الاقتراع, وإن المطلك مرة أخرى يقول المالكي دكتاتور ونص, لكونه في قلب الحكومة وأهل مكة أدرى بشعابها.