23 ديسمبر، 2024 4:17 ص

المؤامرة الاستعمارية حقيقة وسيفهم المثلوم ايران في خطر

المؤامرة الاستعمارية حقيقة وسيفهم المثلوم ايران في خطر

الشكل العام الذي تعيشه المنطقة العربية والاسلامية يؤكد بما لا يقبل الشك بأنه يخضع لمنهج تآمري مدروس كبير مخطط له من قِبَل دول ومصادر لها مكانتها وتأثيرها في العالم هذه الرؤيا لا تقتصر على الناس المختصين والمتابعين للشؤون الساسية في العالم وفي مناطقهم . بل تتعداهم الى شريحة واسعة من مثقفي السياسة والفكر . سيعترض الكثير على ما سنقوله ونذكره وينكرونه بحجة الوهم او المغالات في التشخيص والتعريف وسيدعون بأن هذا من وهم نظريات ” المُآمرة ” المخلوقة اعلامياً وفكرياً كنظريات وهمية عبثية واستنتاجات خاطئة اصلاً وغير موجودة . والمعنيين بهذا الرأي هم المروجين له وفي الغالب إما أن يكونوا مندفعين ومسييرين من الجهات التي تعمل على وبهذا المنهج التآمري الخطير ومن امثال هؤلاء الكثير الكثير الذين يعجز التصور عن تقدير حجمهم وخاصة في وقتنا الراهن بسبب التطور والتوسع الهائل في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة . وأنتشارها في كل العالم بحيث اصبحت متاحة للقاصي والداني وتتعامل معها مجاميع كبيرة وهائلة من سكان الكرة الارضية وصح من قال ” ان العالم اصبح قرية ” فتعمل هذه الدول على نشر التضليل والتخريب الذهني والنفسي واليأس والاحباط والتشكيك بكل القيم والرموز الصحيحة الوطنية والدينية والسياسية والثقافية .

صلب موضوعنا اميركا تقود العالم الاستعماري وهذا حال معروف من الجميع حقيقة لا غبار عليها . عدد ليس قليل من الاشخاص من يمثل نفسه أو مدفوع أو يمثل جهات معيّنة مشبوهه يهاجمون ويعيبون التركيز وادانة وفضح مثل هذه الدول المعتدية ومن يواليها ويعاضدها ويسير بركابها وأعتقد بأن الادانة والفضح المستمر مطلوب وواجب على كل الواعين والمثقفين في العالم . ذكرنا وأكدنا على حقيقة تعرفونها بشكل قاطع بأن هذه الدول ” الاستعمارية ” جُبِلت على هذه السياسة وهذا المنهج في العالم منذ ان خلقها الله . لها مصالحها وطموحها الغير مشروع من الهيمنة والسرقة دول لصوصية لها اساليبها الرهيبة الحديثة التي تتواكب مع حالة التطور العالمي وخصوصاً في الاماكن والمجتمعات التي تتعامل معها وعليها . الهدف الرئسي الآن والساحة المرسومة والمحددة ” على منضدة الرمل ” لللاعب الاستعماري هي الساحة الاسلامية . والخطير في الامر أستخدامها كهدف وكوسيلة لتحقيق هذا المشروع . الابادة الجماعية للمكون المسلم وتأخير تطوره واعاقته حضارياً وتخريب بنيته التحتية . وهذه من اولويات دول الاستعمار في مرحلتها الحالية والمستقبلية على هذه الساحة الولايات المتحدة الاميركية واسرائل وايران وفرنسا وبريطانيا وروسيا والرجعية العربية التي لا تعي ولا تدرك حجم المآمرة وقوتها بشكلها المنطقي الصحيح . اميركا تستخدم ايران للفعل التخريبي والتدميري في العالم الاسلامي وخاصة العربي ” حرامي بيت ” بادعائها تصدير الثورة ونشر المذهب الشيعي الاثني عشري بالقوة وفرضها للمذهب ” الحالة الثانوية ” على الدين والشريعة ” الحالة الرئيسية . وهذا واضح من ناحية الفكر والسلوك الايراني في مجال النظرية والمنهج والعقيدة . مذكورفي الدستور الايراني بشكل صريح يؤكّد ما ندعيه ” ايران دولة اسلامية تتخذ من المذهب الاثني عشري منهجاً لها ” وهذا يعني قمة التناقض وجعله تناقض رئيسي داخل الجسد والفكر الاسلامي الصحيح والسليم ” لا يزول الا بزوال بقية الاطراف ” والمذاهب مدارس معتمدة من قبل المسلمين وليست بديلة للقرآن او السنة النبوية بل هي امتداد لها في حالات التوضيح والتفسير ليس الا . ولا يمكن اعتمادها كشرط اساس في العمل والعبادة على وجه التحديد بل قابلة للإختيار والانتقاء ككل او كجزء . هذا ما افتى به ألأزهر واغلب علماء المسلمين . وجانب آخر يؤكد على ما ندعيه ونذهب اليه ” علي شريعتي فيلسوف الثورة الايرانية يقول ؛ الطواف بقبر الحسين هو اذاً الطواف حول الكعبة الحقيقية ؛ *1″ وهذا خطئ عظيم يتناقض مع فحوى وجوهر شريعة الاسلام . حاصل هذا قيام ايران بأشعال فتنة الحروب وتشكيل وسائلها والابداع فيها على عموم الساحة الاسلامية , سواء ما تدعيه ايران من سلامة نواياها أو تظهر ما كانت تبطنهُ ” ضمن منهج التقية المعتمدة في المذهب الشيعي الاثني عشري ” المهم سلوك ايران هذا يصب في المصلحة والهدف الاميركي والصهيوني الاسرائيلي ويسهّل عليهما الكثير من الامور والالتزامات التخريبية .

ستكون النتيجة عكسية تماماً لو ان ايران سعت وفعلت عكس ما تقوم به لعزّت الاسلام والمسلمين وشعبها وجنبتهم مراكب الشر والاثم والألم . والاحتجاجات والمظاهرات التي اشتعلت في ايران هذه الايام هي ناتج السياسة الايرانية الخطئ والتي تؤكد دلالاتها على الرفض الجماهيري الواسع والشديد . الرجعية العربية تقع في نفس الخطئ الجسيم الخطير الذي تنتهجه وتعمل به وعليه ايران واميركا واسرائيل . الرجعية متمثلة بحكومات عربية مُشخَّصَة بعينها لها باع طويل في تاريخ التآمر على مصالح وتطلعات الامة العربية والاسلامية الاساسية .تسييرهم في ذلك حالة العلاقة الاستراتيجية مع دول الاستعمار العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية الأم الراعية لأسرائيل , وهذا مايتضح ويتأكد كل يوم عذرهم الاساس في هذا المنحنى ” الحفاض على عروشهم وبقاءهم في السلطة والحكم ” يقابل ذلك حكومات دول عربية واسلامية مقاصدها تحاشي المواجهة والطمع فيما يتصدق به الآخرين .

ما قامت وتقوم به اميركا واسرائيل في العالم وعلى الساحة الاسلامية والعربية معروف للجميع , وآخرها قرار ترامب المغالي في العدوان وعدم الاحترام لمن يعنيهم الامر في المنطقة والعالم , دور روسيا مشابه للدور الايراني والاسرائيلي كون روسيا كحكومة وسياسة وتوجه منقادة تماماً من قبل اميركا وتدخل معها كشريك للصوصية والاجرام والتخريب والابادة الجماعية للإسلام والمسلمين في العالم . فرنسا تدخل في صلب هذا الموضوع سلوكها يدل على ذلك في ايغالها الاجرامي في منطقة الساحل الافريقي والجزائر وغيرها وبريطانيا تساندهم وتسير على السكة التي ينتهجونها طمعاً في الحصول على بقايا العظام لما تأكله الذئاب . عذر هؤلاء المسرحيات التي يؤلفوها ويخرجوها وينتجونها لتنفيذ اهدافهم االخبيثة الاحرامية الارهابية كدول استعمارية . الرد الصحيحوالفاعل على هذا المهرجان المأساوي الذي يفتعلونه هو وحدة الاسلام والمسلمين كحكومات وتعريف مصالحهم وحمايتها وحماية شعوبهم و ” تحديدهم لرؤية استراتيجية موحدة واعتماد برنامج نظالي فاعل ” بدل الصراع فيما بينهم وهدر قواهم المالية والاقتصادية والعسكرية وتأثيرهم الساسي في العالم .

*1 ـ كتاب علي شريعتي . التشيع مسؤولية صفحة 86 .