23 ديسمبر، 2024 12:49 م

المالكي بعد أن كعّ كأس ثمانيته كعّاً يتوسّل أخرى يلحس بلسانه شفتيه وحولهما يتلمّظ

المالكي بعد أن كعّ كأس ثمانيته كعّاً يتوسّل أخرى يلحس بلسانه شفتيه وحولهما يتلمّظ

إن عجز الانسان عن تقديم شيء من مركز بأعلى المستويات والإخلال بجزء بسيط من متطلّباته ستكون مردوداته كوارث يلجأ هذا النمط من الفاشلين إلى إثارة الغبار حوله والمشاكل الجانبيّة يُغرق محيطه بأعداد لا حصر لها من كلّ من هبّ ودبّ أو دخيل على منصب المستشاريّة , باختصار يلجأ بهستيريا إلى كلّ من يظنّ به يساعده في إخفاء عورات فشله البشع يلجأ أحياناً وكالعادة إلى القطيع الّذي لا يحلو له إلاّ العيش وسطه قطيع من المتخلّفين والمغيّبون عن الدنيا وهم أحياء يُجلسهم مجلساً يحسبه “هكايص” إعلاميّة ستغنيه ,  قطيع مراهقي نعمة هطلت على سيّدهم فجأة .. فعندما نجد على سبيل المثال رقعة جغرافيّة  بحجم ناحية اسمها “آمرلي” ثلاثة أشهر تشتغل عليها آلة الاعلام دوليّاً ومحلّيّاً وتهوّل ما ستفعله جيوشها من عجائب فيها وكأنّه سيكون إنزال نورماندي تلتئم حوله بدر والسلام وحزب الله وعصائب والمهدي وكتائب بمختلف المسمّيات والبيش مركة والجيش العراقي “لمّة شيعيّة لحكومة غير طائفيّة تقتدي فعلاً بنهج آل البيت الإسلامي الشامل!”  فماذا ستنتظرون من الآخر أن يفعل بالمقابل ! , علاوةً على الصحوات ومجاميع من مشاة جيوش بريطانيا وألمانيا  مع قصف جوّي لأسابيع لطائرات ألمانيا وفرنسا وأميركا ولأجل فقط إزاحة مجموعة من الحشّاشين على عدد أصابع اليدين والقدمين حفروا خنادق صغيرة واختبئوا بعيداً في جحور حول هذه الرقعة الجغرافيّة لا أكثر .. شيء فضيع أنّنا نرى تفاهة من سيحرّرون لنا الموصل أكيد أميركا “تتشاقه” مع العالم بهذه الحفنة من المخدوعين يظنّون أنفسهم فعلاً يتّبعون بسلوكهم الموتور هذا سلوك عليّ وسلوك آل البيت ؟  .. كرسيّ العراق فعلاً يضيق  بأمثال المالكي يحتاج سعادته إلى كلّ هذا التشبّث الواضح  لرئاسة ثالثة تتّسع لمقعده ليعاود يجثم ك”الطِرِن” على قلوب العراقيين .. كرسي العراق بات كرسي حلاقة للحف ولإزالة اللحية الشرعيّة والتجاعيد وتقليم الأظافر ولتنظيف الأذن والحنجرة , والأنف ..

صاحبنا المالكي مستقتل على كرسي الرئاسة لغاية اللحظة , وكأنّه يعاني من نقص قديم للجلوس على كرسي , يكاد ينطق من بين عينيه ذلك ولا داعي لأن نوصف حاله البائس الّذي وصل إليه هذه الأيّام يستعرضه أسبوعيّاً أمام الجميع يخرج للناس يعترف بفشله المريع متوسّلاً فرصة تلتقطه ثانيّةً من مهاوي النسيان يهرول هنا وهناك أمام العدسات بلقطات يتموضع لها وكأنّه نجم سينمائي عزّت رؤيته على الجمهور وحضر حفلاً للموسيقى , خلف الميكرفونات يلهث متوسّلاً الصورة والصوت يعيدانه ثانيةً لشبابه الّذي شاب لكرسي أكبر من حجمه بكثير لا يصلح بالنسبة إليه سوى اللعب واللهو فوقه يجهد نفسه لطلب ميكرفون “عوازة” بأيّ صورة من الصور يزاحم به ميكرفون السيّد العبادي , يحاول ما يستطيع يجد له كرسي ثانوي لرئاسة الوزراء لصيق بكرسي العبادي يُطلق عليه “ذو الرئاستين” وهو ما يسعى إليه يحاول العثور عليه بأيّ شكل .. في الحقيقة هو هذا ما كنّا نستشعر وكان في سرّ الكثير منّا منتظر حدوثه ما أن تتبدّل صيغ سياسات القوى الكبرى , وهذه الكبرى افتضح أمرها أمام الملأ الآن , وهذا ما كانت بسببه تصطبغ به كتابتنا بحقّ رئيس وزراء لا يصلح ولا حتّى مديراً لفندق في باب الشعريّة , يا رجل لقد أغرقت البلد بالدماء وبحقّك ملفّات سوداء وحمراء وتبحث عن عودة ! , إذاً ليست عشوائيّة منّا نقدّر ذلك ولا نتاج نفس طائفي لا سامح الله فنحن أبعد بكثير من مثل هذه السفاهات والعقم الأخلاقي .. الولايات المتّحدة  هي المسؤول الأوّل عن وصول شخص بمواصفات المالكي هي وأتباعها من يتحمّلون سيول الدماء الّتي سالت من العراقيين في ثمانٍ هنّ أكثر نزفاً للدماء من ثماني صدّام وخميني , فالرجل لا علاقة له بالسياسة وإن مارسها فلا يحسبها إلاّ من ثقب واحد هو ثقب التكتّل الطائفي والتسلّط من قمّة الهرم على باقي المكوّنات وذلك ما عملت عليه هذه الدولة الكبرى أللاّ مسؤولة حين باشرت بإشعال حرب طائفيّة علّها تستطيع التغطية على وكستها الكبرى في العراق حين علمت أنّها سقطت في مستنقع لا خلاص لها منه إلاّ بعرقنة حربها اللعينة كعادتها , وعملت أيضاً بآلة نفخ هائلة الحجم لإدخال الهواء لمطّاط معاد بحجم غير مناسب ثمّ سوّقته على أنّه قائد عراقي يمسك لها العراق “بقبضة من حديد” ! فنتج لنا نمط من كاريزما تثير القرف بدل أن تثير الانتباه أشبه بمواصفات سيّارة “سايبا” , فما هو المرجو والمتوقّع من بائع مواد ترتبط بالوهم وبالغيبيّات لا ملمس لها حصدها العراقيّون كوارث من هذا الأملس المتملّص , بائع مثل هذه المواد الّتي يتعاطاها السذّج ويتعامل معهم بها وبمثيلاتها ثمّ يقفز فجأةً لمنصب رأس الهرم لحكم بلد مثل العراق ولكن للإنصاف فالرجل يستأهل الإشادة به أيضاً وتحسب له استطاعته بعقله المتواضع البسيط تحمّل كلّ هذا التحوّل الوجداني من النقيض إلى النقيض كالّذي تعرّض له كيانه العقلي والبدني ساعة إعلان تنصيبه .. لو صببنا ماءً مثلّجاً على قدح زجاجي ساخن ماذا ستكون النتيجة ! هو هذا ماتعرّضت له نفسيّة الرجل ساعة تلقّيه النبأ , وهذا ما أثار إعجابنا صموده وثباته الراسخ أمام احتمال هستريا فرح لن تتوقّف استطاع كتم أنفاسها بأعجوبة يُشكر عليها .. لكن ؛ “تفسّر زجاج القدح” له ما يعادله في النفس البشريّة عادةً كأيّ أعراض عكسيّة وبنفس التأثير , إذ اعوجّ الرجل وترجّلت هواجسه شتّى الاتّجاهات وتشكّلت قواطع حادّة جارحة وقاتلة فلم نر منه تصرّفات سياسيّة مألوفة بل كذب مستمرّ انعكس على ثلّته الوزاريّة أوقد في النفوس المستهدفة شرراً يتّقد باستمرار تحرق الأخضر واليابس .. أميركا تعلم جيّداً نتائج سلوك هذا النمط من البشر , فمعاهدها الاستراتيجيّة أقسام خاصّة بدراسة السلوك البشري خاصّة بالمسؤولين أو بمن ترشّحهم  وبالاحتمالات الّتي يتعرّض هذا النمط وانعكاساتها على تصرّفاته , ليس من باب تضخيم أو تهويل للقوى الكبرى بل هي هذه من طبيعة التحضيرات قبل شنّ العدوان .. مجرد لهفتك الواضحة سيّد المالكي بأمل عودتك للسلطة هو امتهان ودوس على كرامة العراقي الشريف أينما كان دعك من المنافقين وأنت تعرفهم , ذلك بحسب وجهة المنطق ما يعني انّك غير مبال لمشاعر العراقيين لو سعيت لهذا تسترخص العراقي لأجل إشباع غريزتك في التسلّط والمباهاة وبذخ الأموال لتثبيت حكمك العراق إلى الأبد بحسب ما تنطق لذلك عينيك ..