ما إن تزور مديرية العلاقات والاعلام بوزارة الداخلية ، التي يرأسها اللواء الدكتور سعد معن ، حتى يتخيل اليك أنك أمام اكاديمية تؤسس لدائرة الاعلام الأمني والحرب النفسية بكل فروعها وتوجهاتها ودوائر اختصاصها، وقد وضع الرجل على رأس كل تلك الاقسام ضباطا من مراتب عليا وكوادر وخبرات أكاديمية وأمنية مجربة ، حصدت كل تلك النجاحات المبهرة في مجال الاعلام الامني والعلاقات العامة مع الاوساط الشعبية والاكاديمية والنخب المثقفة ، فكانت بحق مثالا لتطور نوعي وقيمي يرتقي بتلك المهمة وهي الاعلام الأمني وفي مواجهة الارهاب المتعدد الاشكال ، خطوات متقدمة الى الامام.
وما أسهم في تشكيل دائرة العلاقات والاعلام بوزارة الداخلية لكي ترتقي بعملها الاعلامي الامني وتواصلها مع قطاعات الرأي العام العراقي وسبل مواجهة حملات الحرب النفسية والاشاعات وسبل التوغل في اعماق النفس البشرية في الجانب التخصصي النفسي الاجتماعي الاعلامي، أن اللواء الدكتور سعد معن له الفضل الريادي بأن تصل تلك المديرية المتقدمة في العمل والتوجهات وأساليب المواجهة ان الرجل الذي يحمل شهادة الدكتوره في الاعلام ، لديه من المؤلفات الاعلامية والامنية ، ما يشهد له الكثيرون انها وضعت خارطة طريق للعمل الامني في وزارة لم تكن من اهتماماتها كل هذا التوسع في العمل الاعلامي الأمني في دائرة ما ان تستعرض أنشطتها حتى تجد نفسك أمام كلية أو أكاديمية متخصصة بعلوم الاعلام الامني والعسكري، يشرف عليها ضباط وكفاءات مهنية عليا في مختلف الاختصاصات الاعلامية والامنية ، وقد تحولت الى ورشة عمل ، يقوم كل مختص يتهيئة مستلزمات عمله ، وسبل انطلاقة مشاريع قيادة حملات حرب نفسية ، وسبر اغوار ميادينها التي تعد عالما واسع النطاق، ويشغل بال مختلف النخب الاعلامية والكليات المتخصصة بعلوم الاعلام، حتى راحت كليات الاعلام ترفدها بالخبرات والكفاءات التي ترتقي بعملها خطوات متقدمة ونوعية شهد لها الكثيرون بأنها كانت مدرسة واكاديمية ، رهن اللواء الدكتور سعد معن لأن يطور أساليب عملها من خلال علاقات واسعة ، أقامها مع مختلف النخب الثقافية والاعلامية العراقية التي كانت معينه، بعد ان شعرت ان الرجل يستحق ان يوضع في هذا المكان الحيوي من دوائر الوزارة، وكم تمنى كاتب هذا المقال ان يرأس اللواء الدكتور سعد معن أكاديمية اعلامية أمنية متخصصة ، تتم اقامتها في وقت قريب ترتبط مباشرة برئيس مجلس الوزراء، لكون ميادينها واسعة وحيوية واستراتيجية ، وهي من وضعت أسس ومعالم وتوجهات مديرية تحولت من دائرة كلاسيكية الى أهم دوائر العراق الأمنية اهتماما بالرأي العام والتعامل الانساني ، والذي يركز في المقام الاول على توجهات مكافحة الارهاب بكل أشكاله ويضع خططا وأساليب متطورة لمواجهتها، وقد نجح في تلك المهمة المعقدة واوصلها الى مراتب القمم.
ولو استعرضنا مضامين الكتب والدراسات التي اعدها اللواء الدكتور سعد معن خلال السنوات الاربعة او الخمس الماضية وعناوينها الكثيرة ، لوجدنا انها تعددت مضامينها الاعلامية والأمنية، منذ ان كان الناطق الاعلامي بإسم قيادة عمليات بغداد وزارة الداخلية، وهو الذي أرسى دعائم نظرية وعملية مهمة للاعلام الامني ووضع لبنات من يختص بالناطق الاعلامي الامني، ويوزع أبواب عمله ومهامه لتجمع بين مهام الاعلام والعمل الامني والحرب النفسية ، وبضباط وكفاءات قادت المهمة الموكلة اليها، فكانت بحق رائدة لعمل أكاديمي وبحثي علمي ومهني ارتقى بميادين العمل الأمني ، الى مستوى عال، بعد ان امتلك هؤلاء القائمون عليها من الخبرات والمهارات ، ماوفرت لها سبل النجاح وتحقيق نجاحات متقدمة في اختراقات مهمة ، استطاعت ان تعين المؤسسات الامنية والعسكرية بما يعزز عملها نحو الافضل.
وخلال فترة حملات المواجهة الصعبة مع وباء كورونا كانت ملاكات وكوادر وزارة الداخلية ومنهم اللواء الدكتور سعد معن مدير العلاقات والاعلام بوزارة الداخلية حاضرين في كل إجراءات فرض حظر التجوال، وهم يتجولون في شوارع بغداد ويتفقدون ميدانيا أحوال العديد من أحياء ومناطق بغداد لمعرفة مدى التزام المواطنين بإجراءات الحظر، ويسهمون من خلال الفضائيات ووسائل الاعلام بتذليل أي مصاعب يواجهها المواطنون خلال فترات تطبيق الحظر.
وتهدف تلك الجولات ، الى حث المواطنين على الالتزام بتطبيق مقررات خلية الأزمة ، وتحذير مواطنينا بأن كثرة المخالفات وكسر تلك القرارات من قبل بعض المواطنين هو أمر يزيد من انتشار الوباء ، وانه كلما التزم المواطنون في احياء بغداد وكل محافظات العراق بتلك المقررات انما تهدف الى تطويق انتشار هذا الوباء الذي يفوق حتى قدرة الجهات الصحية عن المواجهة ، وللتأكيد ان التزام المواطن باجراءات الحظر هو من يخفف من انتشاره، وهو العلاج الأمثل والحيوي إن بقي هو وعائلته في بيته ، والتزم هو والساكنين ضمن منطقته بتلك التعليمات ، فهم افضل مساهمة لوأد هذا الوباء والعمل على تطويق آثاره.
ووزارة الداخلية يدخل دورها الإعلامي والتوعوي والأمني ضمن هذا الإطار، إذ تم تكليف سيارة النجدة وقوى الامن الداخلي ببث بيانات تدعو المواطنين للالتزام بتطبيق حظر التجوال حفاظا على صحة المواطنين ولعدم السماح لهذا الوباء بالانتشار ، وهو جهد كبير تقوم به وزارة الداخلية، ووفقا لتوجيهات وزيرها ووكلاء الوزارة وكوادرها القيادية ، حيث تعد دائرة العلاقات والاعلام في الواجهة التي تسهم هي الاخرى في هذا الجهد الاعلامي الدعائي الكبير، حيث نرى اللواء الدكتور سعد معن حاضرا في أغلب شوارع بغداد ، ليطلع ميدانيا على تلك الاجراءات ، ويخفف من عبء فرض العقوبات الانضباطية التي يرى انها ليست مهمتنا الأساسية كما يقول ، في حواراته التلفزيونية ، وانما نحرص في كل الاحوال على ان نكون عونا للمواطن ومن لديه عمل او مهمة تسوق لحاجات ضرورية نسهل عليه، مشيرا الى انه يعز علينا ان نفرض عقوبات يرى المواطن انها تثقل كاهله ، ولكن تطبيق اجراءات الحظر أمر مطلوب وينبغي عدم التهاون في تطبيقه ، تنفيذا لتوجيهات خلية الأزمة والجهات الصحية التي طالبتنا بتشديد الاجراءات هذه الايام بعد ان لاحظت ان هناك استخفافا من البعض بعدم الالتزام بتلك التعليمات وخرق اجراءات الحظر.
ليس هذا فقط، بل ان مديرية العلاقات والاعلام وتحت قيادة مديرها اللواء الدكتور سعد معن كلف العديد من المختصين بالشأن الاعلامي والنفسي والدعائي والعلمي والصحي، لعقد جلسات عمل تضع الخطط والبرامج والتوجهات وتقدم التوصيات التي من شأنها ان ترفد عمل وزارة الداخلية والجهد التوعوي والاعلامي والصحي والبيئي ، الذي يسهم في الحد من التغلب على أكبر أزمة فتكت ليس بالعراق بل بدول العالم ، وراح جرائها الاف الوفيات والمصابين وبخاصة في دول اوربية ودول ضمن المنطقة، التي كانت مصدرا لانتشار هذا الوباء ولم يعد بمقدورها مواجهة مخاطره لانها لم تضع منذ البداية خطط طواريء ، تعيق انتشاره وتطوق هذا الوباء ولم تكن اجراراتها كافية مما ادى الى تفشي هذا الوباء في دول كثيرة تعد متقدمة في كل المجالات.
ومن المهام الأساسية التي تحدث عنها اللواء الدكتور سعد معن ليس الجانب الانضباطي في فرض العقوبات وانما حث المواطن على الإلتزام بتطبيق التعليمات بأن يبقى هو وعائلته في بيته، وهو يحرص من خلال تلك اللقاءات وبخاصة مع قناة هنا بغداد وفي الـ (أم بي سي عراق) وقنوات اخرى على التأكيد ان الهدف ليس معاقبة المواطن بقدر ما نريد ايصاله الى فكرة ان الالتزام يخدم الشخص نفسه ويخدم مجتمعا باكمله وهو حين يخرق اجراءات الحظر يساعد على تفشي الوباء ، وان حجز بعض المركبات وتغريم اصحابها احيانا هو يدخل ضمن هذا الاطار، وبخاصة بعد ان لوحظ ان الكثير من الاحياء الشعبية ببغداد لايلتزمون باجراءات فرض حظر التجوال، في حين التزمت احياء اخرى كثيرة في بغداد بتلك التعليمات، وهم محل تقدير اجهزة وزارة الداخلية حين ترى المواطن وهو يسهم معها في تطبيق مقررات خلية الازمة وتطويق الوباء الذي يعد من اكثر الأوبئة فتكا بسكان الكثير من الدول، ونحن في العراق يتطلب منا أخذ الحيطة والحذر والتقيد باجراءات حظر التجوال ، ومواطنونا أكدوا التزامهم ، لكن هناك بعض المخالفين يتم تنبيهم وتوجيههم الى ان خرق اجراءات الحظر ، يعرض الشعب العراقي لمخاطر انتشار الوباء وربما يصل الحد عندما تزداد الخروقات الى عدم القدرة على السيطرة على الوباء لاسمح الله ، وهي مخاوف مشروعة قياسا الى ما جرى في دول مجاورة ودول تعد كبرى ومتقدمة.
ومن الكتب المهمة التي اصدرها الدكتور سعد معن ، ”التسميم الإعلامي بين الحربين النفسية والاعلامية ” ، الذي صدر في بغداد مؤخرا عن مركز أضواء الإستشاري للدراسات والبحوث ، هو أحد تلك الميادين الحيوية التي تناول فيها موضوعة التسميم السياسي والربط بين الإعلام والتوجهات السياسية ذات الأغراض المعروفة ، والتي تبحث عن وسائل وسبل لتوجهات دعائية، وبخاصة أن العراق يواجه حربا ضروسة تتعدد فيها الخصوم وأشكال مواجهاتهم ، وبخاصة في المعركة مع داعش التي أخذت حيزا كبيرا من هذا الاهتمام.
وقد سلط الباحث في كتابه “التسميم الاعلامي بين الحربين الاعلامية والنفسية “على كيفية إستخدام وسائل الإعلام لممارسة الأشكال المختلفة من وسائل الحرب النفسية والمعنوية وكيفية مواجهتها ، بإستخدام المحطات الإذاعية المسموعة والمحطات الفضائية المرئية والمسموعة والصحف والمواقع الألكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية بث برامج وندوات ومقالات وتحليلات تستهدف تحطيم الروح المعنوية والنفسية وشن حملاتها الدعائية بإعتماد خبرات متقدمة في هذا المجال.
كان اللواء الدكتور سعد معن قد انهى دراسة اللغات وبخاصة الانكليزية في بغداد في التسعينات ، في وقت كان هو ضابطا في الشرطة على صنف المرور، لكنه واصل دراسته في مجال اخر فيما بعد في كلية الاعلام ، ونال منها البكالوريوس في الاعلام وبعد فترة تقدم للماجستير وبعدها اكمل الدكتوراه في تخصص حقوق الانسان، ذات الصلة بقضايا السجون والمعتقلات في دوائر وزارة الداخلية، في دائرة الشؤون العامة التي كانت اخر محطات عمله، ومنها انطلق ناطقا اعلاميا بإسم وزارة الداخلية ومن ثم ناطقا بإسم عمليات بغداد، وبقي في هذا المنصب لسنوات.
ومن المقالات التي كتبتها عن الرجل هي :
** الدكتور اللواء سعد معن يضع خارطة الطريق للإعلام الأمني المتخصص أمام كليات الإعلام
** اللواء الدكتور سعد معن..قراءة في تجربته الميدانية الناجحة في العمل الأمني الإعلامي والحرب النفسية
** اللواء الدكتور سعد معن .. شخصية تؤهلها مواصفاتها الشخصية ومهاراتها القيادية لتبوأ أعلى المناصب الأمنية
** تجربة الدكتور اللواء سعد معن تفتح الباب أمام طلبة الدراسات العليا لإغناء مهمة الناطق الإعلامي الأمني
** الناطق الإعلامي الأمني..كتاب جديد للواء الدكتور سعد معن
** كتاب جديد يستعرض مهام ومواصفات الناطق الإعلامي الأمني للدكتور اللواء سعد معن
** الدكتور اللواء سعد معن.. خبراته المهنية والإعلامية تؤهله لمناصب رفيعة في الأجهزة الامنية
** تعامل الناطق الإعلامي الأمني مع أزمة البصرة ومتظاهريها إتسم بالواقعية والهدوء
** دائرة العلاقات والإعلام.. بوزارة الداخلية ..لمن الأولوية في المهام ؟
** مديرية العلاقات والاعلام بوزارة الداخلية..جهود متميزة لرسم معالم خطط إعلامية وأمنية طموحة
** العلاقة الطيبة بين الإعلاميين ووزارة الداخلية..ملامح مرحلة جديدة من التعاون الايجابي البناء
** مخاطر وتأثيرات الإشاعات والاخبار المسربة خلال فترة الانتخابات البرلمانية لعام 2018
** مشاركة متميزة للدكتور سعد معن والدكتور أكرم الربيعي في مؤتمر تحديات الاعلام في البحرين.
تحياتنا لكل جهد وطني إعلامي أمني وطني يرتقي بالعمل الاعلامي الامني خطوات متقدمة الى الامام..ويعد اللواء الدكتور سعد معن أحد القامات العراقية الشامخة التي حظيت بالتقدير والاحترام من ملايين العراقيين نخبا وكفاءات واوساط شعبية ، بعد ان اقام الرجل علاقات واسعة معهم، وهم يذكرونه بالتقدير والاعتزاز للاخلاق العالية التي يتحلى بها الرجل وكفاءته ومهاراته، وللابتسامة التي أحبها الجمهور حين يراه وهو في أحلك ظروف المواجهة مع الارهاب بكل صنوفه واشكاله.
تحية منا مرة اخرى لكل كوادر وزارة الداخلية ، متمنين النجاح للسيد الوزير في مهمته الجديدة ، ولدائرة العلاقات والاعلام واقسامها المتخصصة وعلى رأسهم اللواء الدكتور سعد معن..وان يوفقهم في مهامهم الملقاة على عاتقهم، ..مع خالص أمنياتنا لهم بالتقدير والاحترام.