27 ديسمبر، 2024 1:16 م

اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع!؟

اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع!؟

ليس جديدا على العراقيين أن يفتحوا أبوابهم على مصارعها لأستقبال أخوانهم وأشقائهم العرب من لبنان وسوريا بعد الأعتداءات الغاشمة عليهم من أسرائيل ، حتىتجاوزنا كل الأعراف الأدارية والدبلوماسية من تدقيق وتفتيش وتأكيد ثبوتية وهوية الداخلين رغم المخاطر التي يمكن أن تقع بسبب من هكذا موقف ، فكرمنا وطيبتنا تنسينا كل محذور! ، وهذا ديدن العراقيين وطبيعتهم وسجيتهم ، كما أنهم لا يحتاجون الى توجيه من حكومة أو الى توجيه من أية جهة أخرى بذلك ، فهم أصحاب نخوة وغيرة على أهلهم وأخوانهم العرب في كل المواقف التي تصل في آحايين كثيرة الى المبالغة والخروج عن المألوف! ، والتاريخ القديم والحديث يشهد لهم بذلك ، فالعراق كان وسيظل بأذن الله ، بيت كرم وبيدر خير أطعم ولازال يطعمالجائع والفقير وأبن السبيل والمحتاج ، ويمد يد المساعدةويقدم لهم كل ما يحتاجون أليه دون سؤال حتى ولو كانذلك على حساب جوعه وجوع عياله!! ، وكما قال عنهم الراحل الكبير الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد ( قد يأكلون لفرط الجوع أنفسهم ، ولكنهم من قدور الغير ما أكلوا) .الغريب في الأمر أن المواقف العربية تجاه العراق كانت على العكس من ذلك دائما وأبدا! ، فهم كانوا معنا كأخوة يوسف !! وكان غدرهم ووجع سكاكينهم وخناجرهم أقسى علينا من ( خنجر بروتس في قصة أغتيال قيصر روما المعروفة) .العراق معروف بموروثه الشعبي من الأمثال ولديه خزين كبير منها ، والعراقيين يضربون المثل عندما يمر فيهم موقف أو حدث ينطبق عليه ذلك المثل ، أو يعّبر عنه! .صحيح أن الأمثال تضرب ولا تقاس كما يقال ، ولكن في كثير من الأحوال تضرب الأمثال وتأتي كمقاس للحالةوالحدث تماما! . نقول ، نحن لسنا ضد أي موقف يمكن أن تقدم به الحكومة المساعدة لأخواننا العرب أينما كانوا وهنا أقصد موقفنا من مساعدة ( اللبنانيين والسوريين وغيرهم) ،حيث قدمنا لهم المأكل والمشرب والمسكن (درجة أولى من فئة خمس نجوم)! ، وآويناهم من جوع ومن خوف ولم نكتفبذلك! ، بل منحنا كل عائلة نازحة الى العراق مبلغ من المال ( كمصرف جيب)! ، حتى أنهم تفاجأوا بحجم الكرم العراقي المبالغ فيه!؟ . ولكن السؤال : ماذا سيقولاللبنانيين والسوريين ، عندما يشاهدون ما تعرضه الفضائيات من شكوى العراقيين المستمرة وتظاهراتهم وأعتصاماتهم بسبب سوء أحوالهم  الحياتية والمعاشية والخدمية؟ ، وماذا سيقولون وهم يشاهدون الفضائياتومواقع التواصل الأجتماعي ، تنقل مشاهد لعراقيين وهميأكلون من مكبات الأزبال؟ ثم ماذا سيقولون عندما أقدمتالحكومة على أستقطاع نسبة من رواتب الموظفين وحتى المتقاعدين! ، من أجل دعم أهالي غزة ولبنان وسوريا! ،وهم يشاهدون المتقاعدين والعراقيين يشتكون عبر الفضائيات لدى السيد السيستاني عن سوء أحوال المعيشية وقلة رواتبهم ويناشدونه بالنظر في أحوالهم؟! .أعود لأكرر نحن لسنا ضد أي موقف لمساعدة أخوانناالعرب ولكن على الحكومة أن تنظر على حال العراقيينوتسد جوعهم وحاجتهم وتلبي مطالبهم في العيش الكريمأولا قبل أن تقدم أية مساعدة للغير، أليس كذلك؟!، فحتى شرع الله يحرم ذلك يا حكومتنا الرشيدة!! ، وحقا أنطبق علينا وبكل قياس ومقياس المثل القائل ( اللي يحتاجه البيتيحرم على الجامع!) فالله لا يرضى أن تجّوع عائلتك ، وأنت تقدم المساعدة والصدقة للغير، حتى لو كان  بيت من بيوت الله!؟؟.