اضحكوا على مصيركم أيها العراقيون إن كان للحكومات العربية به يد . حكاية أهل العراق مع هذه الحكومات طويلة وحزينة ، العراقيون منذ عقود فتحوا أبوابهم وعلى اختلاف أنظمتهم السياسية والعقائدية للعرب ،للحكومات والشعوب معاً ، للمعارضة ولمعارضة المعارضة ، للعرب الفقراء والأغنياء ، للعرب الآسيويين والعرب الأفارقة ، للعرب المتعربة والمستعربة ، للعرب القوميين والعرب الشيوعيين ، للعرب الشيعة والعرب السنة ، للعرب الجبور والعرب الكراغول لعرب المالكي ولعرب النجيفي قائمة طويلة كان أبناء الأمة العربية لا يجدون ملاذاً إلا في العراق ، إذا استشهد مقاتل في فلسطين أو لبنان أو الجولان أو الخليج العربي أو مصر أو اريتريا أو الجزائر أو الصومال أقام العراقيون الدنيا ، يخرجون بلا شعور إلى شوارع وساحات بغداد للتنديد بأعداء العروبة ، إذا فاز فريقٌ عربي علي فريقٍ غير عربي أطلق أهل بغداد والبصرة والأنبار والموصل والناصرية الرصاص ابتهاجا . إذا تعرض أي عربيٍ إلى اعتداء أجنبي تبدأ منابر الخطباء في النجف وكربلاء وصلاح الدين وميسان والكوت . بدعوة الله والتوسل إليه لنصرة العرب . اذهبوا مرة واحدة إلى مقابر الشهداء في فلسطين والأردن ولبنان وسورية ومصر والخليج العربي والمغرب العربي ،ستجدون أبـناء العراق وقـــد سقطوا دفاعاً عن دينهم وعروبتهم متيممين بتراب وطنهم العربي الكبير . حكاية طويلة ، لم يتجرأ بها خطيبٌ أو عالمٌ أو فقيهٌ مسلمٌ واحد أن يدعو الله لنصرة أهل العراق أو خلاص أهله من هذه الفتنة ، من على أشرف المنابر ، منبر الصدق والهدي والإيمان ، منبر الرسول العربي الأمين محمد صلى الله عليه وآله وسلم . يتسابق اليوم الخطباء في مكة والمدينة والمسجد الأقصى والخليج العربي والمغرب العربي والأزهر الشريف والشام إلى الدعاء لنصرة المسلمين في تورو بورو وقندهار والشيشان والبوسنة والهرسك ودارفور والواق واق والقطب الشمالي والجنوبي ، وأهل العراق يُبخل عليهم حتي في أدعيةٍ قد تستجاب وقد لا تستجاب . الأمريكيون مسحوا هيروشيما وناكازاكي في اليابان من الخريطة عام 1945 وقتلوا مئات الآلاف وشردوا وأعاقوا الملايين من اليابانيين ، وأوروبا . اشتعلت بها حربٌ أحالت اخضرارها إلى يٌباب وزرقة مائها إلى دمٍ أحمر أهدرته ماكينة الحرب العالمية الثانية ليقتل الألمان من الحلفاء ملايين الأبرياء ويقتل الحلفاء من الألمان الملايين لكنهم بعد سنوات نسوا كل ذلك وبدئوا ببناء عالمهم الجديد وأوروبا الواحدة وهم على أعراق وديانات ومفاهيم ومعتقدات مختلفة . العراقيون في العراق الجديد الآن ضاعت عليهم التفسيرات بلدهم العظيم الثري الفتي الكبير السوي الأخضر بلدهم ذو الأئمة والماء العذب يعذبه الإيرانيون فجعلوه جسراً بصراعهم المصيري مع الشعب العراقي . وطلائع والمليشيات الإيرانية متوجهة بكل ثقلها إلى العراق مهما كلفها الثمن لحسم المواجهة ، بينما بدأت في العراق تضرب قنابل الكلور وآلاف الأطنان من المتفجرات ..!
العراق الآن تجاوز مرحلة التمغنط وبدأ يتأكسد والتأكسد بعيون الكيميائيين والفيزيائيين معاً يبقي طويلاً أنه يستمر قرونا لكننا إذا عرفنا عنصر التأكسد وعنصر إزالته فسيرون كيف سيتنظف العراق ويرتاح العراقيون ولا يوجد عنصر واحد آخر غير قوات الاحتلال الإيراني في العراق وحين ستنسحب سيرتاح العراقيون وأيضا مهما كان الثمن فادحاً، من جيوش الأئمة والباحثين عن الجنان والمدعين والمتهاوين والمدعين بها زورا وكذباً أصحاب العمائم الملونة من يدعون الدين والمرجعيات العراقيون أمامهم حل واحد هو خروج الإيرانيين من هذا البلد بالكامل نقول للعراق .
كثر أعداؤك .
وقل أنصارك .
ولا حول لنا ولا قوة .