عندما تجتمع الكفاءة والشجاعة لدى القائد، تجد أن نسبة الإنجاز تفوق ما هو مطلوب في السياقات العسكرية المعروفة..وكما معروف في شعار كل المؤسسات والوحدات العسكرية “فالوحدة بآمرها”..
نتحدث في مقالتنا اليوم عن قائد ميداني شجاع انتمى إلى المؤسسة العسكرية برغبته الخاصة وطموحه أن يقدم لهذه المؤسسة في كل ميادينها وصنوفها كل ما يستطيع تقديمه من خبرة متجددة مع الالتزام بالأوامر التي تعتبر من ضمن قدسية العمل العسكري.
ومن خلال التدرج في المناصب المكلف بها منذ بداية تخرجه من الكلية العسكرية ودخوله ميادين الحرب، استطاع أن يضيف معلومات اكتسبها من أرض الواقع إلى المعلومات التي تعلمها في الكلية العسكرية وكلية الأركان وكلية القادة.
ونتيجة الظروف التي عاشها العراقيون بكل أطيافهم ومذاهبهم وانتماءاتهم الدينية وما رسمته لهذا البلد العظيم الإرادة الدولية، فإن المؤسسة العسكرية كان لها النصيب الأكبر في مواجهة تلك الأحداث والتحديات كونها السور المنيع للوطن وحماية المواطن وممتلكاته هي أمانة في أعناق كل من ينتمي لهذه المؤسسات الشجاعة. وكان اللواء الركن قتيبة العسكر له نصيب من هذه التضحيات فقد خاض المعارك الشرسة في مواجهة العدو من خلال قيادته للوحدات العسكرية التي كانت تحت قيادته واستطاع تحقيق النصر على الرغم من إصابته عدة مرات نتيجة خوض المعارك.
نعم، إن ساحة الميدان الملتهبة لها لغة خاصة تختلف عن اللغات التي تعودنا أن نتكلم بها في مجالسنا العامة، فصوت البارود تسمعه آذان المقاتلين الشجعان في ساحات الوغى.
اليوم، وخلال لقائي به في مقر قيادة عمليات نينوى لتقديم التهاني والتبريكات له بتسلمه منصب القائد، وجدت فيه ذلك المقاتل الشجاع والآمر المُخلص لمؤسسته العسكرية.
إن القيادة العسكرية اليوم تتطلب من كل قائد معرفة ما يدور حوله من أحداث في الساحة السياسية وأن يكون صاحب فطنة ودراية وعلى استعداد تام لمعالجة أي حالة تشكل خللاً في المجتمع ضمن موقع وحدته العسكرية. لأن الجيش اليوم هو صمام الأمان وصاحب القرار الأول في معالجة كل الأمور التي تخص أمن كل المدن وكل مناطق الريف العراقي.
إن ما نشاهده اليوم من علاقات متينة بين المواطن والأجهزة الأمنية وكل قواتنا المسلحة لم يأتِ من فراغ ولكنه أتى نتيجة حكمة القادة الميدانيين ومعرفتهم للظروف التي يعيشها المواطن وما تتطلبه المرحلة من تعاون ينعكس بمدلولاته على الوضع الأمني في عموم محافظاتنا العراقية وخاصة الغربية منها.
إن اللواء الركن قتيبة العسكر لديه دراية تامة بكل عمل القطعات العسكرية التي تتبع ميدانياً إلى قيادة عمليات نينوى والتي تمتد إلى حدود عدة محافظات إضافة إلى حدود إقليم كردستان، ومعرفته بالأرض أيضاً كونه ينحدر من عائلة وطنية معروفة تعود بجذورها العشائرية إلى محافظة نينوى، منطقة جنوب الموصل، ورغم أنه درس وترعرع في مدارس العاصمة العراقية بغداد لأن عمل والده الوظيفي هناك، إلا أن علاقته مع محافظة نينوى مستمرة طوال مراحل حياته.
نعم، إنه قائد كفء وبطل مغوار من أبطال الجيش العراقي الباسل وابن بار لمؤسسته العسكرية.
نتمنى له النجاح والتوفيق وإلى أعلى المراتب والرتب العسكرية إن شاء الله، فهو الشخص المناسب في المكان المناسب.