قيام عدد كبيرمن الطارئين على العمل القيادي وانقيادهم واستعبادهم من إطراف حزبية وسياسية وكتلويه وطائفية أدى إلى فقدانهم الاستقلالية في نقل حال البلد التي يمر بها وطننا العزيز بشكل جاد وحرفية ومهنية عالية وحدوث ثغرة في منظومة العمل الوطني سببته بطبيعة الحال من تأزم العلاقة بين الكتل السياسية والعاملين في هذا الحقل وبين المواطن الذي أخذ ينظر بشك وارتياب وعدم احترام العاملين في هذا الميدان الكبير واستبدال وتواطؤ ملحوظ مع الأجندات التي تحملها هذه الإطراف ولا تريد لبلدنا الغالي إلا الدمار والخراب , حكومة بغداد الاخيرة تعكس حالة العزلة التي عاشتها لمدة اربعة سنوات والإخفاقات المتوالية التي تواجهها ، محنة هذا البلد في أوضح صورها والحاضر البائس الذي يعيشه والمستقبل الغامض الذي ينتظره , الإجماع الوحيد الذي يوحد العراقيين على مختلف طوائفهم وأعراقهم ومذاهبهم في الوقت الراهن على الأقل هوعدم تولي السيد نوري المالكي رئاسة الوزراء للمرة الثالثة ، وان العراقيين اليوم لا يصدقوا بأكذوبة الديمقراطية الأمريكية لما جرته عليهم من مصائب وكوارث وتطهيرعرقي ومئات آلاف الشهداء وملايين ألجرحى , ينسي السيد المالكي أن العراق بلد خاضع للاحتلال الإيراني ، ممزق الأوصال يعيش فوضي دموية , نعم ان العراق تحول إلى ضيعة من ضيعات ايران ، بفضل سياسيين عراقيين من أمثاله تعاونوا مع مشاريع احتلال بلادهم للإطاحة بالنظام السابق ، لإشفاء غليلهم الشخصي ، وعندما وصلوا إلى الحكم قدموا البديل المرعب الذي نراه حاليا ، لأنهم تصرفوا انطلاقا من أحقادهم الطائفية ، ونزعـــتهم الدموية الانتـــقامية وفشــــلوا في أن يكونوا حكاما للعراق الواحـــد المتعــايش ، وهم الذين رفعـــوا راية الدعــوة الإسلامية عــندما كانوا يطالبون بالمساواة والتسامح إثناء منفاهم في دول الجوار ,
ان رضوخ السيد المالكي الذي أعلن عنه مؤخرا لبعض شروط ومطالب خصومه برفع الحظر عن توظيف البعثيين في الحكومة أو تجنيدهم أو إعادة الضباط السابقين إلى الجيش ، بعد تصاعد الضغوط الأمريكية عليه ، هو تأكيد على عدم استقلال قراره أولا ، وخطأ السياسات التي تبناها ، هو ، ومن سبقه ، وعلى رأسها قراراجتثاث البعث وحتى انتقادات السيد المالكي للجيش الأمريكي وعملياته العسكرية الدموية التي أودت بحياة المئات من الأبرياء في المدن العراقية ، جاءت أيضا من منطلقات طائفية ومذهبية ، لان السيد المالكي لم يوجه هذه الانتقادات للأمريكيين وقواتهم ومجازرهم عندما كانت تستهدف المدنيين
العراق ظل عزيزا سيدا مهابا عندما كان يحكمه الغيورون علي هويته العربية الإسلامية ، المدافعون عن كرامته الوطنية ، ولم يتحول إلى هذه الصورة المحزنة المؤلمة ألا بعد أن حكمه الطائفيون المتواطئون مع الغزاة المحتلين ,
نذكّر السيد المالكي وجميع اقرأنه باحتفالات دخول الدبابات الأمريكية عاصمة السلام بغداد الحبيبة ، وقرارمجلس الحكم باعتبار يوم سقوط بغداد عيدا وطنيا يستحق الاحتفال ، لأنه يؤرخ لمرحلة التحريرالمجيدة , هزيمة المحررين الأمريكان ، وانسحاب القوات الغازية ، وتزايد المطالبات بانسحاب قوات السفارة الأمريكية تأكيد علي أن الهزيمة قد تحققت ، وان البقاء بات مستحيلا
لهذا الرجل ولكن الدرس الذي يجب أن يستخلصه السيد المالكي وكل الذين دخلوا العراق مع الاحتلال ، هو أن يستذكروا دروس زملائهم الفيتناميين الذين تعاونوا مع المحتلين الأمريكيين .
السيد المالكي لا يحب أن يعتذر وزملاؤه للشعب العراقي عن المستنقع الدموي الذي أغرقوه فيه فقط وإنما أن يقدموا جميعا إلى المحاكمة ، لأنهم يشتركون مع الغزاة والمحتلين الأمريكان ، في مسؤولية استشهاد مليوني عراقي وتشريد خمسة ملايين آخرين وكان أخر فصول المهازل الهجوم بالبراميل الحارقة على الفلوجة ، علاوة على كل المآسي الأخرى التي تحل بالعراقيين حاليا , لان الجرائم التي ارتكبوها تتواضع إمامها خجلا جرائم النظام العراقي السابق والسؤال يطرح نفسه على الساحة العراقية من نصب نوري باشا المالكي على رأس الحكم في العراق في اربيل الشعب أم السياسيين ,انتم وحدكم تتحملون هذا الأمر ليس الشعب ,