ربما يعد اللواء الدكتور سعد معن ، الذي تولى مهاما قيادية وأمنية مرموقة ، في وزارة الداخلية ، أبرزها مدير مكتب العلاقات والإعلام بالوزارة ، ورئيس خلية الإعلام الأمني ، و ( أستاذا مساعدا) في الدرجة العلمية ضمن كليات الإعلام، واحدا من أكثر الكفاءات الإعلامية الأمنية ، التي حصدت مقبولية واسعة من كل وزراء الداخلية ، الذين تعاقبوا على كرسي الوزارة ، منذ عام 2004 حتى الآن ، ومن يتقلد مهمة المكتب الإعلامي والعلاقات يكون مرتبطا إداريا بوزير الداخلية مباشرة ، لكون مهمته تتطلب أن يرافق الوزير ويكون الناطق بإسمه ، ويغطي كل أنشطته ، ويوصل توجيهاته الى جميع دوائر ومفاصل الوزارة ، والى عموم الرأي العام ، الذي يتابع أنشطة أمنية ، تتعلق بمسارات الواقع الأمني اليومي، لأهم وزارة عراقية ، من حيث حجم المهام الامنية الملقاة على عاتقها ، والكادر والرقعة الجغرافية التي تمتد الى كل محافظات العراق، دون إستثناء، ومعرفة أساليب مواجهة التحركات المضادة ، وسبل تحقيق الأمن والإستقرار المجتمعي.
تقلد اللواء الدكتور سعد معن ، طيلة تلك السنوات ، مهاما أمنية كثيرة ، أبرزها الناطق بإسم عمليات بغداد والمتحدث بإسم وزارة الداخلية ، قبل عشرة أعوام تقريبا ، وكان من أكثر ضباط وزارة الداخلية ، من حقق شهرة واسعة في الوسطين الأمني والإعلامي، لما يمتلكه الرجل من خبرات ميدانية وخبرات عملياتية في ميدان الإعلام والعلاقات العامة والحرب النفسية ، وهو ما يزال يحقق نجاحات متتالية في أصعب مهمة تتطلب أن يمتلك صاحبها مواصفات قيادية وسمات شخصية ، كي تؤهله لتولي أخطر مهمة كواجهة للمؤسسة الأمنية بوزارة الداخلية.
أهلته شهادة الدكتوراه في ميادين الإعلام وعلاقاته الواسعة والودية مع الوسط الإعلامي وكوادره الصحفية وكليات الإعلام، ليكون الدكتور سعد معن رجل علاقات ، حتى إحتل منصب مدير مكتب العلاقات والإعلام بوزارة الداخلية عام 2005 ، قبل أن يكون سكرتيرا شخصيا لوزير الداخلية، عام 2004 ، وكان الرجل قد تولى كل تلك المهام وأتقن فنونها ، وساعدته مؤهلاته وبساطته في التعامل وإنفتاحه على كل أوساط الشعب، حتى أنه أقام مع الكثيرين ، وبخاصة مع الوسط الإعلامي والنخب الثقافية والأمنية ، علاقات متعددة الأشكال، خدمته في أن يبقى الواجهة الأكثر حضورا وبريقا في الوسط الأمني والإعلامي ، حقق فيها شهرة ، لم يحظ بها ضابط أمن من قبل بهذه المواصفات.
ومن تلك المؤهلات التي ساعدته لتولي كل تلك المهام ، القدرة على إمتلاك المعلومة الأمنية في وقتها المحدد ، والإطلاع المستمر على مجريات الأوضاع الأمنية عن كثب، وبسرعة بالغة لحظة وقوع الحدث، حتى تجده حاضرا، وهو يبلغك بتفاصيل ما يحدث ويحلل عناصره وأسبابه وأهدافه، وبخاصة في الفترة التي شهد العراق فيها تصاعدا لعمليات إرهابية واسعة ، بين أعوام 2014 و 2018 ، وهو يحاول قدر الإمكان التخفيف من حالة الذعر والإرباك في المواقف الحرجة ، في أوقات التفجيرات الدامية ، عندما يستعرض أحداثها للإعلام ، وبخاصة عند وقوع أحداث أمنية تؤدي الى خسائر بالغة ، فيظهر الرجل توازنه في التوجهات الاعلامية ، ويتمتع بمصداقية عالية في نقل الأحداث الأمنية ، إنطلاقا من إدراكه أن وراء كل فعل رد فعل، ولابد للضابط النبيه أن يحاول قدر إمكانه إعطاء وقائع أقرب الى الحقيقة ، دون أن يخفي الوقائع او يمارس لعبة التضليل ، لأنها سرعان ما تنكشف ، وهو يدرك إن إعطاء قسط كبير من الحقيقة عن بعض الوقائع الأمنية وبحيادية يضفي عليه المصداقية ويجعل أمر تقبل ما يعرضه أزاءها من أحداث قابلا للتصديق ، ويخلق أجواء من الثقة مع الجمهور والشارع عموما، وهو يدرك أن أي كلام يدخل في دائرة المبالغة والتهويل من أوساط الرأي العام ومن بعض وسائل الإعلام التي تبحث عن (الإثارة ) بهدف لفت الأنظار، يؤثر ذلك على معنويات المواطنين ، ويوفر للجهات الإرهابية ، في وقتها ، مهمة أن تكون ضرباتها أكثر وقعا ، وقد أحدثت التأثير المطلوب في إرباك الوضع الأمني.
التفاعل مع الأوسط الإعلامية والأمنية
وأنت تتابع مسيرة الرجل يشعرك ببساطته وإنفتاحه على الإعلاميين وعموم أطياف المجتمع ، لكون عمله يتطلب التفاعل مع أنماط إجتماعية وثقافية وإعلامية وفنية متعددة ، تجد أن اللواء الدكتور سعد معن متفاعل مع عمله الإعلامي والأمني ، ولهذا إنصب جهده على تطوير مجالات عمله في مختلف جوانبها، وهو يؤكد أن الإعلام الأمني يعد واحدا من التخصصات الحديثة في علوم الإعلام ، وقد ساعده تخصصه في مجالي اللغة الانكليزية ومن ثم الإعلام وحصل من كلية الإعلام على شهادتي الماجستير والدكتوراه ، أن يكون واحدا من كوادر الأسرة الاعلامية التي تعنى بالعمل الأمني وفي مجالات الإعلام والدعاية والحرب النفسية .
لقد كان إصدار الكتب والمؤلفات ذات الطابع الأمني الإعلامي أحد إهتمامات اللواء الدكتور سعد معن ، منها : الناطق الاعلامي الأمني ، التسميم الاعلامي، التحرش الجنسي عبر الانترنيت، التحريض في وسائل النشر وكيفية مواجهتها إعلاميا، ومؤلفات أخرى، وكذلك تنظيمه عدة ندوات أمنية وإعلامية ، من قبل مكتبه ، الذي ضم خيرة ضباط وكفاءات الإعلام الأمني ، بمشاركة أساتذة ومختصين ، في مجال مكافحة الإرهاب والمخدرات والجريمة ، والأمن المجتمعي ، ما يشكل إضافة نوعية ، في العمل الأمني في وزارة الداخلية.
ومن السمات المحببة في شخصية اللواء الدكتور سعد معن أن الإبتسامة لاتفارق شفتيه، وهو كما معروف للكثيرين طيب القلب، وبسيط في تعامله مع الناس، ولديه علاقات واسعة وبخاصة مع الإعلاميين ، وقيادات الأسرة الصحفية وأساتذة الجامعات وبخاصة كليات الإعلام ، التي يرتبط مع أساتذتها وطلبتها بعلاقات وصلات وطيدة، هي من أسهمت في نجاح مهمته الاعلامية وفي مجالات الإعلام الأمني في مختلف توجهاته..
مؤهلاته أوصلته الى أعلى المناصب
ومن المعروف أن من يعمل في مهمة صعبة مثل مكتب العلاقات والإعلام بوزارة الداخلية ويرافق وزير الداخلية في أغلب جولاته وأنشطته ، شبه اليومية، داخل بغداد وخارجها، أن تلك الشخصية لابد وأن تمتلك من القدرات والمهارات ومن الكفاءة ، وفوق كل ذلك مؤهلات شخصية ترتسم معالمها القيادية داخل الشخصية ، ومن وجهة نظر علماء النفس ، يمكن أن تكون تلك الشخصيات مؤهلة منذ سنوات الشباب الأولى ، لتكون لديها القدرة على أن تقدم إنجازات ومهارات، تحظى بالتقدير من قياداتها العليا ومن عموم قطاعات الشعب التي يلمس منها نجاحات قد تحققت على أكثر من صعيد.
واللواء الدكتور سعد معن مدير العلاقات والاعلام بوزارة الداخلية ورئيس خلية الإعلام الأمني ، أحد الشواهد التي يمكن الإستدلال على تجاربها المتميزة في هذا المجال، عند اختيار القيادات الأمنية العليا المستقبلية ، التي يمكن الإعتماد عليها في أن تكون أحد أعمدة نجاح الخطط الأمنية حاضرا ومستقبلا، وأصبح لديها من الخبرات الميدانية في الحرب النفسية وفي إبتكار صيغ المواجهة ما يؤهلها لمناصب رفيعة ، وهي التي تمتلك مقومات وضع خطط تفصيلية لكيفية إحباط الخطط المضادة للاعداء والخصوم وكل أشكال التحديات الداخلية والتهديدات الموجهة للأمن الوطني.
وما يؤهل تلك الشخصية لتبوأ أعلى المناصب الأمنية ، هي مؤهلاتها الشخصية والمعرفية والمهارات التي حصلت عليها خلال سنوات تجربتها ، وهي ليست بالقصيرة، ومن يريد أن يسلك أغوار تجربته الميدانية عليه أن يستقريء معالم شخصية الرجل وتجاربه، وهي التي جمعت بين مواهبها الشخصية والمهارات التي إكتسبتها من خلال الشهادات العليا ، لتمتزج مع الخبرة الميدانية في الجانب الأمني ، وينتج عن تلك النجاحات كل تلك التجارب الغنية بأن تكون تجاربها ونجاحاتها (خارطة طريق) لمن يتقلد أي منصب أمني قيادي مستقبلي، حيث يكون إعتماد القيادات الامنية على شخصيات محورية وبهذه الدرجة من النجاحات الدائمة ، لتصعد سلالم القيادة الأمنية ، ويكون بمقدورها أن تحقق نجاحات نوعية إضافية ، اذا ما تبوأت مناصب عليا في القيادات الأمنية ، تؤهلها تجاربها المتعددة وخبراتها الميدانية لولوج تجارب كبيرة تعلق عليها الآمال ، في العمل الأمني ، ويكون النجاح حليف من وهبه الله كل تلك المواصفات والسمات ، وهي مميزات ليس من السهولة أن تجدها الا عند شخصيات بعينها ، البعض منها أهلته الظروف الذاتية ثم جاءت الخبرات والمعارف والمهارات لتصقل تلك الشخصية ، وتكون قد قطعت أشواطا في التقدم والنهوض ، وحظيت بالتقدير من الجهات العليا.
تجاربه حظيت بإهتمام كليات الإعلام
ومن يتمعن في خلاصة تجربة اللواء الدكتور سعد معن ودلالاتها وما تضمنته من تجارب أمنية وإعلامية وفي ميادين الحرب النفسية وأساليب التعامل مع الأزمات والأحداث الأمنية، سيجد أن نجاحاتها أصبحت محط إهتمام دراسات أكاديمية لكليات الاعلام ومعاهد أمنية ، تكون تجربته الشخصية (خارطة طريق) فعلية ، للباحثين وللقيادات الأمنية على حد سواء، يمكن الإستدلال عليها عند التعرف على الجوانب الميدانية والخبرة الاكاديمية والمعرفية ، وهي موثقة في أغلبها ضمن كتب واصدارات مختلفة تصل احيانا الى عشرة مصادر علمية وعملية ، يمكن لأي متتبع أن يطلع عليها، سواء للاستزادة منها في الجانب النظري المنهجي العلمي الاعلامي ، او في ميدان التجارب العملية الأمنية ، ويخرج بحصيلة من الخطط والبرامج والتوجهات التي تغني المختصين بالشأن الأمني ، وبما يبحثون عنه من خبرات ومهارات سبقتهم ، وتكون بالنسبة لهم منهاج عمل وخارطة طريق توصلهم الى سلالم النجاح.
وقد وضع اللواء الدكتور سعد معن كل تلك التجارب والخبرات أمام الباحثين او ممن يرتقون المناصب العيا ، لتكون زادهم في إستلهام دروس تلك التجارب ، ومعينا لهم عندما يبحثون عن ضالتهم في التعرف على سبل النجاح والتقدم والنهوض لتجارب من سبقتهم ، وهي من منحتهم كل هذا التقدير والإحترام والمنازل الرفيعة، وحققوا فيها نجاحات يفخر بها كل متميز وصاحب تجربة غنية ، في أن من يأتي من بعده يجد له الطريق سالكا نحو النجاح بعون الله.
بريقه حظي بتقدير القيادات العليا
وما يزال اللواء الدكتور سعد معن يحتل إهتمام القيادات الأمنية العليا ، لتستفيد من تجربة الرجل ونجاحاته التي حققها ضمن القطاع الأمني الإعلامي ، والإستفادة من خبراته في ملاحقة وكشف خطط الإرهاب وخلاياه ، ومداهمة أوكارها ، وإلحاق الخسائر الفادحة بها، وتخليص المجتمع من شرورها ، كما أنه يبقى محل ثناء وتقدير القيادات السياسية العليا ، لأنها وضعت الرجل المناسب في المكان المناسب، وحافظ على بريقه الذي يتلألأ بين الأوساط الإعلامية والأمنية التي حققت نجاحات باهرة ، تشكل أغلى ما يمتلكه من رصيد للمهام التي أوكلت اليه، وكان حريصا على تحقيق طموحات وزارته، في أن يظهر صورتها وأنشطتها أمام الحكومات المتعاقبة والرأي العام ، ووجهها الذي يعبر عن توجهاتها ، وما تتطلبه مهامه من أن يكون حاضرا على الدوام ، وحظي بكل تلك المنازل الرفيعة التي تقلدها عن جدارة وإستحقاق .
تحياتنا للواء الدكتور سعد معن ، الشخصية التي حفرت في تأريخها الوظيفي ومهمتها الإعلامية الأمنية، ما يشكل خلاصة تجارب ناجحة مليئة بالدروس والعبر، وهو ما يشكل له إعتزازا وفخرا ، بأن عطائه الثر الذي قدمه كل تلك السنوات، قد أعطى ثماره، وحصد الرجل علامات الإعجاب من كل وزراء الداخلية الذين تعاقبوا على إدارة أهم وزارة أمنية هي وزارة الداخلية ، وحظي بإحترامهم وتقديرهم ، وما يزال يواصل درب المسيرة المكللة بالغار، وهو رافع الرأس، ويدعو له الكثيرون بأن تحفظه العناية الإلهية، ويوفقه الباري ، لما فيه خير العراق وإعلاء كلمته..والله ولي التوفيق.