18 ديسمبر، 2024 9:48 م

المؤامرة کما يراها خامنئي

المؤامرة کما يراها خامنئي

يبدو إن المرشد الاعلى للنظام الايراني مولع بإستخدام”نظرية المٶامرة” کلما کان هناك تحرك شعبي عام يستهدف نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أو نشاط من شأنه تقويض هيمنته ونفوذ نظامه على بلدان المنطقة، إذ أن خامنئي وکما زعم بأن إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، حيث خرج الشعب الايراني في أکثر من 166 مدينة ضد النظام داعيا لإسقاطه وبالموت له شخصيا، هي مٶامرة خارجية بقيادة مجاهدي خلق، فإنه عاد ليزعم بأن التظاهرات الصاخبة للشعب العراقي خلال الايام الاخيرة، هي أيضا مٶامرة، والذي يثير السخرية أکثر، إن أئمة الجمعة في معظم المدن الايرانية والذين هم يمثلون خامنئي قد هاجموا إنتفاضة الشعب العراقي وإتهموا مجاهدي خلق بالوقوف ورائها!!
هذه النظرة السطحية والواهية والمخادعة لتحرکات الشعوب ضد الظلم والطغيان والفساد وتصويرها على إنها ترتبط بمٶامرة تمثل بٶس وعقم النظام الايراني وإنه قد وصل الى مرحلة صار يرى فيه کل تحرك ضده حتى وإن کان من جانب شعبه بأنه مٶامرة خارجية، وهذه الکذبة لم تعد تنطلي على أحد، إذ أن ماحدث وجرى في إيران في 28 ديسمبر/کانون الاول2017، وماجرى ويجري في العراق إنما يعبر عن إرادة حرة لشعبين وليس لمٶامرة مزعومة.
تخوف النظام الايراني من التظاهرات العراقية دون کل بلدان العالم الاخرى، کان أکبر دليل على إنه يقف في جبهة معادية للشعب العراقي وإنه لايريد خيرا لهذا الشعب خصوصا وإن معظم المتظاهرين هم من أبناء الشعب العراقي من مختلف شرائحه وطبقاته ومکوناته وفي مقدمتهم المکون الشيعي، وإن وصف تظاهرتهم للمطالبة بحقوقهم وإنهاء نفوذ النظام الايراني في العراق بالمٶامرة هو وصف وقح لايمکن قبوله إطلاقا بل حتى إنه مرفوض إطلاقه على إنتفاضة الشعب الايراني نفسه إذ عندما ينتفض شعبا في أکثر من 166 مدينة ضد نظام فمن العار أن يبقى هذا النظام في الحکم بل لو إن ماجرى في إيران في 28 ديسمبر/کانون الاول2017، في أي بلد آخر بالعالم لما کان النظام السياسي باق ولذهب بعاره ولکن في إيڕان حيث نظام ديکتاتوري إستبدادي ليس لم يذعن لإرادة الشعب وإنما وقف ضده بکل وحشية وأثبت معدنه وماهيته الرديئة للعالم کله.
الاوضاع في إيران وفي بلدان المنطقة وخصوصا العراق، تسير بإتجاه رفض دور ونهج النظام الايراني الذي صار يشکل عبئا وثقلا ليس على الشعب الايراني فقط وإنما على شعوب المنطقة والعالم أيضا ولذلك فإن تصاعد مشاعر الرفض والکراهية ضده هي بداية تمهد لتغييره.