17 أبريل، 2024 12:03 م
Search
Close this search box.

الماركسية ناجحة والعرب فاشلون؟!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

جولة في دول أوربا الشرقية تُعْلِمُك بوضوح أن الماركسية نظام سياسي إقتصادي تعبوي فكري ناجح , وأنها أسست في هذه الدول نظام حياة صناعي إنتاجي له قيمته الإقتصادية والحضارية.
فشعوب أوربا الشرقية , إستثمرت في الماركسية وإستوعبتها وتدارستها وأدركت جوهرها , وأوجدت آلياتها اللازمة للتفاعل معها وتأكيدها كنظام سياسي نافع لتحقيق طموحاتها , وكانت معظم هذه الدول , وربما لا تزال , تصدر إنتاجها إلى دول الدنيا قبل بزوغ العملاق الصيني وهيمنته على السوق العالمية.
وفي دول أوربا الشرقية إهتمام بارز بالصناعة والزراعة والتعليم والخدمات بأنواعها , فالماركسية أقامت بنية تحتية واعدة وكفيلة بإنطلاق وتطور تلك الدول.
والماركسية وردت إلى مجتمعاتنا وأسست أحزابها التي ما وعتها وأخذت قشورها وتوهمت بما ليس فيها , ففشلت وتحطمت وصار أصحابها من المنبوذين والعاجزين على الإتيان بما يصلح للبلاد والعباد , رغم توفر الفرص المتكررة التي أساؤوا إستثمارها , وتوهموا بالمواجهات الدامية.
قد يقول قائل بأن السبب هو الدين , وإعتبار الماركسية ضد الدين , لكن أصحابها العرب لم يتمكنوا من طرح متوافق مع الواقع والذهنية السائدة ولم يأخذوا منها ما هو صالح ومفيد , وإنما إتبعوها بعماء وجهل فاضح لها.
فإنهمكوا بنشاطات خسرانية ومواجهات مع الأحزاب الأخرى , التي أُنشِئَت لمواجهتها وللوقوف بوجه المد الشيوعي في المنطقة.
وهذه الأحزاب هي الدينية والقومية التي واجهت الماركسية وحجّمت دورها , وجعلت الماركسيين غائصين في مواقفهم الإنفعالية التي تحققَ الإستثمار فيها ضدهم.
وفي اليمن الجنوبية أوجدت الماركسية دولة , لكنها لم تحقق إنجازات إقتصادية وصناعية وزراعية وثقافية وإجتماعية يُحتذى بها وتقضي على الإدعاءات المضادة .
فالعيب ليس بالفكر والرؤى وإنما بالذين لا يدركون جوهرها ومنطلقاتها وهذا ينطبق على العقائد كافة , قومية ودينية وغيرها.
فكل فكرة يمكنها أن تكون طيبة النتائج إذا توفر لها قادة يستوعبونها ويعرفون معاني وممكنات الحياة الطيبة.
فالماركسيون العرب إنطلقوا في مشروعهم التظلُمي القهري وما جنوا غير الحصرم!!
فهل درسوا وإستوعبوا جوهر الماركسية ولبناتها الأساسية قبل الإدّعاء بها , الشك كبير في ذلك!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب