19 ديسمبر، 2024 2:20 ص

الماديات… والمعجزات

الماديات… والمعجزات

“عصر المعجزات قد انتهى”
وهذا كلام صحيح للاسباب التالية:
?اولا. ان عصر المعجزات، كان موجودا فعلا، والان قد انتهى.. يعني المعجزات، كانت موجودة، في عصور سابقة.. وهذا الكلام، المادي، او الالحادي، بالرغم من كونه يحاول ان ينفي وجود المعجزات، لكنه يثبتها..
◾لانه لا يقول” لا توجد معجزات” بل يقول..
“زمانها قد انتهى، فلا تنتظروا معجزات، حاليا”…
?ثانيا.
يمكن القول، عصر المعجزات، قد انتهى، لان العقل البشري تطور، نسبيا، وهو اكثر منطقية، ويمكن ان يستقرئ المعلومات ويحللها ويستنتج منها..
واعتقد، ان المقصود هي معجزات الأنبياء والمرسلين.. لانهم قد احتاجوا صناعة الخوارق، لشد انتباه البشر، لاجل ايصال فكرة وجود خالق للكون… بل لاجل اثبات انهم أنبياء ورسل.. لماذا؟؟
◾لان البشر، عموما، يعلم او يشعر بوجود خالق او قوة غيبية، ولا يحتاج إلى معجزة، لاجل ذلك… بل يحتاج معجزة ليتاكد من ان ابراهيم او موسى او عيسى او محمد، عليهم الصلاة والسلام.. هم، فعلا، ممثلين عمن ارسلهم.
اي المعجزة، لاثبات، هوية الرسول. لماذا؟؟
◾ييدو ان المعجزات، كانت موجودة قبل عصر الرسالات.. او ان الرسول، كان هو المعجزة ولا يحتاج إلى معجزة.. كيف؟
لاحظ:
“وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَن قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولًا (94_الاسراء)”
من الاية، يبدو ان الاعتراض ضد بشرية الرسول، وليس ضد موضوع الرسل… لماذا؟
◾يمكن القول ان البشرية، كانت تأتي اليها رسل، لكنهم ليسوا ” بشرا”.. لاحظ في اية٧٥ من الحج:
” ٱللَّهُ يَصْطَفِى مِنَ ٱلْمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ ٱلنَّاسِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌۢ بَصِيرٌ”
وهذا يثبت قضيتين:
◾ان الرسل، كانوا ملائكة، في عصر ما.
◾◾ان الترتيب في الاية، يعني ارسال الملائكة في عصر، قبل عصر الرسول البشري..
?ثالثا.
يبدو ان عصر المعجزات قد انتهى لان العقل البشري قد تطور نسبيا، بما يمكنه من تصور المجردات. كيف؟
لقد بدات الملائكة بتبليغ الرسالات، في عصر يتناسب مع المستوى النوعي الغالبي، للعقل البشري، الساذج حينها…
لكن، وبعد ان صعد هذا المستوى، وتجرد، نسبيا، اصبح الرسول من البشر، وليس من الملائكة.. وقد ياتي عصر، بعد ملايين السنين، يكون فيه العقل البشري هو الرسول الباطني، ولكنه قد يحتاج الرسول الخارجي، لاتمام مهمة الهداية، ولادارة المجتمع.
وليس كما يطرح الان “الوعي قائد” وهو يعبر عن اشاعة الفوضى ليس الا.. لان الوعي يكون بمقدمات منطقية وملازمات اخلاقية وقيم عليا. ولا يصح بدون ذلك.
✳️لكن.. ما هو الهدف النهائي من كل هذا؟؟
نعم، يمكن القول، ان هداية البشرية، هي الهدف من المعجزات، والرسالات.
والهداية، انما تكون، لاجل الوصول للعدالة، ليس الا..
العدالة، بمستواياتها واتجاهاتها كافة.
✴️او يكون الهدف هو نظام مثالي.. كما يصطلح عليه الشهيد الصدر (رض) بالاطروحة العادلة الكاملة.. ويمكن الرجوع لموسوعته، لاجل التفصيل في هذا الموضوع..
?ولكن، يبقى السؤال. هل توجد معجزات؟
او هل توجد معجزات حاليا؟
ويمكن الجواب، كالتالي.
◾اولا..
الماديون، لا يمكنهم انكار وجود حالات غريبة وخوارق، وان رفضوا الاقرار بها. واحيانا، استخدموا بعضا.
مثلا، لجأ الاتحاد السوفيتي (سابقا) الى ذلك، وهو ابوالمادية ودولتها. فقد اسست مخابراته قسم الباراسايكولوجي، او القوى الخارقة، ايمانا منها بوجود الخوارق والسحر والجن.
✴️ويبدو ان اغلب الانظمة المادية والعلمانية، لديهم مثل هذا القسم، حاليا.. في مخابراتهم..
◾ثانيا..
الماديون، لا يمكنهم انكار الاحلام والرؤية.. نعم قالوا، انها انعكاسات لما نراه في الواقع..
ولكن…
هل يمكنهم ان يفسروا لنا، تلك الرؤى التي تحصل يوميا، وتتحقق في اليوم التالي.
◾ثالثا
يبدو ان المعجزة، حسب فهمهم، هو كل ما لا يخضع لقوانينهم، ولا تفسره لنظرياتهم.. او يهجز الفكر المادي عن تفسيره..
وهذا رفض لاية احتمالات اخرى، لا يدركها الماديون.. وهو تكبر.. وجهل..
✳️لان عدم الوجدان لا يعني عدم الوجود..
اي، ان عدم علمنا بوجود شيء، لا يعني عدم وجوده..
فليتواضع اهل المادية.. وللحديث بقية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات