19 ديسمبر، 2024 1:07 ص

المؤسسات الاقمارية مشاريع تنموية

المؤسسات الاقمارية مشاريع تنموية

تعودت وزارة الشباب والرياضة ان تضع سنويا لكل مشاريعها وانشطتها خطة عمل مدروسة وهادفة في إطار استراتيجيتها التي تهدف الى تحديد الاولويات التي من شأنها ضمان تنمية وتطوير قطاعي الشباب والرياضة بما يتوافق مع وثيقة السياسة العامة للدولة والدستور العراقي. ولم تأت هذه الخطط إلا بعد اجتماعات متواصلة مع المعنيين ابتداء من اصغر وحدة عاملة في الوزارة كالمنتديات وانتهاء بكل الدوائر وهيئة الرأي التي هي اعلى هيئة قيادية في الوزارة.

لقد نجحت الوزارة بنسبة ما في وضع وتنفيذ هذه الخطط مقارنة بالوضع العام وما يعاني من تعقيدات رغم تحفظنا على اداء بعض الدوائر والمديريات والاقسام ولكن لاتزال الفاصلة كبيرة للوصول الى نتائج طموحة من الخطة في النوعية والتأثير والأداء، وهناك خطوات متطورة لتحسين الخطة وذلك في المتابعة وحسن الاداء والإنجاز في سبيل صياغة مخرجات الخطة وفق المعايير والأسس العلمية .

لقد فتحت الوزارة الباب واسعا الى منظمات شبابية ورياضية من خارج الوزارة وقدمت لها الدعم في مبادرات متعلقة بانشطة شبابية ورياضية تهدف الى تنمية الوعي وتركيز الانتماء وترسيخ الهوية وحب الوطن، والاسهام في بنائه وفقا لخطتها الشمولية ضمن استراتيجيتها المرسومة. ولو تفحصنا خطة الوزارة للعام 2013 لوجدناها تتضمن مشاريع جديدة نعتقد أن تنفيذها يتوقف على تعديل لبعض السياسات والاستراتيجيات المعرقلة لعمل الوزارة، وذلك بتبني مؤسسات اقمارية رياضية وشبابية بما تخدم الوزارة بشكل يخفف من تعقيدات الادارة المركزية للحكومة المثقلة بقوانين الرقابة المالية التي تعرقل تنفيذ السياسات المرسومة.

ويمكن تعريف المؤسسات الاقمارية بأنها مؤسسات شبه حكومية لها مجالس إدارة مستقلة، وتمتلك الحرية في العمل وبرأسمال ناجم من دخل الوزارة من مشاريعها وممتلكاتها، وكذلك الدخل الناجم من الرياضة الاحترافية والاعلانات وموارد اخرى، وتعمل بشراكة مع وزارة الشباب في قطاعات الشباب والرياضة بشكليها العام المتمثل بالقطاعات الحكومية والخاص المتمثل بمنظمات المجتمع المدني وذلك لخلق استثمارات جديدة لتطوير هذين القطاعين .

إن من اهم اهداف الاستراتيجية للوزارة هي ان يعيش شباب العراق، وهم شريحة تمثل اكثر من نصف شعبه، في أمن وسلام وأن تجعل رياضتهم في رقي وتطور، وان تجعل من العراق بلدا امنا (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ )، وهذه مهمة وطنية كبيرة وصعبة، لا يمكن أن تتم إلا بتبني الجميع مجموعة من القيم النبيلة من متبنيات هذا المجتمع العريق، كالعقائد الدينية وفضائل حب الوطن والعدل وحقوق الإنسان والصدق والأمانة، يضاف اليه العمل بروح الفريق الواحد والتعاون على البر والتقوى مع الإبداع والتميّز.

ويعبر قانون وزارة الشباب والرياضة عن رؤية شاملة لعمل الوزارة، وهو يهدف إلى تحقيق نمو أساسي ونقلة نوعية في قطاعي الشباب والرياضة، وبهذا كان  للوزارة الحق في ان تخطو خطوات متسارعة نحو الامام بشكل تتجاوز الروتين وتكون أكثر فاعلية، بتبني مشاريع متنوعة رياضية كانت او شبابية وحتى اقتصادية وبنيوية عامة في ظل الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي وذلك من خلال ثلاثة ركائز اساسية هي:

1ـ تشجيع وتقوية دوائر النشاط والاذرع الفاعلة فيها بمشاريع طموحة واخراجهم من العمل الوظيفي الروتيني اليومي عبر ربط الانشطة بمخرجات مادية ومعنوية تشجع العاملين والمساهمين في النشاط ضمن الخطة السنوية بعمل مشترك ضمن مؤسسة تؤدي الى الاستثمار بالايدي العاملة وتوجيه تشغيل الشباب نحو الاهداف المرسومة.

2ـ توجيه الدوائر الساندة في الوزارة على ان تكون عاملا مساهما في المخرجات المذكورة ومشاركا معها في النتائج وذلك عبر تبني خطط رأسمالية ناضجة ومعلومة النتائج. إن الامكانات المادية والعلمية المتوفرة في هذه الدوائر قادرة على ايجاد نقلة نوعية في الاداء وإيجاد محفزات وفيرة للعاملين في الوزارة .

3ـ إن الادارة الواعية والقيادة الحكيمة من قبل هيئة الرأي في النقطتين أعلاه سوف تؤدي تأسيس مشروع استراتيجي ضخم يحرك الناشطين والرياضيين من الشباب عبر خطط هادفة ورابحة في العمل والاداء، وبناء تنافس شريف بين هذه الشريحة الواسعة، وتجعل من وزارة الشباب ومؤسستها المستقلة المحرك الاساسي في بناء بلد مستقر آمن يسوده السلام والمحبة، كنتيجة لقدرة وفاعلية الشباب في إدارة دفة الامور وذلك بالاعتماد من بناء منظور جديد في مجال الاستثمارات العمومية من شأنه تعزيز وترسيخ مبدأ الأفضلية الوطنية المرتكز على إعطاء الأولوية والأفضلية للوزارة ومؤسساتها التي حققت نتائج إيجابية .

إن الوزارة ستتبنى هذا المشروع ضمن خطتها لهذا العام والأعوام المقبلة اضافة الى انشطتها ومشاريعها ومتبنياتها المرسومة في استراتيجيتها واستراتيجية الدولة العراقية، والألفية التي تبنتها الامم المتحدة. وان تفعيل دائرة التمويل الذاتي والاستثمار ووضع نظامها الداخلي والحصول على اكبر الامتيازات من وزارة المالية والوزارات القطاعية الاخرى لدعم الاستثمار سيضع الوزارة في السلم الاول من الرقي باتجاه اهدافها، وان هذا العمل صعب نوعا ما، لكن بوجود قيادات وكوادر عالية الهمم ومؤمنة بالله وبناء هذا البلد في وزارتنا والتي اثبتت في ادائها انها عائلة واحدة ومساهمة في كل شئ لانجاح الوزارة والتي هي وزارة الجميع، سيسهل الأمر على هيئة الرأى لتنفيذ هذه المهمة الاساسية، ولنتذكر في ذلك الحديث
القائل: ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ).

*وزير الشباب والرياضة

أحدث المقالات

أحدث المقالات