8 أبريل، 2024 10:32 ص
Search
Close this search box.

الماضوية الجاثمة والمستقبلية الهائمة!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

المجتمع العربي يستحضر الماضوية ويجهل المستقبلية , ولكي يكون ويتحقق عليه أن يستحضر المستقبلية , وهذا يتطلب رؤية موضوعية حية فاعلة في الوعي الجمعي لأخذه إلى آفاق العصر والحياة الحرة الكريمة.

فلا يمكن لمجتمع أن يكون وقد جثمت على صدره وكتمت أنفاسه أهوال الماضيات الغابرات , التي لا تعرف الرحيل بل تقيم في عقله ووجدانه وروحه وتمنعه من إستنشاق هواء زمانه ومكانه.

بل حتى على مستوى الفرد , لا يمكن للشخص أن يكون ويتقدم إذا تكبل بماضيه , ولم يستحضر الصورة المستقبلية التي عليه أن يكون فيها , فالطبيب أصبح طبيبا لأنه إستحضر في وعيه صورة أن يكون طبيبا , وعمل بجد وإجتهاد على تحقيقها , وكذلك المهندس والكاتب والعالم , ورجل الأعمال , وأي حالة أخرى فصاحبها يصل إليها لأنه قد إستحضرها في وعيه ومضى نحوها بما عنده من الطاقات والقدرات.

وما ينطبق على الأفراد ينطبق على المجتمعات , وبما أن المجتمع العربي بلا قيادة ذات رؤية مستقبلية وقدرة على إستحضار ما سيكون عليه الحال , فأن البشر سيعيش خاليا من الحماس والجدية في الإنطلاق نحو مستقبله والتحقق فيه.

فهل وجدتم رؤية إيجابية ذات حضور في الواقع اليومي للبشر , لكي تضخهم بطاقات الوصول إليها , أم أنها أقوال فارغة لا قيمة ولا معنى لها؟

إن المجتمعات الحية المعاصرة , لا ترى بعيون الحاضر وإنما بعدسات المستقبل , وتستحضره حيا في وعيها الجمعي لكي تتمكن من معرفة آليات الوصول إليه والتحقق فيه , ولا تستحضر ما سلف , لأنه سيكون عثرة وحجابا أمام تبصرها وإدراكها للمستقبل الذي تعيشه في وعيها المتيقظ الوثاب.

وهكذا فأن المطلوب من المجتمع أن يسري فيه تيار عارم يحمل بأمواجه المستقبل ويكشفه أمام أعين الناظرين , لكي يتحمسوا نحوه ويستلهموا قدرات الكينونة التي تدفعهم إليه , وبدون إستحضار المستقبل حيا وخلع الماضي وطرحه ميتا لن تقوم قائمة للعرب.

فهل من جرأة لإسقاط الماضي بالضربة القاضية وإستحضار المستقبل بالهمة العالية؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب