23 ديسمبر، 2024 1:46 ص

“المارد” التركي

“المارد” التركي

الحملة التركية ضد حزب العمال الكردستاني الحالية،تاتي في اطار الحرب المبطنة ضد الاكراد في تركيا،و اقرانهم في العراق وسوريا وايران وهي رسالة قوية وواضحة لهم ،العقدة”الكردية”ملازمة لانقرة منذو عقود ،ليست حالة انية او افتعالية بل هي ازمة داخل المنظومة السياسية في هذا البلد الذي هو في وضع لايحسد عليه حاليا،بسبب تنامي الحركات الجهادية على مرمى حجر منه،وتوجه انقره للحل العسكري او الامني لم ياتي اعتباطا،انما جاء لاسباب جوهرية في مقدمتها رفع حزب العمال الكردستاني حالة السلام معها على خلفية شن الجيش التركي هجمات على مواقعه، و تمرد حركات مسلحة تقاتل في سوريا والعراق على قواعد اللعبة التركية،لكن مايثير الاستغراب هو تمادي الجيش التركي على الاراض العراقية بطريقة “همجية”اشبه “بعصابات الكابوي” مستغلة الوضع الامني المنهار في البلاد ،هذا اسلوب لايمكن وصفه الا”بالمشين” واشار اليه النائب العراقي مثال الالوسي بكل صراحة قائلا” ان ” تركيا تحتل أكثر من 30 كم من الاراضي العراقية وبدأت ببناء قواعد عسكرية على الاراضي المحتلة فضلا عن تواجد الياتها العسكرية” ،ودعا الالوسي الى عقد جلسة طارئة لمجلس النواب للإعلان عن احتلال تركيا للأراضي العراقية،مستهجنا في الوقت نفسه ” صمت الحكومة العراقية على هذا الاحتلال المفاجيء” ، معتبرا ان ” سكوت حكومة بغداد على هذا الاحتلال دعوة لتركيا لزيادة توغلها في اراضينا”،كلام الالوسي دليل على ان تركيا لها اطماع في دول الجوار،وان ذريعتها بمقاتلة الاكراد لا تقوم على اساس موضوعي ومنطقي لأن المشاكل الحدودية من هذه الشاكلة يحدث في كل المناطق الحدودية في العالم ،خصوصا في الدول ذات الطبيعة الطوبوغراقية المعقدة والتي يصعب السيطرة عليها بصورة تامة ولكن لا تصل الخلافات بين هذه الدول الى الحد التي تهدد احدهما الاخر بالقيام بعمل عسكري او اجتياح، الا اذا كانت لها اهداف مشبوهة تجعل من الخروقات الحدوية مبررا لتحقيقها،لهذا على الحكومة العراقية وقف “المارد”التركي من خلال القنوات الدبلوماسية او الحشد العسكري على الحدود بين البلدين لان تهديدات انقره يجب ان تاخذها بغداد على محمل

الجد وعدم الاكتفاء بالاستنكار والكلام الدبلوماسي المنمق لان بلد مثل تركيا لايفهم سوى لغة القوة والتاريخ خير شاهد على ذلك.