المتابع المنصف والذي يحكم عقله فيما يمر به الشعب العراقي من ادارة الحكومة التي تتولى زمام الامور يخلص الى نتيجة مهمة جدا وهي ان الاسلوب السائد في الادارة والذي يتبناهدولة رئيس الوزراء مبني اساسا على التلاعب والمشاطرة وتتبع العثرات وبصورة ادق كأننا في مقهى شعبي من المقاهي البغدادية في الاربعينات والخمسينات حيث ان الغالب في كل موقف اكثر الناس خداعا وتحايلا واستثمارا للفرص والهفوات التي تصدر من الخصوم وقد لايعجب هذا الكلام البعض ولكنه الحقيقة والحقيقة المرة التي يجب ان يلتفت لها الشعب العراقي واما تحميل الامور اكثر مما تستحق واكثر مما تتحمل فهو مما لايقبله العقل فالبعض يتصور ان هناك تخطيط واستشارة وخطط استباقية تتحرك بموجبها الحكومة وغيرها من الامور العقلائية التي اصبحت من البديهيات عند ادنى الدول في الوقت الحاضر بينما الحقيقة عكس ذلك تماما فدولة رئيس الوزراء يتبع سياسة خاصة في ادارة الدولة لايوجد نظيرها الا في مقاهي الفضل والاعظمية فمثلا لوصدر مقترحا او مشروع قرار او مبادرة او شيء يراد منه تقديم خدمة لأبناء شعبنا المظلوم ومهما كان نية الجهة التي قدمت المشروع سواء كانت لله او دعاية انتخابية او لغرض تجاري او لأي السبب المهم ان به نوعا منالخدمة لهذا الشعب المظلوم نجد ان دولة رئيس الوزراء والحاشية التي تحيط به وتقدم الاستشارة نجدهم يبذلون قصارى جهدهم في تسويف ذلك المقترح او الغائه بالمرة كما حصل امام المطالبة بنسبة 25% من الواردات او منحة الطلبة واخرها مشروع البترو دولار وهو الذي تم اقراره للمحافظات المنتجة للبترول او الغاز هذا المشروع الذي تقريبا يتبناه المجلس الاعلى لذلك وحرصا من دولة رئيس الوزراء على الا يسمح لجهة معينة ان تتبنى مشروعا يخدم الناس وفي نفس الوقت تستخدمه لكسب التأييد الشعبي لها قام واكرر عن طريق الاستشارة الشيطانية بمحاولة تسويف الموضوع وابدال الخمسة دولار المقررة للمشروعبدولار وربطها بالفائض او الحاجة وغيرها من الامور التعجيزية وتضمين ذلك في الموازنة والتي ارسلت الى مجلس النواب ولكن ما لذي حصل ؟ الشيء الذي حصل لم يكن يخطر في ذهن الحكومة حيث بدأت اصوات الحكومات المحلية تتعالى للمطالبة بإعادة الخمسة دولار وعقد اجتماع ضم ثمانية محافظات هي تقريبا المنتجة والتي تكون مشمولة بالبتر ودولار وتمخضالاجتماع الذي حضرته لجنة الطاقة في مجلس النواب عن بيان يطالب مجلس النواب بعدم المصادقة على الموازنة واعادتها الى مجلس الوزراء والزام مجلس الوزراء بإعادة الخمسة دولار ولم ينته الامر الى هذا الحد وانما هناك توجهات في هذه المحافظات وخصوصا البصرة والعمارة الى الدعوة الى الخروج بمظاهرات تطالب الحكومة بإنصاف الشعب في موضوع البترو دولار واجراءات اخرها وبذلك وقعت الحكومة في موقف لاتحسد عليه فهي اما ان ترضخ للمطالب وتعيد الخمسة دولار وعندها ترتفع شعبية الجهات التي كانت تطالب بذلك او ان الحكومة تصر على تعنتها ورفضها لخدمة الشعب وتصر على موضوع الواحد دولار وعندها ستكون النتيجة التي بدأت ملامحها تظهر شيئا فشيئا وهي ان الحكومة ستخسر اصوات تلك المحافظات وعندها لن تنفع اضحوكة تحويل الاقضية الى محافظات ولن ينفع توزيع الاراضي الذي تتبجح به الحكومة ولن تنجح المحرقة التي بدأت تلتهم شباب العراق بحجة الحرب على داعشوالارهابوعندها يصدق المثل العراقي المعروف “اجة يكحلها عمها” فالمالكي اراد ان يثبت انه القائمة الاولى في هذه المحافظات فاذا به يفاجئ بانه يخسر اصوات اهم المحافظات وهي البصرة والعمارة.